أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية بين التصريحات المتناقضة وتحديات تقييم الضرر

جريدة أصوات

 

في خضم التصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران، تتزايد التساؤلات حول مدى تأثير الضربات الأمريكية على البرنامج النووي الإيراني، وسط تناقضات بين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقارير استخباراتية تشير إلى أن الضرر قد يكون مؤقتًا.

تصريحات ترامب مقابل التقارير الاستخباراتية
أكد ترامب في كلمته أمام قمة الناتو أن الضربات الأمريكية “محَت البرنامج النووي الإيراني من جذوره”، مدعيًا أن طهران فقدت قدرتها على متابعة طموحاتها النووية. إلا أن تسريبات استخباراتية، بما في ذلك تقرير أولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية، تشير إلى أن الضرر قد يكون محدودًا، ويعيد البرنامج النووي الإيراني للوراء بضعة أشهر فقط وليس سنوات.

وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن التقييم الكامل للضرر يتطلب وقتًا وزيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع المستهدفة، وهو ما لم يحدث بعد. كما أن التقرير المسرب نُشر بعد 24 ساعة فقط من الضربة، مما يجعله “تقيماً أولياً غير نهائي”، وفقًا لمسؤولين.

التحدي الأكبر: أين مخزون اليورانيوم المخصب؟
من أكبر الأسئلة المعلقة هي مصير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يُعتقد أنه يكفي لصنع نحو 10 أسلحة نووية. لم يتطرق البيت الأبيض ولا الاستخبارات المركزية (CIA) إلى ما إذا تم نقل هذا المخزون قبل الضربة أو ما إذا كان لا يزال موجودًا في المنشآت المستهدفة.

وألمح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى أن إيران ربما خبأت كميات من اليورانيوم المخصب، قائلاً: “سنعمل في الأسابيع المقبلة لضمان استخدام هذا الوقود بكفاءة”. ومع ذلك، زعم فانس أن تدمير منشآت التخصيب الرئيسية يجعل هذا اليورانيوم “غير مفيد” لإيران.

هل تدفع الضربات إيران نحو التسلح النووي؟
يرى خبراء أن الهجمات قد تزيد من تصميم إيران على امتلاك سلاح نووي، خاصة إذا نجا جزء من برنامجها. روبرت إينهورن، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، قال: “من المرجح أن تزيد الضربات من نفوذ التيار المتشدد المؤيد للتسلح النووي في طهران”.

كما أن هناك شكوكًا حول وجود منشآت سرية غير مكتشفة أو مخزونات إضافية من أجهزة الطرد المركزي، مما قد يعني أن البرنامج النووي الإيراني لم يُضعف بالشكل الذي تدعيه الإدارة الأمريكية.

خلافات داخلية وتحقيق في التسريبات
أثار التقرير المسرب غضب ترامب، الذي وصفه بأنه “غير حاسم”، بينما أعلن البنتاغون تحقيقًا في تسريب الوثيقة. هذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها ترامب تقارير استخباراتية، كما حدث مع تقارير التدخل الروسي في انتخابات 2016.

في الوقت الحالي، يبقى تقييم الضرر الحقيقي صعبًا دون وجود مفتشين دوليين على الأرض. كما أن الأسئلة حول مصير اليورانيوم المخصب والقدرات النووية المتبقية لإيران ستظل بلا إجابات واضحة حتى يتم جمع المزيد من الأدلة.

ما هو مؤكد أن الضربات زادت من حدة التوتر، وربما دفعت إيران إلى اعتماد استراتيجيات أكثر سرية في سعيها النووي، مما يجعل الأزمة أكثر تعقيدًا في الأشهر المقبلة.

التعليقات مغلقة.