أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العادات والتقاليد واشكاليات التعريف May gan timyurin

الحسن اعبا

 

نعم اننا غالبا ودائما ما نتحدث عن العادات والتقاليد بدون أن نميز بينهما، فما هي العادات؟ وما هي التقاليد؟ وما الفرق بينهما؟ هي أسئلة كثيرة لا بد لنا ان نجيب عنها وذلك حتى نقرب القاري إلى جادة الصواب..

 

 

معنى العادات والتقاليد

 

عُرِّفت العادات في عدّة معاجم عربية على أنّها نمط من السلوك أو التصرف المعتاد الذي يتمّ فعله مراراً وتكراراً من غير جهد، مثل: عادة التدخين، وعادة الكذب، كما أنّها تتعلّق بحياة البداءة التي تعود إلى الجيل الأول من دون تقدّم أو تطوّر فطري.

 

أمّا التقالِيد فهي عادات وعقائد وأعمال وحضارة الإنسان المتوارَثة التي يرثها الخلف عن السلف، ومفردها: تقليد.

 

 

العادات هي أعراف يتوارثها الأجيال لتصبح جزءاً من عقيدتهم، وتستمر ما دامت تتعلّق بالمعتقدات على أنّها موروث ثقافي، فهي تعبير عن معتقد معين، أمّا التقاليد فهي مجموعة من قواعد السلوك التي تنتج عن اتفاق مجموعة من الأشخاص وتستمد قوتها من المجتمع، وتدلّ على الأفعال الماضية القديمة الممتدة عبر الزمن، والحِكم المتراكمة التي مرّ بها المجتمع ويتناقلها الخلف عن السلف جيلاً بعد جيل.

 

وهي عادات اجتماعية استمرت فترات طويلة حتى أصبحت تقليداً، ويتم اقتباسها من الماضي إلى الحاضر ثمّ إلى المستقبل، فهي بمثابة نظام داخلي لمجتمع معين.

 

ما هي أهمية التقاليد؟

 

 

لكن ترى ما أهمية هذه التقاليد؟ هنالك العديد من الأسباب التي تدلّ على أهمية اتباع التقاليد، ومنها ما يأتي خلق الذكريات:

 

 

فالذكريات تدوم طوال العمر لتصبح موضوعاً للحديث يتجاذبه أطراف العائلة أثناء اجتماعاتهم.

 

 

تعزيز الرابطة: وذلك من خلال تشوّق أفراد العائلة إلى موعد اجتماعهم لتطبيق العادات والتقاليد المتوارثة، ممّا يشعرهم بالسعادة والراحة، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الأفراد والأسر.

 

 

سدّ الفجوة بين الأجيال: من خلال توارث التقاليد من جيل إلى جيل يمكن الحصول على روابط مشتركة فيما بينهم من خلال الحديث عن الذكريات والقصص المختلفة.

 

 

الإحساس بالهوية: عندما يتبع الشخص تقاليد عائلته فإنّه قد يجد نفسه ويكتشفها من دون الشعور بالضياع أو عدم الانتماء لأي مجموعة.

 

 

الإنسان والمجتمع

 

 

يمكن القول أن الإنسان يعيش حياته بطريقة تتوافق مع الظروف المعيشية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، أمور اعتدنا على وجودها بشكلٍ أو بآخر، رغم قِدمها وغرابة بعضها وجهلنا بمدى حاجتنا لوجود بعضها وصعوبة الاستغناء عنها لفقدانها أي تأثير ايجابي في الحياة، وعرقلة بعضها لمسار تطوير المفاهيم الدنيوية الحديثة.

 

 

العادات والتقاليد جزء لا يتجزّأ من الحياة، ولا يقتصر الموضوع على مجموعة من الأمور، ما زلنا نتعامل معها أو نستذكرها، ولكنها تتعلق أحيانًا بعمق التاريخ العريق للوطن بأكمله، ففي كل منطقة تتجلى العادات والتقاليد المحلية التي يصعب التخلي عنها، لسهولة السير مع التيار، أو لأن التغيير قد يُعرضنا للاستهزاء، وتشويه السُمعة، وربما أكثر من ذلك.

 

 

العادات هي مجموعة أمور اعتدنا على القيام بها منذ الصغر، أما التقاليد فهي موروثات ثقافية ورثناها عن الآباء والأجداد تؤثر في نشأة الإنسان، كركائز أساسية في التكوين العقلي والنفسي لقاطني كثير من المجتمعات التي تحكمها هذه الظاهرة الاجتماعية بِقُوة، أمور تتبعها الأجيال من دون العلم بأصلها وفصلها، ولو رغب أحدهم في التخلي عن بعضها لأصبح كأنه أبدى سوء النية تجاه المجتمع وقام بفعلٍ شنيع لا يمكن تقبله من البعض.

 

 

المبادئ الإنسانية والقيم البشرية السليمة ثابتة، ولكن المفاهيم والأفكار وطُرق تنفيذها تتغير من فترة لأخرى وتتطور بتطور العلم والفكر والاكتشافات البشرية، ومع أهمية دور العادات والتقاليد في الحياة، ولكن ليس من المنطق التقيد والالتزام الصارم بجميع الأفكار السائدة من دون تحرّي حقيقتها والتفكير في صحتها، ومدى صلاحيتها لهذا اليوم، فالعادات والتقاليد ترسم شخصية الفرد وتصنعه،

المراجع

“تعريف و معنى عادات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، https://www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018.بتصرّف. “تعريف و معنى تقاليد في معجم المعاني الجامع”، https://www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف. إسعد فايزة، “العادات الاجتماعية والتقاليد في الوسط الحضري بين التقليد والحداثة”، theses.univ-oran1.dz، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2018. بتصرّف. Alexa Krass (13-10-2015), “5 Reasons Why Traditions Are Important”، ww.theodysseyonline.com, Retrieved 30-6-2018. Edited. أديب أبي ضاهر (1993)، [ia600504.us.archive.org عادات الشعوب وتقاليدها] (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشوّاف ، صفحة 44، 52. بتصرّف. “أغرب تقاليد الزواج في ليبيا”، https://www.albawabhnews.com، 2019-10-25، اطّلع عليه بتاريخ 2020-4-11. بتصرّف.

التعليقات مغلقة.