على الرغم من الدلالات القوية التي حملها الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك “محمد السادس” نصره الله، بمناسبة الذكرى 23 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، وسياسة اليد الممدودة التي حملها، ودعوة جلالته السلطات الجزائرية لبدئ صفحة جديدة بين البلدين، ودعوته لإيقاف الحرب الإعلامية التي تمس الجزائر، معتبرا إياها في سياق الدعاءات التي تستهدف إشعال نار الفتنة بين البلدين الشقيقين، إلا أن المتتبع لرد فعل السلطات الجزائرية يلاحظ أنها لم تتفاعل بالشكل المطلوب مع الخطاب رسميا، كما أن الإعلام الجزائري لم يواكب هاته السياسة التي تهدف إلى إخفاث الصراع الدائر والمساهمة في ترسيخ السلام في المنطقة لما فيه مصلحة الشعبين المغربي والجزائري.
وهكذا وكما كان منتظرا، فقد قوبلت الدعوة الملكية لإقامة علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر، بفثور في الأوساط الإعلامية والسياسية الجزائرية، على الرغم من الحمولة القوية التي حملها الخطاب، ودعوة جلالته إلى بناء علاقات متميزة قوامها الأمن والسلام والتعاون.
وعلى الصعيد الرسمي لم يصدر أي رد رسمي في الموضوع، ولا يتوقع المهتمون بالشأن المغاربي أن يصدر أي رد فعل بالنظر إلى سلوك السلطات الجزائرية اتجاه مجمل الدعوات الملكية التي أطلقها جلالته حفظه الله في خطب سامية عديدة، وفي أوقات أقل تصعيدا مما تعرفه هاته العلاقات في الوقت الراهن.
خطاب أتى بعد قرابة السنة عن قرار قطع العلاقات بين البلدين في غشت من سنة 2021.
وكان جلالة الملك “محمد السادس” قد دعى الرئاسة الجزائرية لإقامة علاقات طبيعية بين البلدين، كما اعتبر جلالته حملات السب التي تطال الجزائريين لا تمثل موقف السلطات المغربية، داعيا إلى إيقافها، حيث قال جلالته: “إن من يقومون بها، بطريقة غير مسؤولة، يريدون إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين”، معتبرا أن ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية “غير معقول ويحز في النفس، ونحن لم ولن نسمح لأي أحد، بالإساءة إلى أشقائنا وجيراننا”، مركدا حرص “الشعب المغربي على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين”.
ويستبعد المهتمون حصول أي استجابة أو تقارب بين البلدين في ظل أجواء التوثر القائمة واشتراط الجزائر قطع كل أشكال العلاقات مع “إسرائيل” لاستعادة هاته العلاقات.
وفي هذا السياق كتبت صحيفة “الخبر” الجزائرية “ما قاله محمد السادس عن العلاقات مع الجزائر، لم يخرج عن منطق خطاباته السابقة”.
وللإشارة فقد سبق للسطات الجزائرية أن قابلت خطبا ملكية سامية سابقة بالتجاهل، ضمنها دعوة جلالته لفتح الحدود بين البلدين.
التعليقات مغلقة.