عكس المؤتمر 16 الانفصاليين حالة اللخبطة والتشردم التي تعيش في كنفها “جبهة البوليساريو”، وفشل محاولات كابرانات الجزائر من أجل تنصيب “غالي” قائدا للانفصال ومنفذا لأجندتها ضد المغرب، وهو ما تجلى مع إعلان التمديد للمؤتمر المنعقد برعاية ورآسة جزائرية لكل تفاصيله.
تأجيل عكس حالة الشرخ الداخلي الذي تعيشه الجبهة، وإفلاس أوهامها وشعاراتها، على الرغم من محاولاتها اليائسة في الآونة قبيل المؤتمر لاستعمال لغة التصعيد العسكري كعنصر جمع لأطروحاتها الشائخة والمتآكلة أمام الحضور الميداني المغربي عسكريا وسياسيا وتنمويا، وهو ما عجل بنشوب صراعات وتصدع داخلي في هياكلها، غذاه الفساد الشامل الذي يعم قياداتها وأركانها، ومتابعة الزعيم الدمية في قضايا عديدة.
وتفاعلا مع هاته الأوضاع الداخلية قال رئيس المرصد الصحراوي، محمد سالم عبد الفتاح، إن الخلافات والانقسامات التي طفت إلى السطح في مؤتمر البوليساريو الأخير، في حقيقة الأمر تعود جذورها إلى أزمة المشروعية والتي نجم عنها ضعف التعبير السياسي من طرف البوليساريو نتيجة الانهزامات والانكسارات والانتكاسات المتتالية المرتبطة بتطورات ملف قضية الصحراء، لاسيما مع الانتصارات التي بات يحققها المغرب.
فعلى الرغم من محاولات البوليساريو تلميع صورتها عبر التصعيد ضد المغرب، من خلال ما تسميه “الكفاح المسلح”، وتنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هاته الخطوة فشلت وعرت ورقة التوت التي كانت تستر عورتها، وهو ما عراها قاعديا، كما هو الحال دوليا مع تراجع الاعتراف ب”الجمهورية” الوهمية.
التعليقات مغلقة.