الضغط النفسي يسبب الألم في الرقبة والكتفين

إعداد د. مبارك أجروض

الضغط النفسيّ Stresse (الإجهاد) هو استجابة الجسم لأي مطالب تُفرض عليه، وقد تكون هذه المطالب متعلقة بالوظيفة، أو الوضع المالي، أو العلاقات، أو الجوع، أو المرض، وما شابه، ويُعتبر الضغط النفسي إحدى التجارب التي تُمكّن الإنسان من التعامل مع المواقف الصعبة، وقد يكون مُحفزاً لتخطي العقبات والبقاء على قيد الحياة، ويكون أداء الإنسان أفضل إذا كانت شدة الضغوط النفسية متوسطة، أما إذا ازدادت لتصبح شديدة أو في حال تعرَّض الإنسان للعديد من الضغوط النفسية في الوقت ذاته فإنّ ذلك يؤثر في أدائه بشكلٍ سلبي وقد يكون ذلك سبباً في التأثير في صحة الإنسان العقلية والجسدية.

قد يكون من الصعب بالخصوص على كثير من النساء تعلم الطريقة التي يمكن أن يحققن بها التوازن في حياتهن، ولهذا تتولد عادة مشاعر قوية من القلق والتوتر لدى من تحاولن تسيير أمورهن المنزلية، إدارة أنشطتهن الاجتماعية وتحمل كافة المسؤوليات في العمل، وبينما نعيش في ظروف يتوقع أن نقوم فيها بكل ما يُطلَب منا، لكن مستويات الضغوط التي نتعرض لها، يوما بعد يوم، قد تحظى بتأثيرات عكسية على الجسم، وهو ما يؤدي في الأخير إلى الإصابة بتوترات عضلية في الرقبة والكتفين، إلى جانب أشياء أخرى.

صحيح أننا نمر بصورة طبيعية بلحظات قليلة من التوترات والضغوطات على مدار اليوم، لكن المشكلات تبدأ في الحدوث حين نتعرض لتلك الضغوط بصورة مستمرة ومتواصلة، فحينها تبدأ تلك الضغوط في الظهور على هيئة أوجاع، آلام وتهيجات بالأعصاب.

* الضغط النفسي يسبب آلاما في الرقبة والكتفين

حين نتعرض لمستويات عالية من التوتر والضغط، يكون التوتر هو رد الفعل الطبيعي من الجسم. وحين يحدث ذلك بشكل مستمر على مدار فترة طويلة، يكون من الوارد الإصابة بتوترات عضلية، وهو ما قد يصيب الرقبة والكتفين بتيبس، ضيق، وجع وألم.

وعلق باحثون على ذلك بقولهم إن الألم الذي ينتج عن الضغط النفسي في تلك المنطقة عادة ما يكون القلق العاطفي أو العقلي، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على العضلات والأعصاب الموجودة بالكتفين، الرقبة والعمود الفقري.

وبعيدا عن الضغوط العاطفية والنفسية، فإن هناك مشكلات أخرى تؤدي للشعور بالأعراض الجسدية لألم الكتفين هي الإفراط في الاستخدام، سوء وضعية الجسم والجلوس لفترات طويلة.

* الشعور أحيانا بألم في الكتف بدون سبب

إن مررت بتلك التجربة، فلك أن تعلمي أنه قد تكون هناك ثمة أشياء داخلية تهيج الكتف، دون أن يكون لديك دراية بها، ومن أبرز هذه الأشياء التي قد تتسبب في حدوث ذلك:

ـ التهاب أوتار الكفة المدورة والتهاب الجراب (وهو تورم بالأنسجة والأوتار التي تربط العضلات والعظام في الكتف).

ـ تمزق أوتار الكفة المدورة.

ـ التهاب المفاصل.

ـ الكتف المتجمد (وهو ألم وتصلب بمفصل الكتف يزداد سوء مع مرور الوقت).

ـ تمزق الأوتار (تمزق في الأنسجة التي تربط العضلات بالعظم حول مفصل الكتف).

* ممارسة تمارين الإطالة لمعالجة آلام الكتف والرقبة

من الضروري معرفة أن تمارين مثل التدليك، اليوغا والعلاج الطبيعي لأوتار الكفة المدورة طرق رائعة لتحسين ميكانيكا الجسم وتخفيف توتر الرقبة والكتف غير المرغوب فيه. وكذلك لا مانع من تجربة بعض الإطالات ومعرفة مدى تأثيراتها على الكتف والرقبة.

* عادات صحية تساعد على تقليل الشعور بالضغط النفسي

ـ إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

ـ ممارسة نوعية التمارين المعتدلة لمدة 30 دقيقة على مدار 5 أيام على الأقل أسبوعيا.

ـ تقليل الكافيين، الكحوليات والسكريات.

ـ الحصول على قسط كاف من النوم كل ليل

ـ جنب التدخين.

ـ التفكير بايجابية وإحاطة نفسك بالأشخاص الايجابيين.

* العلاج الطبيعي يساعد في حالات ألم الكتف والرقبة الناتج عن الضغط النفسي

هناك كثير من الأدلة التي تدعم فعالية العلاج الطبيعي فيما يتعلق بتقليل آلام الكتف وانخفاض نطاق الحركة وتشمل:

ـ خيارات العلاج الطبيعي الخاصة بآلام الكتف ما يلي: العلاج اليدوي، تحريك المفاصل، التمارين العلاجية، الإطالات، الموجات فوق الصوتية العلاجية، العلاج بالليزر والتحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد، الحرارة أو الثلج.

ـ كل ما يساعِد على الاسترخاء وعدم التفكير في الأمور السلبيّة، وتقبّل الأمور، وما على الشخص إلّا الأخذ في الأسباب.

ـ تغيير طريقة التفكير بالضَّغط النفسي وبمسببه، فالتفكير بطريقةٍ إيجابية والتركيز على إيجابيات أي أمرٍ من شأنه أن يغيِّر من تأثير الضَّغط النفسي وعلاجه.

ـ المحافظة على التواصل مع الناس وبناء العلاقات الاجتماعيّة فالجلوس مع الناسن والتحدّث معهم يساعد من خروج الشخص من دائرة الضَّغط النفسي.