أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

العنف والعلاقات

بقلم الدكتور عثمان العثماني

 

 

 

 

إن نحن ألقينا نظرة ولو بسيطة على خارطة العالم. سنجد أن الصراعات، الحروب والعنف المسلح كما الإقتصادي. يكاد يكون المشهد المسيطر. و بالتالي، فكل الوسائل تكون متاحة من أجل السيطرة وإحراز الانتصار. والذي تكون كلفته غالية جدا.

 

 

 

 

السؤال المطروح. هل من الضروري، أن نلجأ للعنف من أجل أن نحقق الانتصار على العدو المفترض؟. واستعمال كل الأسلحة للوصول للهدف المنشود الذي بسببه أشعلت نار الحرب؟ الإجابة المباشرة، بالنسبة لي، هو أن لا شيئ و لا سبب يبرر هذا العنف الهائل نحو الآخر مهما كانت المبررات. سواء كانت سياسية أم اقتصادية. وبالتالي فالحرب أو العنف موضوعان غير قابلان للتبرير مهما كان.

لكن من وجهة أخرى، بالنسبة للطرف الآخر. فالعكس هي الحقيقة، وسبب وجوده. فعندما تتعرض المصالح الخاصة للخطر. أو لمجرد استشعار تعرضها لذلك. ففرضية العنف هنا تبقى غير قابلة للنقاش، خصوصا مع الإحساس بإمكانية التفوق العسكري واللوجستي.

سيتحول العنف، لاستراتيجية بقاء للحفاظ على مكتسبات ومقومات الدولة من الضياع والانكماش. ولا سبيل لذلك غير العنف واستعماله بكل أساليبه حتى الانتصار.

والحقيقة، أننا نعيش في عالم متعدد الأوجه و الآراء، نحو مفهوم العنف. فهناك من يراه وسيلة ذات أهمية قصوى في حل كل مشاكله. وهناك من يعتبره مهما من أجل البقاء على قيد الحياة. ومن يراه سببا أساسيا لأصل الوجود.

العالم، حاليا. يموج بالصراعات التي يفقد فيها الآلاف من الناس أرواحهم. صراعات هنا و هناك، و حروب قامت منذ مدة طويلة لم تعرف النهاية. وأخرى تمهد لحروب أخرى قادمة. حتى يخال للمتتبعين، أن الحرب او العنف جزء لا يتجزأ من منظومة التعايش. والسلام بالنسبة إليهم ما هو إلا فترة راحة واستراحة محارب من أجل الحرب وتفعيل دورة العنف مرة أخرى.

السؤال الذي طرحته بالنسبة لضرورة اللجوء للعنف، حتما تكون الإجابة عنه بالنفي المطلق. و حتى المحاربين لا يعترفون أبدا، أنهم بصدد ممارسة العنف أو التسبب فيه. ووجهة النظر هاته، تحتم وجود منظمات محايدة، عملها يقوم على تقييم تحييد والتدخل لفض و فك النزاعات. والوصول لاتفاقات تهدف أساسا لوقف دورة العنف وإنقاذ آلاف الأرواح من دوامة القتل و التشريد.

لكن معتقدا، باستحالة الوصول في كل الأحوال، وبأسرع وقت ممكن، لحل النزاعات وبأقل الخسائر. مع ضمان الحقوق في أدنى مستوياتها. تبقى العلاقات الدولية والتدخلات الإنسانية في إطار المنظمات الموازية هي الحل المناسب الفعال لتخفيف الاحتقان وحقن الأرواح.

التعليقات مغلقة.