لقنت المقاومة اللبنانية دروسا وفنونا من ما أسمته بـ”التفاوض تحت النار”، حيث ضربت صواريخ المقاومة قلب “تل أبيب”، إذ بات يجني الاحتلال الإسرائيلي ثمار اعتقاداته الخاطئة، التي أوهمته بتراجع المقاومة وكسر شوكتنها.
بدأت المقاومة اللبنانية سلسلة من العمليات النوعية، حيث قصفت قاعدة “تل حاييم” في مدينة “تل أبيب”، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية. وأكدت المقاومة عبر بيان لها، أن “الصواريخ والمسيرات أصابت أهدافها بدقّة”. موضحة أن “القاعدة تبعد (120 كلم) عن الحدود اللبنانية الفلسطينية”. إذ تتبع القاعدة لشعبة “الاستخبارات العسكرية” في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت المقاومة اللبنانية من خلال بيان سابق، تنفيذ هجوم جوي بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة على نقاط عسكريّة حساسة في مدينة “تل أبيب”. وبالمقابل، فشلت القبة الحديدة، في اعتراض صاروخ باليستي أطلق من لبنان.
وأدى ذلك بحسب إفادة إعلام الاحتلال الإسرائيلي، إلى اندلاع حريق في منطقة “رمات غان”، حيث أشار قائد شرطة “تل أبيب” إلى أن هذه “إصابة مباشرة”، مؤكداً أن ما جرى في تل أبيب “ليس صاروخا اعتراضيا أو أي شيء من هذا القبيل ولكنه صاروخ ثقيل مباشر”.
هذا وأصيب عدد من المستوطنين الصهاينة إثر سقوط الصاروخ، حيث أدى أيضاً إلى وقوع أضرار في عدة مبانٍ، وحافلة ركاب فارغة، كانت قريبة من الموقع.
وشن حزب الله في الـ13 من شهر نوفمبر الجاري، ضمن سلسلة من العمليّات، هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة “عاموس” (قاعدة تشكيل النقل في المنطقة الشماليّة، ومحور مركزي في جهوزيّة شعبة التكنولوجيا)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 55 كلم، غرب مدينة العفولة، وأصابت أهدافها بدقّة.
ومن العمليات النوعية لحزب الله استهدافه لقاعدة “رمات غان” (إحدى المدن المركزية في منطقة “تل أبيب”)، و قاعدة “غليلوت” (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، في ضواحي مدينة “تل أبيب”، وكذلك استهداف قاعدة “رامات ديفيد”(قاعدة جويّة رئيسية في الشمال وتضُم أسراب قتالية حربية) التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة، بسرب من الطائرات الانقضاضية.
كما تم استهداف قاعدة “يت ليد” (قاعدة عسكريّة تحوي معسكرات تدريب للواءي الناحل والمظليين) تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 90 كلم، شرق مدينة نتانيا”، واستهدفت المقاومة أيضاً مدينة صفد المُحتلّة، بصليةٍ صاروخيّة، إضافة إلى قاعدة تدريب للواء “المظليين” في مستوطنة “كرمئيل”.
عملية حيفا: عمليات خيبر النوعية
هذا ولم تكن العمليات المذكورة سابقاً، خلاصة لكل العمليات، بل كان هناك العديد من العمليات النوعية التي أصابت الاحتلال الإسرائيلي بالجنون، ومن تلك العمليات، استهداف 5 قواعد عسكرية في حيفا المحتلة ومنطقة الكرمل، على الشكل الآتي:
– قاعدة حيفا التقنيّة (تتبع لسلاح الجو الإسرائيلي، وتضم كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شرق مدينة حيفا المُحتلّة.
– قاعدة حيفا البحريّة (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال مدينة حيفا المُحتلّة.
-قاعدة “ستيلا ماريس” (قاعدة إستراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب مدينة حيفا المُحتلّة.
– قاعدة طيرة الكرمل (تضم فوج وكتيبة نقل المنطقة الشماليّة، بالإضافة إلى قاعدة لوجستيّة بحريّة) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب مدينة حيفا المُحتلّة.
وللمرّة الأولى، تم استهداف قاعدة “نيشر” (محطة غاز تتبع لجيش العدو الإسرائيلي)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب شرق مدينة حيفا المُحتلّة.
كانت عملية حيفا الصاروخية النوعية استجابةً للوعود التي أعلنتها غرفة المقاومة اللبنانية بتصعيد وزيادة وتيرة سلسلة عمليات ما أسمتها بـ “خيبر” النوعية. والتي مثّلت دحضًا لمزاعم وادعاءات قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذين زعموا تدمير القدرة الصاروخية للمقاومة، في أكثر من تصريح، سواء للناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو قائد الأركان، أو وزير الدفاع.
لقد أكدت المقاومة من خلال هذه العمليات، أنها لا تزال تملك قدرة على استهداف قواعد العدو العسكرية بمختلف أنواعها، وبشكل متزامن، حيث أمطرت مدينة حيفا المحتلة بصليات كبيرة من الصواريخ النوعية، محققةً أهدافها بدقة عالية.
و أشارت المقاومة أن صواريخها وصلت إلى القواعد العسكرية الخمس، التي تم الإعلان عنها، مما أجبر أكثر من 300,000 مستوطن على اللجوء إلى الملاجئ. وهذا يُظهر أن المستوطنين يدفعون ثمن وجود القواعد التابعة لجيش العدو الإسرائيلي داخل المستوطنات والمدن المحتلة، بالقرب من المصالح التجارية والاقتصادية. فيما تؤكد المقاومة أنها أعدت العدة لضمان قدرتها وجاهزيتها لتنفيذ هذه العمليات في حيفا، وحتى ما بعد حيفا، ولمدد زمنية لا يتوقعها العدو.
أسلحة نوعية:
استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان خلال معركة “أولي البأس” تطوير تقنيات جديدة وأسلحة مبتكرة لتحدي التفوق الصهيوني، ومنها منظومة صواريخ دقيقة تجعل أكثر من مليوني مستوطن داخل الكيان المؤقت، في حالة رعب لساعات.
ومع توسع العدوان الصهيوني، بدأت المقاومة باستخدام منظومات صاروخية، أعلنت عنها مع بدء عملية “أولي الباس”، على الشكل التالي:
– صاروخ فادي 6: وهو صاروخ يستخدم لتوسيع رقعة العمليات إلى مناطق العمق. إذ يمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة. حيث يعمل بالوقود الصلب المركب، يصل قطره إلى 302 ملم ووزن الرأس الحربي: 140 كم. ويبلغ مداه 225 كم. والوزن الكلي: 650 كلغ.
– صاروخ فادي 5: وهو صاروخ باليستي دقيق، يصل مداه إلى (225 كلم)، أدخلته المقاومة الخدمة لتوسيع نطاق عملياتها داخل الكيان المؤقت. يحمل رأسا حربيا بوزن (140كلغ).
– السلاح الصاروخي مضاد للأفراد: “أم 80″، يطلق من منصات ثابتة أو متحركة ولديه قدرة على التدمير بشعاع (35 م).
– صاروخ “فجر5”: ويبلغ مدى الصاروخ (75 كلم)، وطوله (6.5 م)، وبقطر (333 ملم). ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن (175 كلم)، في حين يبلغ وزنه الكلي (915 كلغ).
وهو صاروخ أرض – أرض تكتيكي، يستخدم في القصف المساحي، لضرب أماكن التحشدات والتعزيزات العسكرية خلف خطوط الجبهة. ويمكن إطلاق صاروخ “فجر5” من منصات ثابتة أو متحركة، ويعمل بالوقود الصلب الثنائي. دخل الخدمة في حرب2006.
– صاروخ “نصر 1”: وأطلق لأول مرة على ثكنة بيت ليد شرق نتانيا وسط الكيان، وهو صاروخ أرض-أرض، دقيق جدا، طوره مهندسو المقاومة. ويمتاز بقدرته على تضليل أنظمة الدفاع الجوي ومناعة منظومته حيال التشويش. ويبلغ وزن رأسه الحربي (100 كلغ)، والمدى يصل أيضا إلى ( 100كم).
– صاروخ “نصر 2”: دخل الخدمة بتاريخ 20-10-2024م، حيث استخدم هذا الصاروخ لأول مرة في قصف مدينة حيفا، يستخدم في ضرب الأهداف والمرافق الحيوية. وهو صاروخ دقيق يصل إلى هدفه، بهامش خطأ (5 م) فقط. ويبلغ وزن رأسه الحربي (140 كلغ)، ومداه يصل إلى (150 كلم).
– صاروخ “قادر 1”: هو صاروخ باليستي استخدمته المقاومة لضرب مقر الموساد في “تل أبيب”، وهو صاروخ تكتيكي ذو قدرة تدميرية عالية، ويمتلك قدرة على المناورة أثناء التحليق وقادر على إصابة الأهداف بدقة. يصل وزن رأسه الحربي إلى (500 كلغ)، ومداه يصل إلى (190 كلم).
– صاروخ “فاتح 110”: وهو صاروخ أرض أرض نقطوي، يستخدم في قصف الأهداف الحيوية بدقة عالية. تم استعماله في عملية استهداف قاعدة “تسرفين” التابعة للجيش الصهيوني بالقرب من مطار “بن غوريون” جنوب “تل أبيب”، يحمل رأسا حربيا بوزن (500 كلغ)، وبمدى يصل إلى (300 كلم).
ويمتاز صاروخ “فاتح 110” بقدرة تدميرية عالية، ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة.
– صاروخ “جهاد 2”: دخل الخدمة في 5-11-2024م، تم استخدامه في عملية استهداف مواقع تابعة للعدو الإسرائيلي في داخل الكيان. ويبلغ وزن رأسه الحربي (250 كلغ)، ويصل مداه إلى (20 كلم)، ويعمل بالوقود الصلب، وهو من صناعة وتطوير المقاومة الإسلامية.
ويستخدم صاروخ “جهاد 2” في دك التحصينات وتدمير التحشدات، ولديه قدرة عالية على خرق التحصينات.
الطائرات المسيرة:
وتملك المقاومة البنانية سرباً من المسيّرات، معظمها تمت صناعتها من قبل المهندسين في المقاومة عملوا على تطويرها لتصبح متخصصة، ولكل واحدة نوعها واسمها، يؤدي كل منها غرضاً معيناً، مثل الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات الهجومية.
ومن أهم الأنواع التي تم استخدامها خلال العام الماضي: (مرصاد 1،هاجر، الهدهد، مسيّرة أيوب، شاهد 191، شاهد 136، المعارك البرية).
950 عملية نوعية
بلغ إجمالي العمليات المُعلنة التي نفذها مجاهدو المقاومة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العملية البرية وحتى 19 فبراير أكثر من 350 عملية على الأراضي اللبنانية، وأكثر من 600 عملية نارية على مناطق مسؤولية الفرق العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أدى إلى تكبد جيش العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.
وقد بلغت حصيلة الخسائر التي تكبّدها جيش العدو الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء “المرحلة الثانيّة” من العمليّة البريّة في جنوب لبنان في 12-11-2024 وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة أكثر من 18 قتيلا و32 جريحًا (إصابات بعضهم حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكريّة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة.
الحصيلة التراكميّة لخسائر العدوّ الإسرائيلي منذ 01-10-2024 وحتى 22 نوفمبر:
– مقتل أكثر من 110 وجرح أكثر من 1,050 من ضباط وجنود “الاحتلال الإسرائيلي.
– تدمير 48 دبابة “ميركافا”، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند.
– إسقاط 6 مُسيّرات من طراز “هرمز 450″، ومُسيّرَتين من طراز “هرمز 900″، ومُحلّقة “كوادكوبتر”.
التعليقات مغلقة.