الشخصيات العسكرية البارزة: قادة يستحقون التقدير
بقلم الأستاذ محمد عيدني
إذا كان التاريخ يكتب بأعمال الرجال، فإن القادة العسكريين الذين أظهروا شجاعة استثنائية وحنكة استراتيجية يبقون دائمًا في ذاكرة الأمم. في هذا المقال، نسلط الضوء على ثلاثة من أبرز الشخصيات العسكرية المغربية التي أسهمت في تشكيل مسار البلاد، وهم الجنرال حميدو لعنيكري، الجنرال عبد العزيز بناني، والجنرال أحمد بوطالب.
1. الجنرال دوديفيزيون: حميدو لعنيكري
(1939 – …)
لا يزال الجنرال حميدو لعنيكري يمثل شخصية لغز ورجل الظل طيلة مساره المهني. وُلد لعنيكري في أسرة بسيطة بمكناس، حيث تخرج من مدرسة الأهرمومو في بداية الاستقلال، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية بمكناس وتم ترقيته إلى مرتبة ملازم. كان له دور بارز في الدرك الملكي بفضل دعم الجنرال إدريس بن عمر.
محطات في تاريخه:
1972: تولى قيادة عملية تطويق القاعدة الجوية بالقنيطرة ضمن جهود اعتقال الضباط الانقلابيين.
1977: شارك في حرب كاتانغا بالزائر (الكونغو الديمقراطية).
1979: كان المستشار الأمني والعسكري للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
1989: أصبح الرجل الثاني في “لادجيد” (الاستخبارات الخارجية).
1999: عُين على رأس المديرية العامة للدراسات والمستندات.
2003: عُين مديرًا عامًا للأمن الوطني.
2006: شغل منصب مفتش عام للقوات المساعدة.
2009: مُفتش عام للقوات المساعدة بالمنطقة الجنوبية.
2012: تمت إحالته على التقاعد.
2. الجنرال دوكور دارمي: عبد العزيز بناني
يعتبر الجنرال عبد العزيز بناني واحدًا من القادة العسكريين البارزين في تاريخ القوات المسلحة الملكية. كان أحد الأربعة الذين حملوا رتبة “جنرال دوكور دارمي” وكان أول من جمع بين منصب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية ومفتش عام للمنطقة العسكرية الجنوبية.
تولى بناني أدوارًا مهمة خلال الحروب، حيث أظهر مهارات قيادية استثنائية وكان له دور بارز في تعزيز القدرات العسكرية للمغرب. مسيرته تتطلب موضوعًا خاصًا، لكن تأثيره وتألقه يبقيان واضحين.
3. الجنرال دو ديفيزيون: أحمد بوطالب
أحمد بوطالب هو قائد عسكري آخر عُرف بشجاعته وكفاءته. شارك في حرب الرمال ضد الجزائر عام 1963 وقاد طائرات الإنزال المظلي. بعد اندلاع الحرب بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو عام 1976، تم اختياره كأحد القادة العسكريين الرئيسيين.
تحت قيادته، تفوق سلاح الجو المغربي في العديد من المعارك، رغم التحديات التي واجهها. وُصف بوطالب بأنه الجنرال الحكيم والهادئ، المختلف في توجهاته عن باقي الجنرالات. تألق في سلاح الجو وتولى منصب مفتش عام بعد أن اختاره الملك الراحل الحسن الثاني لقيادة طائرته الخاصة.
وفي عهد محمد السادس، كُلف بتطوير القوات الجوية المغربية.
تظل الشخصيات العسكرية المذكورة أعلاه، مثل حميدو لعنيكري وعبد العزيز بناني وأحمد بوطالب، رموزًا للقوة والشجاعة. لقد ساهموا في تشكيل مسار المغرب الحديث، ويستحقون كل التقدير والإشادة بفضل إنجازاتهم وتضحياتهم. قد تركت قصصهم بصمة واضحة في التاريخ، وتبقى نموذجًا للقادة الذين يسعون إلى تحقيق الأمن والاستقرار لوطنهم.
التعليقات مغلقة.