كشف مجلس المنافسة ، أن كمية المياه المستهلكة في القطاع الفلاحي قد انخفضت من 5 مليارات متر مكعب سنويا إلى مليار متر مكعب فقط ، خلال السنوات الأخيرة .
ويُعزى هذا التراجع إلى الجفاف والتحديات المائية التي يواجهها المغرب، مما يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل هذا القطاع الحيوي، الذي يُعدّ أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني.
وقد أكد خبراء على ضرورة مراجعة السياسات العامة المتبعة حاليا في القطاع الزراعي، والتي تركز على الاستعمال المفرط للموارد المائية، خاصة تلك المعبأة من المصادر الجوفية.
ويشير الأستاذ الباحث في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، محمد الطاهر السرايري، إلى أن بعض الزراعات التي شهدت طفرة كبيرة في الإنتاج، مثل زراعة البطيخ، باتت اليوم تشكل عبئا على الموارد المائية.
ويُشدد السرايري على ضرورة إعادة النظر في هذه الزراعات، في ظل الوضعية المائية الخطيرة التي تشهدها البلاد، والتي لم تعد تسمح بهدر الثروات المائية المتضائلة.
ويُطالب خبراء اخرون بوضع خطط استراتيجية للتعامل مع أزمة الجفاف، و التي يجب أن تكون في موجبها مركزة على ترشيد استهلاك المياه في القطاع الفلاحي، مع تطوير تقنيات الري الحديثة، واستخدام المياه المعالجة في ري بعض الزراعات.
كما يؤكدون أيضا ، على ضرورة توعية المزارعين بأهمية ترشيد استهلاك المياه، وحثهم على اعتماد ممارسات زراعية مستدامة تُساهم في الحفاظ على هذا المورد الثمين.
التعليقات مغلقة.