أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

السمنة ومرض COVID-19

إعداد مبارك أجروض

يَرغبُ بعضُ النّاس في زيادة وزنهم بسُرعة وذلِكَ إمّا لارتداء الملابس التّي يرغبونَ في لبسها أو بِسبب تعليقات الأشخاص الآخرين من حولهم، فأحياناً تكونُ النّحافة الزائدة عن حدّها مرضيّة الشكل وغير جميلة، فيكونُ هؤلاء الأشخاص شاحبي اللّون وكأنّهم مريضون، لذلِكَ يرغبونَ بشدّة في كسب المزيد من الوزن حتّى يُصبحَ وزنهم مثالياً وصحيّاً، وقد يصبحون بدناء حين تشير زيادة الوزن أو البدانة إلى وزن أكبر من الوزن الصحي. والسمنة هي حالة مزمنة تحددها كمية زائدة من الدهون في الجسم. لكن كمية معينة من الدهون في الجسم ضرورية لتخزين الطاقة، والعزل الحراري، وامتصاص الصدمات، وغيرها من المهام.

لقد ربط الأطباء منذ بداية الأزمة الحالية بين فيروس كورونا وبعض الحالات المرضية المزمنة التي تزيد من احتمال الوفيات بالمرض، لكن هناك عامل هام لم يحظ بالكثير من الاهتمام وهو البدانة. وأظهرت بيانات المركز الوطني للتدقيق والبحث في المملكة المتحدة أن ثلاثة أرباع مرضى فيروس COVID-19 يعانون من زيادة الوزن أو البدانة.

* مؤشر كتلة الجسم

يتم تصنيف الوزن وفقاً لمؤشر كتلة الجسم، حيث يعتبر وزن الأشخاص الذين يقل هذا المؤشر لديهم عن 25 صحياً، بينما يصنف الأشخاص الذين يتراوح مؤشر الكتلة لديهم بين 25 و29 بأنهم يعانون من زيادة في الوزن، ومن 30 فما فوق يعتبر الأشخاص ضمن فئة البدناء. في هذا الصدد أظهرت دراسة أجرتها جامعة نيويورك على 4013 من مرضى فيروس COVID-19 أن البدانة هي عامل الخطورة الثاني بعد العمر لدى هؤلاء المرضى، ويعاني حوالي ثلثي البالغين البريطانيين من زيادة الوزن أو السمنة، ويعتقد الدكتور مات كابورن، المدير السريري لمعهد روثرهام للسمنة، وهو مركز متخصص لإدارة الوزن، أن هذه الأرقام يجب أن تدفع المسؤولين لتحذير الجمهور من خطورة البدانة.

ولقد نصح نيل فيرغسون، وهو عالم الأوبئة وأستاذ علم الأحياء الرياضي في إمبريال كوليدج لندن بضرورة تحمل السكان المسؤولية عن صحتهم، وأضاف “نحن بحاجة إلى تقييم مخاطرنا من منظور شخصي، بما في ذلك استعادة الرشاقة وفقدان الوزن”. وقال أيضا في هذا الشأن روب أندروز، الأستاذ المساعد المختص بمرض السكري والغدد الصماء في جامعة إكستر “أعتقد أن زيادة الوزن الصغيرة أثناء الإغلاق ستحدث فرقاً محدوداً، ومن أجل الصحة المستقبلية نوصي بتجنب زيادة الوزن وممارسة الرياضة بانتظام”.

* مخاطر زيادة الوزن

يجعل الوزن الزائد من الصعب على الحجاب الحاجز والرئتين التوسع، مما يقلل من إمدادات الأكسجين للأعضاء الحيوية. وهناك أيضاً خطر نمو البكتيريا والفطريات في الرئتين، مما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي، يقول البروفيسور أندروز “مع زيادة وزنك، تقل التهوية في الرئتين ويزيد خطر الإصابة بأمراض الرئة وخاصة الربو، مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري”. ويقول الدكتور كابورن إن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ويعانون بالفعل توقف التنفس أثناء النوم، يجب أن يكونوا على دراية بخطر الإصابة بفيروس COVID-19.

عندما يتعلق الأمر بالعلاج، يواجه الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن صعوبة أكبر في الحصول على كمية كافية من الأكسجين بسبب وزن الدهون الزائدة على الشعب الهوائية، ومن المرجح أن يحتاجوا إلى مساعدة إضافية للتنفس عبر الضغط الهوائي الإيجابي المستمر أو التهوية الميكانيكية. وتم تحديد العلاقة بين الوزن وزيادة خطر الإصابة بالعدوى الشديدة أو المميتة بالفيروسات الشبيهة بالإنفلونزا لأول مرة خلال جائحة إنفلونزا الخنازير في 2009، والذي أودى بحياة 184 ألف شخص في جميع أنحاء العالم.

وقال البروفيسور باري بوبكين، من كلية جيلينجز للصحة العامة العالمية بجامعة نورث كارولينا “إن السمنة والوزن الزائد يقللان من الاستجابة المناعية والقدرة على محاربة فيروس كورونا”. ووجدت الأبحاث الأمريكية التي نُشرت العام الماضي أيضاً أن اللقاحات تعمل بشكل أقل فعالية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

* النشاط البدني

إن الشيء الأهم هو الاستمرار في تحريك الجسم، وتجربة التدريبات البديلة أيضاً لمنع فقدان اللياقة والتأثير على الصحة العامة. ووفقاً للمبادئ التوجيهية الوطنية للرياضة، فيجب على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف في الأسبوع من أجل الحفاظ على الصحة والرشاقة. ويمكن أن يكون هذا التمرين البدني ذو كثافة معتدلة، أو بدلاً من ذلك يمكن إكمال ساعة ونصف الساعة من اللياقة البدنية المكثفة، إضافة إلى ذلك، تقترح الإرشادات أيضاً القيام بأنشطة لتقوية العضلات يومين على الأقل كل أسبوع لتحسين أو الحفاظ على قوة الجسم.

إن COVID-19 في الحقيقة رهيب ويمكن أن يصيب الشباب ولا سيما الذين يعانون من السمنة.. من يعانون زيادة الوزن يحتاجون إلى توخي الحذر حقا، لهذا السبب ينتابنا القلق بشأن أولئك الذين يعانون من مشكلة السمنة ومن المحتمل أن يواجه معظمهم مشاكل عديدة بسبب السمنة. ف 88% من المصابين COVID-19 يعانون فقط من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا الشديدة. وعلى الرغم من انتشار هذا الفيروس في بلدنا المغرب فما تزال البلاد بعيدة طل البعد عن الوصول إلى النقطة التي يصاب فيها ما بين 50 و60% من السكان ويتعافون وعند هذه النقطة يتم الوصول إلى مستوى معين مما يعرف “بمناعة القطيع”، وفي واقع الأمر فإن زيادة الوزن تمثل خطرا كبيرا على المصابين COVID-19، بحيث تصبح البلاد التي يكثر فيها المواطنون المصابون ب COVID-19 معرضة بشكل خاص لتفشي الفيروس بسبب ارتفاع مستويات البدانة بين مواطنيها.

التعليقات مغلقة.