العرض العسكري المهيب مصحوبا بفخر الصناعة الوطنية إنجاز يفاخر به كل يمني
بقلم: د.علي محمد الزنم / عضو مجلس النواب اليمني
نحتفل بكل أعيادنا الوطنية بفرحة وبهجة دون تمييز أو انحياز، ونكون أكثر سرورا وسعادة تطاول الجبال وأعناقنا تشرئب عندما نرى الإنجاز الذي يشبه الأعجاز وفي ظروف استثنائية وحروب وحصار وتأمر ليل نهار من أجل أن يكون وطنكم اليمني الكبير منسي وخارج التأريخ والجغرافيا وبعيدا كل البعد عن حسابات الآخرين وتحويلنا إلى دولة تبحث عن المساعدات، ومن يحن علينا بكسرة خبز أو شربة ماء نقية.
هكذا أراد التحالف والمتآمرين معهم أن يجعلنا وطن مهلهل ومتجزئ ودولة فاشلة وفوضى عارمة لا أمن فيه ولا استقرار والعابثين فيها أكثر من دعاة الإصلاح، بعدها أرادونا أن نستجدي منهم الأمن والحماية من بعضنا البعض ليسود المستعمر بعد أن أنهك المجتمع وسلب أخلاقه وقيمه وعاداته وتقاليده الحميدة، هذا باختصار ما أراد لنا الأعداء من خلال حرب شنت تسع سنوات، وحصار ودول العدوان لا تمتلك أي جوانب إنسانية أو أخلاقيه في حق المدنيين والبنية التحتية.
ولكن رجال الله كان لهم رأي أخر وبفضل الله وتوفيقه وتسديده بددوا كل الأحلام وأسقطوا كل المؤامرات، وها نحن اليوم في عامنا التاسع صمود وتحد وإنجاز بحجم الإعجاز.
وبعيدا عن التشنجات لدى البعض والمصابون بالحساسيات المفرطة عندما تتحدث بمنطقيه لا يروق لهم ذلك وبالتالي لا نخاطب تلك العقليات التي تأخذ موقفا سلبيا من الوطن بأكمله لماذا لا ندري.
عموما تقاس الثورات بحجم الإنجازات التي تحققها على أرض الواقع لا في الأوراق وخرائط على الحائط، وحديثنا عن ثورة ٢١ سبتمبر مطلقا ليس انتقاصا من أي ثورة تحققت بالماضي على يد اليمنيين، وفي المقدمة الثورة الأم ٢٦ سبتمبر وثورة ال١٤ من أكتوبر التي دحرت المستعمر البريطاني وتكللت في ال٣٠ من نوفمبر بخروج أخر جندي بريطاني من أرض جنوب الوطن العظيم.
وكذا ٢٢ مايو تاج المنجزات الذي وحد الشطرين والوحدة قيمة عظيمة في حياة الشعوب، وصولا إلى محل حديثنا اليوم ثورة ٢١ سبتمبر، نتفق نختلف معهم لكن أن نتجاهل الإنجازات في المجال العسكري والأمني تحديدا والصمود الأسطوري الذي دحر ١٩ دوله، وبعد حرب تسع سنوات يخرج القائد والجيش في صورة الثبات والبناء والتصنيع العسكري في حرب وحصار مطبق ليقول للعالم بأن المعاناة تولد الإبداع وما شاهدنا في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في صبيحة يوم الخميس ٢١ سبتمبر في ذكراها التاسعة ليستيقظ اليمنيين على صورة من صور العزة والكرامة والإباء التي رسمت بريشة الأبطال الذين يحملون على أكتافهم أسلحة الردع وفخر الصناعة اليمنية التي أذاقها العدوان كأس العلقم الذي لا ينسى من طيران مسير وصواريخ عابرات للحدود ووجهتها أي نقطة أو هدف في دول العدوان.
ونحن نرى التنوع في القوى البشرية البرية والبحرية والجوية تقدم ذلك العرض مبتدئين بكتائب من شباب المستقبل الذين يحملون آمال وتطلعات الشعب اليمني، تلاهم لوحة رموز التضحية والفداء من كتائب جرحى الحرب منهم من بترت يداه ومنهم من بترت قدماه، رأينا لوحه لرجال كانت خطواتهم تفوق الجندي السليم يحملون العكاكيز والعصي تساعدهم على المضي للمشاركة في عيدهم التاسع، ومنهم على العربيات، المهم أنهم سجلوا حضورهم ورسالتهم القوية والتي مفادها ها نحن جرحى، ولكن لن تكون جراحنا عائقا لمواصلة المشوار في خدمة الوطن ومواجهة قوى الاستكبار ومرتزقته حتى آخر رمق فيئسوا يا هؤلاء من أن تنحني جباهنا إلا لباريها.
عموما تواصلت السيول البشرية الهادرة في ساحة يوم العرض الوطني لتحكي لنا عن محصلة تسع سنوات من التطبيق العملي في قمم الجبال وبطون الأودية وسواحل وجزر اليمن ليقولوا بأن المعادلة تغيرت وأن جيوش الاستعراض في المناسبات الوطنية غير واردة في قاموسهم بل جهاد وتضحية وانتصارات في مختلف الجبهات.
وبعد أن خبرناهم جاؤوا مستبشرين بعيدهم للمشاركة في مختلف التصنيفات العسكرية بما فيها الطيران التي زينت سماء صنعاء وميدان السبعين بعروض مبهجه، ونستطيع القول بأن العرض العسكري الرمزي هو رسالة سلام لمن يدرك معنى السلام، واليد التي دافعت عن الوطن ودحرت قوى العدوان هي ذاتها التي ستجلب السلام المشرف والعادل لكل أبناء اليمن من صعدة حتى المهرة.
وتوج كل ذلك بخطاب السيد القائد الذي لم ينصرف عن أمور الدولة وتحسين الأوضاع ومكافحة الفساد بل أعلنها وبكل وضوح بأن التغيير الجذري قادم، مشيرا بأن الهوية الإيمانية والحفاظ على التنوع والقواسم المشتركة وتوسيع الشراكة والحفاظ عليها مرتكزات المرحلة القادمة وكذا الحفاظ على الجبهة الداخلية.
وختاما التهاني والتبريكات للقيادتين الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي، والسياسية بقيادة الرئيس مهدي محمد المشاط، والتهاني والتبريكات للشعب اليمني الأبي صاحب الإنجاز الذي صبر وصمد وضحى بالغالي والنفيس في سبيل رفعت وكرامة اليمن.
التعليقات مغلقة.