سيشهد التاريخ أن مدينة في المغرب بمجتمعها المدني المتفكك وبمثقفيها المسؤولين وبمسؤوليها المثقفين، لا تتوفر على صرح ثقافي رسمي ومؤطر من وزارة الثقافة، كيف لا والمجلس السابق لم يفتح هذه الدار ولو يوما واحدا أثناء ولايته، بل أغلقها بالإسمنت في حادثة غريبة آنذاك، ليعيد إصلاحها واستخراج الكتب التي طويت في أدرج الجماعة وذلك بعد زيارة لوزير الثقافة الأسبق “محمد الأعرج”.
كم سعد مثقفو المدينة حين أعلن السيد عامل الإقليم قبل أربع سنوات عن تسميتها الجديدة دار الثقافة “أحمد الفايز”، وذلك عن طريق قرار عاملي تكريما لروح المرحوم “الفايز” ابن مدينة الشماعية الذي شرفها بمساهماته الفعلية في البحوث العلمية والثقافية والبيئية وطنيا ودوليا، لكن للأسف توقفت هذه المساهمات فور تسمية المركز الثقافي باسمه، ليتحول إلى مركز للتلقيح.
كان من الأجدر اختيار مكان ملاءم لذلك، بدل التضحية بالثقافة والأجيال الصاعدة سيما أن المركز جاء في موقع يحاذي مجموعة من المؤسسات التربوية، ما كان سيجعله فضاء للتلاميذ لتطوير مستواهم الدراسي وصقل ثقافة القراءة والبحث بدل التسكع بين الأشجار والنباتات، كما أن هذا المركز كان ليصبح ملتقى للندوات والتظاهرات الثقافية التي تعبر عن مستوى الساكنة، بدل اختيار مقاهي غير أدبية لهذا الغرض، ما يسقط قيمة الملتقيات الفكرية بالشماعية.
إن استمرار “بلوكاج” دار الثقافة بالشماعية، لا يمكن تفسيره إلا باستمرار القضاء على كل شيء جميل في هذه المدينة المنسية حق النسيان، وأساس ذلك استمرار إعدام القطاعات الحية التي تبني المجتمع والصحة والثقافة والعمل.
فهل بإمكان الشماعية أن تفرخ لنا باحثين ومفكرين مثل “أحمد الفايز”؟ أم رحم الله الثقافة حين أعدمت دار الثقافة؟؟؟
التعليقات مغلقة.