أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العقم الذكوري eInfertilité masculin

إعداد د. مبارك أجروض

إعداد د. مبارك أجروض

 

إذا كان الرجل يعاني من انخفاض في عدد الحيوانات المنوية أو من بطء في حركتها فهذا يعني أنه يعاني من العقم الذكوري infertilité masculine، والعقم يعني أن السائل المنوي الذي يقذفه أثناء رعشة الجماع يضمّ عدداً أقلّ من الطبيعي من الحيوانات المنوية. كما يطلق على قلة الحيوانات المنوية اسم oligospermie. وهذا ممكن أن يؤدي إلى حدوث العقم، يعتبر عدد الحيوانات المنوية أقل من الطبيعي إذا كان السائل المنوي يحتوي على أقل من 15 مليون حيوان منوي في الميلليمتر المكعب الواحد.

 

ومما لا شك فيه أن قلة الحيوانات المنوية تؤدي إلى ضعف احتمال حدوث تلقيح أحدها لبويضة المرأة من أجل حدوث الحمل. ومع ذلك يبقى الكثير من الرجال الذين لديهم انخفاضٌ في عدد الحيوانات المنوية قادرين على إنجاب الأطفال.

* أعراض نقص الحيوانات المنوية 

العلامة الرئيسية لقلة الحيوانات المنوية هي العقم. وقد لا تكون هناك أي علامات أو أعراض أخرى واضحة لذلك. وفي بعض الحالات، قد يكون هنالك عدم توازنٍ وراثي في الهرمونات، أو توسع في أوردة الخصية (varicocèle)، أو الإصابة بحالة تسبب إعاقة مرور الحيوانات المنوية. ويمكن أن تتضمن أعراض قلة الحيوانات المنوية مشاكل في الوظيفة الجنسية، مثل diminution de la motivation sexuelle ou difficulté à maintenir une érection (dysérection)، وجود ألمٍ أو انتفاخٍ أو تكتّل في منطقة الخصيتين ونقص شعر الوجه أو الجسم أو وجود علامات أخرى لشذوذ الصبغيات أو الهرمونات. ينصح الأطباء المريض بأن يراجع الطبيب في حالات ما إذا لم يحدث الحمل بعد عام واحد من الاتصال الجنسي المتكرر من دون حماية أو مانع للحمل، إذا كان المريض يعاني من مشاكل في الانتصاب أو القذف أو من انخفاض في الحافز الجنسي، أو غير ذلك من المشاكل المتصلة بالوظيفة الجنسية، إذا كان يعاني من ألم أو وجع أو انتفاخٍ في منطقة الخصيتين، إذا كان لديه سوابق إصابة بمشاكل في الخصيتين أو البروستات أو من مشاكل جنسية وإذا خضع في السابق لجراحة في région inguinale (l’aine) أو الخصية أو القضيب أو كيس الصفن.

* أسباب نقص الحيوانات المنوية 

إن إنتاج الحيوانات المنوية عملية معقدة تستلزم Le travail des testicules, de l’hypophyse et de l’hypothalamus بصورة طبيعية، والأخيرتان هما عضوان يقعان في الدماغ وينتجان الهرمونات التي تحفز إنتاج الحيوانات المنوية. بعد أن تنتج الخصيتان الحيوانات المنوية، تنقلها أنابيب دقيقةٌ حتى تختلط مع السائل المنوي ويتم قذفها خارج القضيب. ويمكن أن تؤثر المشاكل في أيٍّ من تلك الأجهزة على إنتاج الحيوانات المنوية. إضافة إلى ذلك، قد توجد مشاكل تتمثل في anomalie de la forme des spermatozoïdes (sa structure) أو حركتها أو وظيفتها. وفي أغلب الأحيان، لا يتم تحديد سبب قلة الحيوانات المنوية على الإطلاق.

* المشاكل الطبية

يمكن أن تنتج قلة الحيوانات المنوية عن عدد من المشاكل الصحية والعلاجات الطبية. ومنها ما يلي:

ـ دوالي الخصية Varicocèle: 

دوالي الخصية هي vasodilatation التي تفرغ الدم من الخصية. وهي سببٌ شائع للعقم لدى الرجال. حيث إنها يمكن أن تمنع التبريد الطبيعي للخصية، وتسبب انخفاضا في عملية production de sperme ونقصاً في عدد الحيوانات المنوية وقلّةً في عدد المتحرّك منها. قد يحسّن علاج دوالي الخصية في أغلب الأحيان نوعية الحيوانات المنوية والخصوبة بصفة عامة.

ـ العدوى الجرثومية Infection bactérienne: 

قد تؤثر بعض أنواع العدوى في عملية إنتاج الحيوانات المنوية وفي سلامتها وكفاءتها، أو يمكن أن تسبب تندبًا يعيق مرورها. وهي تتضمن بعض حالات infection sexuellement transmissible، مثل gonorrhée, prostatite et orchite وغيرها من حالات عدوى المسالك البولية أو الأعضاء التناسلية.

* مشاكل تتعلق بعملية القذف

يحدث  éjaculation rétrogradeعندما يدخل السائل المنوي إلى المثانة أثناء رعشة الجماع بدلاً من الخروج من رأس القضيب. ويمكن أن تنشأ Cas d’éjaculation dans le dos في عديد من الأمراض، بما فيها داء السكري وإصابات العمود الفقري وعمليات جراحة المثانة أو البروستات أو الإحليل. كما يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى éjaculation rétrograde، مثل أدوية ضغط الدم التي تعرف باسم alpha-bloquants. يعجز بعض الرجال الذين لديهم إصاباتٌ في العمود الفقري، أو الذين يعانون من أمراض محددة، عن قذف السائل المنوي نهائيا، ولو كانوا قادرين على إنتاجها.

* وجود أجسام مناعية مضادة تهاجم الحيوانات المنوية

ينتج وجود الأجسام المضادة للحيوانات المنوية بسبب وجود خلايا مناعية تعرّف الحيوانات المنوية عن طريق الخطأ على أنها أجسامٌ أجنبية غازِيةٌ خطيرةٌ وتحاول تدميرها.

ـ الأورام Tumeurs: 

يمكن أن تؤثر السرطانات والأورام غير الحميدة في الأعضاء التناسلية الذكورية بصورةٍ مباشرة، أو قد تؤثر في الغدد التي تفرز الهرمونات ذات العلاقة بالإنجاب (مثل الغدة النخامية). ويمكن أن تؤثر بعض العمليات الجراحية أو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي لمعالجة الأورام على الخصوبة الذكورية أيضًا.

ـ الخصية الهاجرة Ectropion: 

أثناء نمو الجنين، قد لا تنزل واحدة من الخصيتين أو كلتاهما من البطن إلى الكيس الذي يضم الخصيتين في الحالة الطبيعية (كيس الصفن). ما يزيد احتمال انخفاض الخصوبة لدى الرجال المصابين بهذه الحالة.

ـ عدم توازن الهرمونات Déséquilibre hormonal: 

تنتج غدة ما تحت المهاد والغدة النخامية والخصيتان الهرمونات الضرورية لتكوّن الحيوانات المنوية. ويمكن أن تضعف التغيرات في هذه الهرمونات والتغيرات الناتجة عن غدد أخرى، مثل Thyroïde et glandes surrénales، من إنتاج الحيوانات المنوية.

ـ عيوب على مسار الحيوانات المنوية Défauts sur le trajet du sperme: 

يمكن أن تتأذى الأنابيب التي تحمل الحيوانات المنوية بفعل الأمراض أو الإصابات. فقد يولد بعض الرجال ولديهم انسداد في جزء الخصية الذي يخزن الحيوانات المنوية (épididyme) أو انسداد في أحد الأنبوبين اللذين يحملان الحيوانات المنوية إلى خارج الخصيتين. ويمكن أن يولد الرجال الذين يعانون من fibrose kystique وبعض الحالات الموروثة الأخرى من دون مجارٍ للحيوانات المنوية على الإطلاق.

ـ العيوب الوراثية Défauts génétiques: 

تسبب بعض الاضطرابات الموروثة، مثل متلازمة كلاينفلتر التي يولد فيها الذكر بصبغيي X اثنين وبصبغي Y واحد بدلاً من صبغي X واحد وصبغي Y واحد، خللاً في تطور الأعضاء التناسلية الذكرية، وتتضمن المتلازمات الجينية الأخرى التي ترافق العقم كلاً من Mucoviscidose, syndrome de Kallmann et syndrome de Kartagener.

ـ الداء البطني Maladie cœliaque: 

يمكن أن يسبب الداء البطني حدوث العقم عند الرجال، وهو اضطرابٌ هضمي ينتج عن sensibilité au gluten. ويمكن أن تتحسّن الخصوبة بعد اتباع نظامٍ غذائيٍّ خالٍ من  gluten.

ـ بعض الأدوية: 

العلاج بأدوية remplacement de la testostérone، وutilisation prolongée de stéroïdes، وبعض أدوية السرطان (العلاج الكيميائي)، وبعض antifongiques et antibiotiques، إضافةً إلى بعض أدوية القرحة، تسبب إضعاف إنتاج الحيوانات المنوية والحد من الخصوبة الذكورية.

* المشكلات البيئية

يمكن أن يؤثر التعرض المفرط لعناصر بيئية على إنتاج الحيوانات المنوية أو وظيفتها. وتتضمن بعض هذه الأسباب البيئية ما يلي:

ـ الكيماويات الصناعية Produits chimiques industriels: 

يمكن أن يساهم exposition prolongée au benzène, au toluène, au xylène, aux pesticides, aux herbicides, aux solvants organiques, aux peintures et au plomb في انخفاض عدد الحيوانات المنوية.

ـ التعرض للمعادن الثقيلة Exposition aux métaux lourds: 

يمكن أن يسبب التعرض الطويل للرصاص، أو غيره من المعادن الثقيلة، العقم أيضًا.

ـ الإشعاع أو الأشعة السينية Rayonnement ou rayons X: 

يمكن أن يحدّ التعرض للإشعاع من إنتاج الحيوانات المنوية. وربما تستغرق عودة إنتاجها إلى الحالة الطبيعية عدة سنوات. وعند التعرض لجرعات عالية من الإشعاع، يمكن أن ينخفض إنتاج الحيوانات المنوية بصورةٍ دائمة.

ـ ارتفاع درجة حرارة الخصيتين Température élevée des testicules: 

قد يقلل تكرار استخدام الساونا أو أحواض الاستحمام الساخنة من عدد الحيوانات المنوية بصورةٍ مؤقتة. كما قد يزيد الجلوس لفتراتٍ طويلة، أو ارتداء الملابس الضيقة أو وضع الكمبيوتر المحمول على منطقة الحضن لمدةٍ طويلة، درجة الحرارة في كيس الصفن ويقلّل من إنتاج الحيوانات المنوية. ومن المستبعد أن يكون للنوع الذي تختاره من الملابس الداخلية تأثيرٌ كبيرٌ في عدد الحيوانات المنوية.

ـ ركوب الدراجة: 

إن الركوب المطول للدراجة سببٌ آخر محتملٌ لانخفاض الخصوبة نتيجةً لارتفاع درجة حرارة الخصيتين.

* أسباب أخرى

وتتضمن الأسباب الأخرى لقلة الحيوانات المنوية ما يلي:

ـ استخدام أدوية غير مشروعة: 

يمكن أن تسبب الستيرويدات البنائية التي تؤخذ لتحفيز قوة العضلات ونموها حدوث ضعف وتقلص في الخصيتين وانخفاض إنتاج الحيوانات المنوية. وقد يحدّ تعاطي الكوكايين أو الماريجوانا بصورةٍ مؤقتةٍ من عدد الحيوانات المنوية وجودتها أيضًا.

ـ تناول المشروبات الكحولية: 

يمكن أن يخفض شرب الكحوليات من مستويات testostérone ويسبب تناقص إنتاج الحيوانات المنوية.

ـ المهنة: 

يمكن أن تزيد مهن محددة من خطورة الإصابة بالعقم، مثل المهن المتصلة بالاستخدام المطول لأجهزة الكمبيوتر أو شاشات عرض الفيديو، فضلاً عن العمل بنظام الورديات والإجهاد المتصل بالعمل.

ـ التدخين: 

قد يعاني المدخنون من الرجال من قلّة في عدد الحيوانات المنوية بالمقارنة مع غير المدخنين.

ـ الإجهاد والتوتر النفسي: 

يمكن أن يؤثر الإجهاد النفسي الشديد أو المطول، بما في ذلك الإجهاد المرتبط بالخصوبة بحد ذاته، على هرمونات محددة مطلوبة لإنتاج الحيوانات المنوية.

ـ زيادة الوزن: 

يمكن أن تسبب السّمنة تغييراتٍ هرمونيةً تقلّل من الخصوبة الذكرية.

* مسائل متعلقة باختبار فحص الحيوانات المنوية

يمكن أن تكون نتيجة قلّة الحيوانات المنوية عن الحد الطبيعي عند اختبار عينةٍ من النطاف بسبب أخذها بعد آخر عملية قذف بوقت قصيرٍ جدًا، أو بعد المرض أو التعرض لحادثٍ مجهدٍ، أو أن تلك العينة لم تضم السائل المنوي الذي تم قذفه كلّه بسبب تسرّب بعضه أثناء جمعه. ولهذا السبب، تعتمد النتائج بصورةٍ عامةٍ على أخذ عدّة عينات على مدى مدةٍ زمنية محددة.

* هل هناك خطورة صحية من نقص عدد الحيوانات المنوية ؟ 

يرتبط عددٌ من عوامل الخطورة بقلة عدد الحيوانات المنوية وغيرها من المشكلات التي قد تؤدي إلى قلة عدد الحيوانات المنوية، وتتضمن تدخين التبغ، شرب الكحوليات، إدمان أدوية ومخدرات غير مشروعة، التعرض للسموم، قطع القناة المنوية أو إعادة وصلها في الماضي، وجود اضطراب خصوبة خلقي أو إصابة أحد أقارب الدم باضطرابٍ في الخصوبة، الإصابة بحالات طبية محددة، مثل الأورام والأمراض المزمنة، الخضوع لعلاجات السرطان مثل الجراحة أو الإشعاع وأداء بعض الأنشطة لمدةٍ طويلة، مثل ركوب الدراجة أو امتطاء الخيل، وخصوصًا إذا كان مقعد الدراجة قاسيًا أو كانت الدراجة سيئة الضبط.

* مضاعفات نقص الحيوانات المنوية

قد يكون العقم الناتج عن قلة عدد الحيوانات المنوية أمرا شديد الوطأة على الرجل وعلى المرأة. وقد تتضمّن المضاعفات استخدام وسائل الإخصاب المساعد باهظة التكاليف والمعقدة، مثل التلقيح الصناعي والضغط النفسي المتصل بالعجز عن إنجاب الأطفال.

تأخر القذف Ejaculation retardée

التعليقات مغلقة.