الفنان أحمد المكاوي يهدي لوحاته لحراس أمن بمعرض نورانيات
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
أن تخلق السعادة لدى أناس بسطاء، وأن تتقاسم معهم لحظات حميمية مفعمة بالحب الإنساني، ليس أمرا متاحا للجميع. الفنانون وحدهم من يقتنصون الفرص لصناعة الأحداث.
هذا ما حدث مع الفنان والتشكيلي والإعلامي أحمد المكاوي، الذي شارك في معرض نورانيات الذي احتضنه رواق مؤسسة مسجد الحسن الثاني بين 17 و24 ماي الماضي.
مساهماته المعلقة على جدران الرواق لم تعد إلى بيته، بل قرر أن يهدِيها إلى حراس الأمن الخاصين بمكان العرض. هؤلاء لم ينظروا إلى اللوحات كعابرة، مثل الزوار الذين يتأملون تقاطعات الألوان بين التجلي والاختفاء، أو يتساءلون عن أثمانها، فبالنسبة لهم، اللوحات ليست مجرد فن، بل تعبير عن إنسانية وعمق.
في مجتمعات طبقية، يُنظر إلى اللوحات كترف من نصيب النخبة فقط، لكن أحمد المكاوي كسر هذا النمط، حيث أهدى ثلاث لوحات إلى حراس الأمن، مستعملًا اللون الأزرق، الذي يرمز إلى السماء والمياه، والذي يهدئ النفوس ويشفيها.
لم ينتظر أحمد أي شكور، بل شاهد في أعينهم نور الفرح، ثم انسحب بصمت، عائدًا إلى بيته وهو يرتدي نفس قبعة اللون الأزرق..
معرض نورانيات كان كفيض من الماء في زمن يكثر فيه تسليع الإنسان.
التعليقات مغلقة.