أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

السيد هشام بلاوي.. قيادي قضائي وحقوقي يعزز استقلالية العدالة بالمغرب

بقلم عيدني محمد

أصوات من الرباط

السيد هشام بلاوي هو شخصية قضائية وحقوقية مرموقة، يشغل حالياً منصب الكاتب العام لرئاسة النيابة العامة بالمغرب، وهو يعد من أبرز الشخصيات التي تلعب دوراً محورياً في تطوير منظومة العدالة في البلاد. وُلد في مدينة سلا سنة 1977، وحصل على دكتوراه في الحقوق مع تخصص في القانون الخاص من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس – أكدال، في عام 2013، كما يحمل أيضاً دبلوم الدراسات العليا في الحقوق من نفس الجامعة (2005).

امتاز مسيرته المهنية بمرور سريع وناجح عبر عدة مناصب قيادية، حيث بدأ عمله في المعهد العالي للقضاء عام 2001، وشغل لاحقاً منصب نائب وكيل الملك في المحكمة الابتدائية بسوق أربعاء الغرب، ثم مكلفاً بمهام نائب وكيل الملك في مكناس. بالإضافة إلى ذلك، عمل كقاضٍ ملحق بمديرية الشؤون الجنائية والعفو في وزارة العدل، وذاع صيته بصفته خبيراً في المادة الجنائية، فضلاً عن تدريسه في كلية العلوم القانونية والاقتصادية بسلا والمعهد العالي للقضاء.

تميز بلاوي خلال مسيرته بمساهماته في إصدار التشريعات والضمانات الحقوقية، حيث تولى رئاسة قسم العفو والإفراج المقيد، وعمل كرئيس لقسم التدابير الزجرية، فضلاً عن توليه مناصب استشارية في لجان ومجالس عليا ذات طابع قضائي وحقوقي. في عام 2017، تم تعيينه رئيساً لديوان رئيس النيابة العامة، وبتاريخ 12 ماي 2025، تم اختياره ليشغل منصب الكاتب العام لرئاسة النيابة العامة خلفاً للحسن الداكي، الذي اضطر إلى التوقف عن مهامه لأسباب صحية.

ارتبطت سمعة هشام بلاوي برسم صورة رجل الظل الذي يعمل خلف الكواليس، لكنه يسهم بشكل فعال في تنفيذ وإدارة مشاريع إصلاحية هامة، تركّز على تعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة، وتوطيد استقلالية السلطة القضائية، وتدعيم حماية حقوق الإنسان. ويُعرف عنه اهتمامه المتزايد بقضايا العدالة وحقوق الإنسان، حيث يشارك بفاعلية في تنظيم برامج تكوينية وتدريبية للقضاة والفاعلين القضائيين، خاصة في مجالات مكافحة التعذيب وحماية الحريات العامة.

يُعد بلاوي من الشخصيات التي تجمع بين الكفاءة المهنية والقدرة على التواصل، وهو ما مكنه من بناء علاقات إيجابية مع مختلف الجهات المعنية بالمجال القضائي، مما يعزز من قدرته على قيادة النيابة العامة نحو مستويات أعلى من النجاح والفاعلية. ويُنظر إلى تعيينه على أنه استمرارية للنهج الإصلاحي الذي أطلقه سلفه، مع توقعات بفتح آفاق جديدة لتعزيز استقلالية السلطة القضائية، وتطوير أدوات وآليات العمل، وتأمين بيئة قضائية أكثر شفافية ومصداقية، تتماشى مع التحديات المعاصرة التي تواجه القضاء في المغرب.

يظل السيد هشام بلاوي شخصية قيادية ذات سجل حافل من الإنجازات، وتُعد مواقفه والتزاماته بالقضايا الحقوقية والقانونية دليلاً على حرص الدولة على بناء نظام قضائي ناجع ومستقل، يضمن حقوق الأفراد ويحفظ سيادة القانون، ويعمل على تحديث وتطوير منظومة العدالة لترقى إلى معايير تتوافق مع متطلبات العصر.

التعليقات مغلقة.