أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العجز الجنسي في المغرب بين الحشومة، الشعوذة و الإستشفاء.

محمد عيدني
في مجتمعات العيب و الحشومة حيث من العار الحديث عن عجز كما لو أنه خطيئة صاحبه حيث المرض و الإبتلاء يعرب حسب نوع علاقتنا مع كل شخص على حدى.
فالمرض ابتلاء إن أصاب من نحب و “المؤمن مصاب”. وهو عقاب إن أصاب من نكره.
وفي كلا الحالات تتم شخصنة الأمراض لتصبح لها أبعاد عرفية أكثر منها مرضية..
ومن بين أنواع الأمراض التي يمكن إسقاط هذه المعادلة عليها: الأمراض الجنسية خاصة منها العجز الجنسي والذي يعتبر من الطابوهات التي يستحيل أن يصرح بها رجل. فقد نجد من بلغ من الثقافة عتيا ويفضل الطرق المظلمة في التداوي و طب العطارين حتى وإن كلفه الملايين، بدلا من التطبيب وذلك فقط لكي يحافظ على سرية مرضه.
ما يجعل الأرقام الحقيقية حول انتشارها رغم كونها مهمة إلا أنها قابلة للإرتفاع إذا ما توقعنا عدد من الحالات المسكوت عنها و التي تفضل اللجوء إلى الوسائل التقليدية في العلاج أو السحر و الشعوذة أو غيرها من الطرق التي تبقى بعيدة عن ردهات العيادات الطبية.
وحسب آخر الإحصائيات التي تم الحصول عليها من جمعية ENDO-erologie maroc بالمركز الإستشفائي ابن رشد أبانت أن 45 في المائة من الرجال المغاربة يعانون من ضعف جنسي في حين 13 في المائة منهم حالتهم معقدة.
كما أكدت دراسة أجراها المركز الاستشفائي ابن رشد، أن حوالي 46% من المغاربة يعانون الضعف الجنسي، وأن 75 في المائة من المغربيات المتزوجات غير راضيات عن معاشرة أزواجهن لهن.
فماهي الأسباب التي تسهم في انتشار هذا النوع من الأمراض ؟ وماهي سبل مواجهته؟
وكيف نتعامل مع المصابين به؟
إذن هي أسئلة ضمن أخرى لطالما فتحت للنقاش في عدد من المنابر التي تعنى بمناقشة هذا الموضوع.
فبالنسبة للأسباب فهي تختلف حسب كل حالة على حدى إذ هناك ما يتعلق بعارض نفسي وهناك ما هو عضوي.
إذ الأمر لا علاقة له بما يسمى في ثقافتنا الشعبية و الأوساط الاجتماعية “بالثقاف” أو أعمال الربط أو غيرها من المصطلحات التي تجر متتبعيها إلى عالم السحر و الشعوذة.
فالعجز الجنسي قد يكون مرضا عضويا قابلا للعلاج من خلال الأطباء المتخصصين ، في حالة ما إذا استطاع المصاب به تجاوز طابو “الحشومة”.
فعدد من الرجال يفضلون الصمت والبقاء عازبين حتى لا يعرف أحد ما يعانونه، وإن اضطروا للزواج تحت إصرار عائلاتهم يجبرون الزوجات على الصمت، و بالمقابل الزوجات إما يخترن الكتمان لتستر زوجها، وكأنها امام فضيحة، وتتحمل لوم عائلته بعدم الإنجاب لتصبح بين نارين، إضافة لأسئلة المحيطين بها. أو تفضل الطلاق لكن في الغالب دون الإدلاء بالسبب الحقيقي.
كما أنه من تداعيات مرض العجز الجنسي أن نفسية الرجل تصبح أكثر حساسية فهو يعتبرها مساسا برجولته ونقصانا لها، كما أنها قد تؤدي به إلى حالة من الاكتئاب، وعدوانية في السلوك يحاول بها تفجير الضغوطات التي لا يبوح بها لأحد.
غير أن ما يجهله العديدون هو أن هناك طفرة في علاج هذا النوع من الامراض لا يحتاج سوى كسر حاجز الصمت والخجل من أجل الاستشفاء.

التعليقات مغلقة.