للباحث الحسن اعبا
يزخر جنوب المغرب وخاصة الجنوب الشرقي منه بعدة قصبات تاريخية مهمة.فالقصبة هي فن معماري اصيل وتراث حضاري امازيغي قديم وجدت مع الانسان الامازيغي المتفنن في البناء الطيني الدي بقي صامدا مع الزمن.فهي فن هندسي عريق . والقصبة الامازيغية كما عرفها احدهم…. القصبة هي بناية كبيرة تتخذ شكل مربع غالبا وتتشكل من عدة طبقات قد تصل إلى أربع أو أكثر وغالبا ما يخصص الطابق الأرضي للدواب وبقية الطبقات للسكن والإقامة، وتتميز القصبات بارتفاع نسبي في أركانها الأربعة فيما يشبه غرفا شبه مستقلة (البروج) وهي تستعمل لاستقبال الضيوف وكذا للمراقبة والحراسة بحكم علوها وغالبا ما توجه النوافذ للجهات المراد مراقبتها والمفترض ورود الخطر منها.
ويعتبر القصر أكبر وأوسع حجما من القصبة حيث يشمل مجموعة من القصبات والبيوت ومرافق أخرى مع وجود باب خارجي موحد متين يوصد ليلا، ويشيد من التراب (التابوت) وهذه خاصية معمارية أخرى ينفرد بها المغرب، ويملس بعد ذلك بالطين مع تزيينه بنقوش وزخارف ورموز لها دلالات..فالقصبة بالامازيغية السائدة هي..تيغرمت..اما ءيغرم الدي هو الحصن فيطلق عليه..اگادير..اي البنك التقليدي الامازيغي الشعبي..لقد لعبت القصبة مند القديم دورا سياسيا لايستهان به ففيها توجد الادارة التقليدية التي ياتي على راسها..امغار..اي شيخ القبيلة واعوانه والجنود ومنها تصدر الاوامر.كما لعبت دورا تقافيا واجتماعيا كالفنون والرقصات الشعبية الامازيغية والاهازيج والاشعار المختلفة .اما البناء فله جمالية خاصة لانها مبنية بالطين الدي يكون باردا صيفا وحارا شتاء وهدا ما يتناقض مع البناء الاسمنتي الدي يكون باردا شتاء وحارا في الصيف.
وعلى اي فالقصبة اتخدت منحا اخر حيث فقدت دورها السياسي والاجتماعي والفني واصبحت الان لا تلعب الا دلك الدور التجاري المتمثل في السياحة.
الحديث عن القصبة الأمازيغية بالجنوب الشرقي حديث عن تصاميم متماثلة بشكل ملفت، إلا أن ذلك لا يعني التماثل الصارم المفقد للإبداعية فيها. فالاختلافات الطفيفة واردة، وهي اختلافات تتفاعل منظوراتها مع محيط القصبة الذي تتحكم فيه النفعية بقدر ما تتحكم فيه إبداعية ترسم رؤية السكان للعالم.
ولا يخفى أن التصميمات الخاصة بالقصبات محكومات بعوامل متعددة منها العامل المادي والانتفاعي والعقائدي والجمالي وما إلى ذلك…
وأيا كان تصميمها فإنها في الواقع أو في لوحات تشكيليين تأسر المشاهد بجماليتها المتمثلة في هندستها ولونها الترابي الطبيعي الذي يتجانس مع باقي مكونات البيئة، وبذلك تعزز مظاهرها واللوحات العاكسة لجمالها حب القصبة في النفوس في وقت صار فيه أكثر الأمازيغ يتهافتون على بناء المنازل بطرازها الحديث تقليدا لما في المدن والغرب.
فالقصبة لها جمالية آسرة وهي في طريقها إلى الاندثار، كما تحمل ذات الجمالية وهي سليمة البناء كاملة الشكل، تبرز ككائن حي يشعر بالسكينة والهدوء محاطا بطبيعة يطمئن بها وإليها.
إنها لوحات تتكامل رؤاها كجزء من الطبيعة والفضاء الذي قطنه الأمازيغي وتعاطف معه تعاطفه مع أخيه في الشدائد والمسرات.
وللإشارة فقلعة مكونة، على سبيل المثال، بكل دواويرها تتميز بحضور القصبات القائمة والمتهدمة وشبه المتهدمة، بل إن ثلة من الأمازيغيين بالمنطقة لا يزالون يقطنونها، ولعل الفن التشكيلي والفوتوغرافي وحتى فن السينما – رغم تعاطيه المحتشم لإبراز القصبة– وسائل ناجعة لإعادة النظر في القصبة قصد استعادتها ليس في الفن وإنما في الواقع كإرث تراثي لا يجب إهماله وتهميشه.
وبصدد القصبات في الجنوب الشرقي، وغيره من مناطق المغرب نجد رموزا فنية تحمل دلالات، وهي في ذات الوقت محيلة على الحرف التيفيناغي بأبعاده الروحية والثقافية في نفسية البنائين الذين نعتبرهم من صميم ثقافة ووعي سكان الفضاءات التي تحي عليها القصبة. فعلى واجهاتها تجد هذا الزخرفة البعيدة عن التكثيف التكراري للمفردات كما نجده في الزخرفة العربية، فالفراغات والبياض البادي على الجدران فراغ يساهم في دعم التشكيلات الفنية المعروفة كجزء من الإبداعية الخاصة بالقصبة، والحال أن الرموز المزينة للقصبة في ظاهرها وداخلها رموز نجد لها امتدادا في المنتوجات الفخارية، وفي نوعية الزينة التي تحتفي بها المرأة الأمازيغية، فحتى حدود السبعينات ترى ذات المزينات للقصبة على جبهة وأنف وجاني وجوه النساء الأمازيغية.
إنه تكامل في الرؤية الفنية بما ينسجم مع روح وتقاليد الساكنة ومنظورها الإبداعي الفريد، وذلك عبر اعتبارات تتجاوز الحماية والصيانة والإيواء إلى الإبداعية باعتبارها ضرورة وجدانية تنضاف إلى مكونات تحصين الوجود وتأطير الهوية.
أبراج أربعة متقابلة توحي، بشكل ما، بالنساء والرجال وهم يؤدون رقصاتهم… نوافذ بمنحنيات تحيل إلى وجه المرأة في خدرها، أبواب مزينة بمسامر خاصة تبديها كلوحات تشكيلية… قصب مصفوف كطرف الحصير يشكل حاميا للجدران من التعرية، كما يشكل لمسة جمالية تنضاف إلى عناصر الجمال في القصبة.
والفنية الخاصة بالقصبة مستمدة من الإرث الحضاري الأمازيغي لتعكس البعد الجمالي والفلسفي والتشكيلي ضمن ربط المنتوج الإبداعي بالوظيفة مع الترميز إلى المكنون في اللاوعي الجمعي في علاقته بالهوية والثقافة والوضع الاجتماعي.
كل ذلك نعده بمثابة الحجة الدامغة على الذوق الرفيع والمنزلة الإبداعية التي بلغتها التي بلغتها. وإذا اعتبرنا أن إنتاج الجمال ينبني على أسس كثيرة فإن القصبة من أرفع الإبداعات المعبرة عنه على اعتبار كونها الحاضنة للإنسان بكل ما يحمله من مشاعر ورؤى إبداعية خاصة.
وهذه «القصبات» التي تعرف في لغة الامازيغ بـ«إيغرم» قد تكون اما مخازن محصنة تخزن فيها الحبوب، او بيوتا لأثرياء الفلاحين من قبائل الاطلس، وتبدو هذه المباني بدائية في هياكلها وهندستها، فالقصبة عادة عبارة عن دار مربعة الشكل ذات مدخل واحد يؤدي الى ساحة تفتح عليها اربع او خمس طبقات من الغرف الصغيرة، وترفع سقوف هذه الغرف على اعمدة من جذور الاشجار، وتزخرف الابواب بالرسوم البدائية وتزود بقضبان حديدية متنوعة الاشكال لتشد اجزاءها المتعددة.
تعد القصبات التاريخية المتواجدة في واحات الجنوب الشرقي عموما ، شاهدًا على التمازج الحضاري بين الاثنيات الامازيغية و الصحراوية و العبرية بهذه المناطق ، فالبناءات الشامخة التي تستمد خصوصيتها من الطابع المحلي ومن استعمالها للمواد التقليدية و التي تؤرخ لفتراث زمنية بعينها و لثقافة و حضارة بعينها ،أصبحت اليوم عرضة لخطر مزدوج إما السقوط و الاندثار بفعل عوائد الزمن و إما لطمس معالمها من جهة أخرى نتيجة جهل بعض ملاكها لأساليب و طرق ترميمها ’ كما أن إدخال بعض ملاكيها تحسينات عصرية عليها بغية استقبال الزوار و السياح قد يضر بقيمتها الفنية و التاريخية ، إلا أن هذا لا ينسينا أن واقع حال العديد من هذه القصبات والقصور يعرف حالة من التردي، بسبب عدم قدرة أصحابها على ترميمها، أو بسبب كثرة أعداد ورثتها الشيء الذي يحول دون اتفاقهم على موضوع إصلاحها من عدمه ’الشيء الأكيد هو أن القصبات والقصور التاريخية هي أهم المواقع و المزارات السياحية و السينمائية بالمنطقة و هي تخدم الاقتصاد المحلي و التنمية معا ’لذلك كله وجب تثمينها و الحفاظ عليها بكل الطرق الممكنة . و القصبة في اللغة العربية التداولية – قديما – حصن حصين ضد هجمات الأعداء و برجا أو أبراجا للمراقبة العسكرية و مراقبة هلال الشهور القمرية ومسكن لتكثل بشري مترابط بعلاقات دموية و مصالحية أيضا و مخزن للحبوب والأدوات , بنائها ضخم تتخلله نوافذ ضيقة غالبا و ذات شكل طولي و يقصد عادة بـ » القصبات » و » القصور » تلك المباني المشيدة في أماكن عالية كالتلال المجاورة لمجاري المياه، كما يقصد بها أيضا المساكن المحصنة التي شيدت في المناطق القريبة من الصحراء.
تمتاز القصبات ببنائها بالتراب المركز وحلقات الآجر الطيني المركب ، و غالبا ما تكون الأساسات و مخارج المياه و مداخلها مرصصة بالحجارة ’ خصائصها الهندسية تلك تضفي عليها قيمة جمالية رائعة ونادرة تجعلها متكيفة مع الشروط البيئية والمناخية الجافة ( الباردة و الحارة )، يزيدها جمالا تكاملها مع المناظر الطبيعية المحيطة بها (كما تعرف تناسقا في أجزائها وأحجامها يتماهى مع دقة نقوشها وزخارفها التي تؤرخ لمراحل زمنية معينة و تعبر عن كينونة ثقافية و حضارية متميزة . و القصبات أنواع عدة اذ لكل منطقة نوع من القصبات، في كل مرة تضفي يد الصانع الفنان على بنائها نوعا من الرونقة والجمال،
1) القصبات العتيقة : تعكس الهندسة المعمارية لهذه القصبات العتيقة مميزات وخصائص تتسم بالبناء بالتراب المدكوك على شكل قوالب » اللوح » أو » التابوت » في تداخل أفقي أو عمودي وتثير نوعية هذه الهندسة المعمارية الانتباه وتشده إليها لعدة عوامل منها ما يتعلق بطريقة البناء وأسلوبه، ومنها ما يتعلق بزخرفة وتزيين البناء 2) القصبات الحديثة: تتسم الهندسية المعمارية الترابية لهذه القصبات بتأثيرات البناء العصري كالنوافذ الكبيرة والاختصار في أحجام المباني و تبسيط زخرفتها إلى غير ذلك وكل هذه التعديلات برزت نتيجة التغيرات التي جرت على البنيات الثقافية للساكنة ، ومع ذلك فتقنيات البناء لا تختلف في جوهرها بل في جزئياتها.( نموذج القصبات التي تم تحويلها لمأوي سياحية. تبنى القصبات أساسا بالتراب المدكوك على شكل قوالب تسمى التابوت أو اللوح تتداخل بشكل أفقي و عمودي و تؤسس على أساسات حجرية مقوية ’ خصوصية هذا البناء المتميز بسمك جدرانه الكبير و الذي يتجاوز 90 سنتمرا عرضا و بعلو أسقفه عن الأرض بحوالي عشرات الأمتار – يصل أحيانا إلى خمسة و عشرين مترا – و بحجم النوافذ الصغير و انفتاحها على جهتي الشرق و الغرب فقط ,و هي كلها خصائص تقف حائلا و عازلا أمام التأثر بعوامل الحرارة و البرودة و الرطوبة و الجفاف الخارجية و تصنع مناخا داخليا معتدلا مغايرا للمناخ الخارجي و يزيد من اعتدال هذا المناخ إنشائه داخل وسط طبيعي فسيح من الأشجار الوارفة الضلال طيلة السنة و حدائق من المنتجات الطبيعية الفارزة للاوكسجين و التي تعمل على تصفية الهواء و ترطيبه ,إذن فروعة البناء بالمواد الطينية المنتشرة في الجنوب الشرقي. فمنذ سنين خلت كان الجزء الجنوبي من المغرب منطقة لتحولات سياسية و اقتصادية أثرت بشكل بارز على تاريخ المنطقة فظهرت بذلك أشكال معمارية مختلفة لازلت حتى اليوم معبرة عن غنى تاريخ المنطقة و نظرا لأهمية هذه الأشكال و البنايات العمرانية و هندستها العبقرية و دورها التاريخي و غياب التاريخ لها في المصادر و لا المراجع ارتأينا إلى دراستها محاولة ربط المؤرخ و الأثري بمجهودات التنمية المحلية وذلك بالعمل على توفير الخلفية الحضارية لمشاريع النهوض بالمنطقة اقتصاديا و ثقافيا.كما نأمل في دلك الكشف عن بعض الجوانب التي لازلت موضوع جدال و غموض و تأكيد أن السكن التقليدي الامازيغي في الجنوب المغربي جاء نتيجة لتلك التحولات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية للقرى و القبيلة وان الاستقرار في المناطق الجافة وأعالي الجبال جاء نتيجة لظروف تاريخية أفضت في النهاية اتخاد مناطق غير مؤهلة لظروف الحياة.
لقد اخذ الجانب العمراني شطرا كبيرا في حياة و تاريخ الإنسان الامازيغي بصفة عامة و الإنسان السدراتي بصفة خاصة استطاع في الأخير تشيد مباني عمرانية لها أشكال و ادوار مختلفة اتخذها مسكنا له لينتقل بذلك من حياة الترحال والتجوال والكهوف إلى الاستقرار والسكن إنها بداية حضارة وادي دادس كما أكد و اكتشف المنقبين الأثريين أن أعظم ما توصل إليه الإنسان في تاريخه الطويل هو فن العمران بما فيه القصبة أو تغرمت.
تفاديا لأي لبس أو غموض في موضوعنا هذا وعدم الخلط بين المفاهيم الذي لايزال مطروحا إلى يومنا هذا.نرى انه من الضروري تعريف الشكل المعماري القصبة وتحديد أنواعها وحدود انتشارها تم وضعها في إطار تاريخي من خلاله يمكن معرفة أصول القصبة ومراحل بنائها.
مفهوم القصبة وأنواعها وحدود انتشارها.
تعتبر القصبة أو تغرمت من أهم أنماط البناء المعماري التقليدي الذي تتميز بها منطقة الجنوب الشرقي للبلاد مما جعل إقليم ورزازات ينعت بإقليم ألف قصبة وقصبة،وتعرف القصبة بالأمازيغية باسم باسم “تغرمت” التي هي تصغير لكلمة “اغرم” (القصر) وفي سوس يطلق عليها سم “اكادير” و”تغرمت” هي “الدار الكبيرة المبنية بالحجر والتي لها أبراج في أركانها الأربعة وهي تقع في الغالب على مرتفع منعزل مشرف على حوض ماء أو على وادي وهي سكنى الملاك الكبير، أو الأسرة الكبيرة التي تضم كانونين فاكثر”2
أما عند روبيرمونتاني” فالقصبة هي البناية التقليدية التي تأخذ شكلا بنائيا حربيا ودفاعيا، تأوي فئات اجتماعية معينة ومتميزة كالتي لها نفوذ مادي كالأسر الميسورة والتي لها ثروات وملكيات في المنطقة، وهي من بين أهم مميزات الزعامة بالقبلية، إنها مسكن”الأمغار” الذي يتموقع وسط القبيلة ويكون مزينا بالأبراج3. ويعتبر الباحث الفرنسي “إميل لاوست” من بين من صنف القصبات الى نوعين. ولقد ميز بين القصبة الحديثة التي هي الدار الكبيرة المبنية بالحجر وهي للملاك الكبار، والقصبة المتوسطة المبنية بالطابية وهي للملاك الصغار.
وعلى هذا التقسيم، وحسب قسم التراث الثقافي في مناطق الأطلس والجنوب تصنف القصبات الى نوعين:
القصبة البسيطة:
وهي القصبة العتيقة الأصلية المتوارث من القدم، وهي معروفة قدما بشكل معماري مميز داخل القصر، وتعكس الإتقان والدقة المحكمة في البناء بواسطة التراب المدكوك على شكل قوالب مستطيلة في تداخل أفقي وعمودي، وتكون ذات الأبراج والزوايا الأربعة، وهذا الصنف هو نفسه الذي ينتشر في نطاق إمتداد القصور التي لا تتوفر على الأسوار لأن هذه القصبات تلعب دور المراقبة والدفاع. يتميز شكل القصبة بهندسة ترابية، تتسم بالجمال والفخامة المستقاة من بساطتها وإنسجامها مع الوسط الطبيعي…، ورغم هشاشة المواد المستعملة في البناء، وبساطة الأساليب، فقد إستطاعت هذه البناية الترابية أن تعمر حقبا طويلة مقاومة بذلك ظروف طبيعية قاسية.
إذا كانت القصبة تمثل مسكن الأمغار وسط القبيلة، ومقر الزعيم فمن الضروري أن تكون متميزة عن باقي الأشكال المعمارية الأخرى من الزخرفة والارتفاع. يخضع هذا البناء لمراحل مختلفة تستغرق مدة زمنية لكل مرحلة موادها وتقنياتها.
مرحلة إختيار الموقع وبناء الأساس:
أولا وقبل كل شيء، يتم اختيار الموقع الاستراتيجي، لمراقبة الطرق التجارية، ثم الأمن والدفاع. والموقع الجغرافي، دائما يكون تل مشرف على الواد، فوق قاعدة صخرية (الكرانيت). وسط القصر بالنسبة للقصبة البسيطة، ، وخارج القصر بالنسبة للقصبة المركبة، أما بالنسبة لوضع الأساس يتم رسم تصميم للقصبة بالخيوط (لقناب). المثبتة في الأرض بأعواد من القصب. إذا كانت القواعد الصخرية هي سطح الأرض تبدأ عملية البناء بالأحجار حتى ارتفاع متر واحد الى متر واحد ونصف، أما إذا كانت القاعدة بعيدة عن السطح يتم الحفر حتى نصل الى القاعدة الصخرية على مسافة نصف متر الى متر واحد. من المواد المستعملة في هذه المرحلة الأحجار الكبيرة بكل أنواعها غير المنحوتة والهشة، ويضاف إليها التراب المختلطة بالتبن والماء لملء الفراغات بين الحجارة، مع استعمال الخيط وميزان الماء لتفادي الاعوجاج والميلان، وصاحب كل هذه المهام هو “لمعلم –ن-أزرو”.
-مرحلة البناء-
لقد تطرق عبد الرحمان ابن خلدون في كتابه.المقدمة.الى دلك. يتطلب هذا العمل تقنيين يسمون محليا “المعلمين” في استعمال اللوح “التابوت” وهي عبارة عن ألواح خشبية مكونة من أربعة ألواح يوضع لوحين طولا، ولوحين آخرين عرضا، يبلغ طولهما حوالي مترين إلى مترين ونصف، وعرضها خمسون سنتيما، على ارتفاع متر واحد وتشد بالحبال، فتنصب على جدران الأساس (الحجارة) وتملأ بالتراب الممزوج بالحصى والرمال الطينية منها والرسوبية والكلسية، ويتم دكه من طرف المعلم بالآلة “المركز” حتى تتداخل المواد فيما بينها، ويتم عزل الألواح، لتنصب من جديد وتستمر نفس العملية حتى ينتظم الحائط كله ملتحما كأنه قطعة واحدة يشيد الطابق الأول والثاني بنفس العملية، مع نقص في حجم اللوح في الطابق الثاني، ثم تبدأ عملية البناء بالطوب أو الآجر المحلي، لخفة وزنه ولا يتطلب مجهودا كبيرا، يصنع هذا الطوب في قالب خشبي مختلف الأحجام، باختلاف استعمالاته وحسب المناطق.
-مرحلة التسقيف-
أولا توضع جذوع الأشجار العريضة على الجذران عرضا تسمى (تحنيين) من أشجار الصفصاف أو النخيل، تتباعد فيما بينها 80 سنتمترا الى متر واحد، يتم بعد ذلك وضع الجذوع الضعيفة السمك طولا وتسمى (تمشكلين) وفوق هذه الأخير يوضع القصب أو أعواد الدفلة أو تمايت، بطريقة متشابكة وحتى يمكن رؤيته على مستويات مختلقة ثم يفرش الطين فوقها ويتم تبليطه.
مرحلة الزخرفة:
تبدأ بعملية تبليط الجدران “تملاست” بالتربة الدقيقة الممزوجة بالماء والتبن سواء من الداخل والخراج، وقبل أن يجف هذا التبليط تنقش عليه مجموعة من الأشكال ورموز تترجم سلوكات وثقافة سكان المنطقة، بعده يتم الشروع في بناء مجموعة من الأشكال الأخرى كالنوافذ “تشرفين” وثقب الرماية “تخبا” تكون متسعة من الداخل وضيقة من الخارج، ثم اسيرن.
المراجع.
ابن منظور “لسان العرب” المجلد الخامس، دار لسان العرب صادر بيروت .ص:3640
Laoust (E)”Mots et choses Berbères ” « Reed soc Marocaine déd calque.
Rebert Montagne « les Berbéres et le Makhzen dans le sud Marocain Paris », 1930.p347
R.Mantagne, op cit,p :349
قسم جرد التراث الثقافي، التراث المعماري في مناطق الأطلس والجنوب.1989
D.j.Meuniée “Architecture et habitat de Dadis Maroc présaharienne “librairé cklinckseik.Paris,p14
Abdellah Hamaudi “le volutain de l’habitat dans la vallée de Draa “in 1970 R.G.M.N°18.p33
احمد التوفيق” المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر(انولتان 1912-1850) ط 1983-11ص:181
Henri Terrasse, “Kasbah Berbères de l’Atlas et Oasis” ed des horizon Paris 1938.
” D.j.Meuniée , op.cit.p.35
Jean Hensens”Habitat Rural traditionnel des Oasis présahariennes. “le Qsar problémes de rénovation. Juillet sept 1969.pp.42-94
التعليقات مغلقة.