أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العدو الصامت.. السكري ورمضان

إعداد مبارك أجروض

مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في العالم، وهو ما جعل الكثير من الحملات التوعوية تنطلق للحد منه والتحذير من الأضرار الناتجة عنه عن طريق تثقيف المجتمع وحاصة خلال شهر رمضان، والتأكيد على توفير الرعاية الطبية المناسبة للمصابين به.

مرض السكري هو العدو الخفي بامتياز خاصة مع حلول شهر رمضان وكثرة الموائد والأطباق الرمضانية وهو ما يدفع الكثيرون للتساؤل حول السكري والصيام وعمّا إذا كان وضعهم الصحي يسمح لهم بالصيام، فما الذي على مريض السكري القيام به في رمضان ؟

بالرغم أن الصوم يناسب الكثيرين من الأشخاص المصابين بالسكري إلا أنه قد يشكل خطراً على صحة البعض الآخر، لذا نرى أنه من الواجب مراجعة الطبيب ومعرفة التغييرات وما يجب أن يلتزم به مريض السكر في يوم صومه، ربما ستكون هناك تغيرات علاجية وتوجيهات للنظام الغذائي المناسب له.

* تناول أدوية السكري خلال شهر رمضان

وبحسب الخبراء فإن موضوع تناول أدوية السكري خلال شهر رمضان يجب أن يتم من خلال نقاط، أهمها أنه قد لا تتناسب العقاقير المستخدمة عادة مع النظام الزمني لرمضان، وقد تؤدي مواصلة هذه الأدوية خلال رمضان دون استشارة الطبيب إلى حدوث مضاعفات خطيرة أو تدهور صحي حاد.

وقد يسمح الطبيب للمريض بمواصلة نفس البرنامج العلاجي، وقد يحدث الطبيب بعض التغييرات، إما في الجرعة أو في موعد تناول الدواء أو في نوع العلاج، بهدف تجنب حدوث نوبات هبوط أو ارتفاع حاد في سكر الدم أثناء الصوم. أما إذا حظيت بموافقة الطبيب على الصوم؛ فإنه للمحافظة على تحقيق توازن السكر يجب تناول وجبات صغيرة متعددة وتقسم الطعام إلى عدة وجبات صغيرة، ويعد هذا من أهم الخطوات لضبط نسبة السكر في رمضان حيث يرتفع السكر إلى مستويات عالية في الدم بعد تناول وجبات كبيرة.

فعلى سبيل المثال، ابدأ بتقسيم الإفطار إلى ثلاث وجبات يتبعها السحور، فمثلاً:

ـ الوجبة الأولى

حبة فاكهة مثل حبة تمر أو 17 حبة من العنب وكوب من اللبن وطبق من الحساء. وسلطة خضار والحبوب الكاملة، والأرز البني والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.

ـ الوجبة الثانية

(بعد ساعتين) فتكون مثلاً طبق رئيسي يحتوي على اللحم الأحمر، مثل الدجاج أو السمك المشوي مع الحبوب الكاملة والخضروات المطبوخة، سلطة خضار. كوب من اللبن.

ـ والوجبة الثالثة

(بعد ساعتين ـ أي بعد أربع ساعات من الوجبة الأولى) تكون نوعًا من الفواكه. القليل من المكسرات ونوع من المسليات الصحية مثل: الفشار، الذرة الصفراء، “الرغايف” المحشوة بالجوز أو الجبنة التي تحتوي على 5% دسم.

ـ الوجبة الرابعة (السحور)

فيما تكون وجبة السحور الخبز، ويفضل الخبز الذي يحتوي على نخالة القمح والأطعمة الغنية بالبروتينات مثل البيض أو الجبنة التي تحتوي على 5% دسم. وزيت الزيتون أو الطحينة أو الأفوكادو الخضروات نوع أو نوعان من الفاكهة كوب من الحليب أو اللبن.

هذا بالإضافة إلى ضرورة فحص نسبة السكر بانتظام حيث سيكون هناك تأثير جذري في هذه التغييرات وعدد ومواعيد الوجبات وطبيعة الغذاء في رمضان على السكري والصيام، لذا يجب مراعاة ضرورة إجراء الفحص الذاتي للسكر بوتيرة أكثر من ذي قبل في رمضان.

كما ينصح مريض السكري بتناول الفاكهة بمعدل ثلاث حصص يومية على فترات متباعدة، حيث تعرف الحصة الواحدة، وتجنب الأطعمة المالحة حيث ينبغي على مريض السكري الحد من استهلاك الملح، وتجنب الأطعمة المالحة (مثل: اللحوم المدخنة، المخللات، الزيتون، وصفات الحساء الجاهزة، الأطعمة الخفيفة، المكسرات المملحة).

* السكري والملح

وقد يثير هذا الأمر الدهشة، فما العلاقة بين السكري والملح ؟ توصي جمعية السكري الأمريكية بتجنب الملح لأنه يؤدي لزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى والقلب لدى مرضى السكري بشكل ملحوظ.

وأخيرًا يجب التخفيف من الحلويات والأغذية الدسمة حيث يؤدي مرض السكري إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذا ينصح بتجنب الحلويات، إذ إن معظمها يحتوي على كميات كبيرة من الدهون التي تؤدي إلى تضيق وتصلب الشرايين وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع كبير وسريع في مستوى السكر في الدم وقم باختيار الحلويات الصحية القليلة الدسم أو “الرغايف” المحشوة بالجوز أو بالجبنة قليلة الدسم.

التعليقات مغلقة.