يروج بحدة بأن مافيا الإتجار الدولي في المخدرات القوية خاصة منها المتمركزة بالشمال، أصبحت تبحث عن وسائل جهنمية وطرق احتيالية جديدة لترويج المخدرات في صفوف الشباب، لإدخالهم عالم الفساد والإدمان، هذا بعد عجزها تماما في جعل المؤسسات التعليمية سوقا واسعا لبيعها، وذلك بفعل يقظة المصالحة الأمنية التي تمكنت من إحباط العديد من محاولات إغراقها بالمخدرات.
فبعد فشلها الذريع، قامت مافيا السموم البيضاء بوضع خطة أولية ماكرة تقوم على أساس استخدام أشخاص مدمنين على المخدرات، مستغلين فقرهم وطموحهم وضعفهم الهش وتسخيرهم لاستدراج الشباب المراهق، ودفعه لتعاطي المخدرات القوية والمؤثرات العقلية التي تدخل عن طريق الجزائر “القرقوبي”، المعروف بمخدر الفقراء أو مخدر العنف، و حبوب أخرى يتم تهريبها عبر المعابر الحدودية أو نقلها بواسطة الطائرات المسيرة “الدرون” التي عادة ما تنطلق من مدينة سبتة المحتلة في اتجاه ضواحي الفنيدق وهي محملة بالأقراص الطبية المهلوسة وأحيانا يتم جلب الكوكايين عبرها.
والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، فبعد دخول المغرر بهم مستنقع الإدمان، يتم في مرحلة ثانية السيطرة عليهم واستخدامهم من أجل ترويج المخدرات على أساس توسيع قاعدة المدمنين، وخلق سوق واسع لترويج هذه المواد السامة.
وهذا الفعل الإجرامي الخطير ينجح بفعل صعوبة المسالك الطرقية بقرية “بليونش” السياحية التي تقع على بعد 7 كيلومترات من مدينة سبتة المحتلة بعمالة المضيق الفنيدق، بجعلها قاعدة أو بالأحرى محطة أساسية لمافيا التهريب الدولي للمخدرات، خاصة منها الحبوب الطبية المهلوسة “إيكستاسي” الآتية من الخارج.
ووفق مصادر عليمة، فإنه ورغم انتشار مختلف الأجهزة الأمنية على طول ساحل “بليونش”، والتي تمكنت من إجهاض العديد من عمليات التهريب الدولي للمخدرات بكل أنواعها وأصنافها، فلا زالت هذه الآفة تغزو المنطقة من خلال منافد أعدت بإحكام على الشاطئ لتفريغ المخدرات، والتي يتم استلامها إما عن طريق مراكب مخصصة لذلك، أو تنقل عبر دراجات مائية “الجيت سكي”، وأحيانا يتم تحديد بدقة أماكن استلامها بمياه البحر…
مما يتطلب تمشيط المنطقة من طرف الدرك الملكي لجعلها آمنة بدعم ومساندة من مختلف الأجهزة الأمنية، وفرض مراقبة شاملة ومشددة على طول الساحل، من أجل إغلاق النقط السوداء ومراقبة التحركات المشبوهة لوقف استمرار نشاط هذه العصابات الإجرامية التي تطمح إلى إغراق المنطقة والجهة بالمخدرات القوية وجعل جماعة “بليونش” قاعدة خلفية لها.
وقد سبق للعديد من الجرائد والمواقع الإلكترونية المحلية والجهوية أن نبهت لخطورة إدخال الأقراص المهلوسة إلى المنطقة، مطالبة بوضع حد لهذه العصابات الإجرامية، الموصوفة بالخطيرة، قبل أن يصعب وقفها مستقبلا …
التعليقات مغلقة.