في خطوة قد تزاحم النفوذ الروسي في المنطقة، كشف مسؤولون أميركيون وأفارقة أن واشنطن تسعى إلى استخدام مطارات في عدد من الدول الإفريقية على ساحل المحيط الأطلسي لنشر مسيرات استطلاع فيها.
وأوضح المسؤولون أن “الولايات المتحدة تجري مفاوضات مسبقة بشأن منح إذن لمسيرات الاستطلاع غير المسلحة الأميركية باستخدام مطارات في غانا وساحل العاج وبينين”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
كذلك أضافوا أن واشنطن تحاول بهذه الصورة إيقاف انتشار المسلحين المتشددين في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه المسيرات ستسمح للقوات الأميركية بمتابعة تنقلات المقاتلين وإعطاء توصيات تكتيكية للقوات المحلية أثناء إجراء عمليات قتالية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن قد تعيد توجيه المساعدة المخصصة للنيجر لتقديم مساعدة للمناطق الساحلية في إفريقيا الغربية.
وكانت الأنظمة العسكرية في الدول الثلاث أمرت بانسحاب القوات الفرنسية، التي كانت تقود عملية عسكرية في المنطقة.
مرتزقة فاغنر
في المقابل، استأجر القادة العسكريون في مالي مرتزقة روسا من مجموعة فاغنر للمساعدة في توفير الأمن، وأجرت كل من النيجر وبوركينا فاسو في الأشهر الأخيرة محادثات حول تعاون عسكري أوثق مع المسؤولين الروس.
وستسمح الطائرات بدون طيار للقوات الأميركية بإجراء مراقبة جوية لتحركات المسلحين على طول الساحل وتقديم المشورة التكتيكية للقوات المحلية أثناء العمليات القتالية.
وتشير الجهود المبذولة لبناء قوات أميركية في الولايات الساحلية إلى أن واشنطن تعتقد أن مالي وبوركينا فاسو غارقتان في أعداد كبيرة من المتشددين لدرجة أنهما بعيدتان عن متناول المساعدة الغربية.
فيما تخشى أن النيجر، التي كانت حتى انقلاب يوليو/تموز أقوى حليف للولايات المتحدة في المنطقة، لا يمكن الاعتماد عليها بعد الآن.
دول مهددة
وتجد الدول الساحلية الثلاث، غانا وساحل العاج وبينين، التي تتمتع بالاستقرار والازدهار نسبياً، إلى جانب توغو، مهددة من قبل المتشددين الذين يتدفقون جنوباً من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وهي ثلاث دول محاصرة في منطقة الساحل، وهي الشريط شبه الصحراوي جنوب الصحراء الكبرى.
وتعكس المفاوضات التخفيض العسكري من جانب الولايات المتحدة، إذ إنها دعمت لسنوات عديدة، بقوات الكوماندوز والطائرات بدون طيار، الجهود الفرنسية والمحلية لتأمين دول الساحل التي أصبحت الآن في قلب التمرد الأكثر نشاطاً في العالم.
ومنذ عام 2017، قُتل ما يقدر بنحو 41 ألف شخص في أعمال عنف في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وقد خلق هذا الاضطراب فرصة لروسيا لتعميق العلاقات السياسية والعسكرية في المنطقة.
التعليقات مغلقة.