شهدت ألمانيا خلال السنوات التي خلت عدة أحداث ذات طبيعة عنصرية، مع ما صاحبها من انتهاكات لحقوق الإنسان، والتي كان أهمها تلك التي ارتكبت ضد لاجئين سوريين أو عرب، أو ضد كل من هو من ذوي أصول إفريقية.
“طارق العوس” لاجئ سوري أجبرته ظروف الحرب داخل بلده على الهرب ابتغاء النجاة، فاعتقد أنه بوصوله إلى ألمانيا ستنتهي كل همومه وشجونه، لكن خابت أحلامه حيث أن بلاد الحرية والكرامة وحقوق الإنسان التي كان يحلم بها تكسرت مع تهديدات بالقتل في بلد الحقوق والحريات.
كان “طارق” يبتغي أن يكون أول لاجئ سوري يفوز بمقعد في البرلمان الألماني خلال انتخابات سبتمبر من السنة الماضية، لكن سرعان ما خابت أحلام الناشط والمحامي السوري ذا 31 سنة من العمر، الذي كان مليئا بالأمل والطموح والحب لمساعدة اللاجئين، والتعاون من أجل مستقبل ألمانيا الجميل.
في تصريح لإداعة “إن بي آر” الأمريكية، قال طارق، “من تجربتي الشخصية كطالب لجوء، أعلم أن ألمانيا بحاجة إلى تحسين سياسات الاندماج، لأنها تؤثر على الجميع، وليس فقط على اللاجئين، وأريد إحداث تغيير للجميع في ألمانيا”.
لكنه وفي مقابل هاته الأحلام الوردية الجميلة التي أطلقها تعرض لتهديدات وصلت لحد التهديد بالقتل هو وعائلته بسبب ترشحه في انتخابات البرلمان الألماني، ليقرر تحت هاته الضغوط النفسية التنازل، في 30 مارس من السنة الفارطة، عن ترشحه خوفا على حياته وعلى أسرته.
في مشهد مشابه نشرت الإذاعة الأمريكية ما تتعرض له السياسية الألمانية من أبوين سوريين “لمياء قدور”، على الرغم من كونها مولودة في ألمانيا منذ عقود، إلا أنها تتعرض للعديد من المواقف العنصرية والتهديدات بالتصفية، تقول قدور: “لم أتفاجأ بالتهديدات والانتهاكات التي تعرض لها طارق، لكنني أعتقد أنه كان كذلك، ولدينا مشكلة مع العنصرية في هذا البلد، وليس فقط مع المتطرفين من اليمين المتطرف، والعنصرية منتشرة حتى في وسط المجتمع”.
وأضافت “لقد اعتدت على مستوى معين من الكراهية والعداء، لم يعد ذاك الأمر يخيفني، لكن الأمر مخيف بالنسبة لطارق الذي يتعرض لمثل هذه الإساءات العنصرية العنيفة لأول مرة”.
الأكيد و المؤكد أن طريق الحرية في بلاد الغرب لا زالت طويلة، فالكراهية للآخر لا زالت تجد تربتها في المجتمع الغربي وهو ما يصعب الطريق نحو الحرية ويجعله طويلا وشاقا.
التعليقات مغلقة.