جريدة أصوات : إعداد مبارك أجروض
تكون المعاناة من القلق أحياناً جزءاً طبيعيّاً من الحياة، ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق غالباً ما تكون لديهم مخاوف وخوف مفرط ومستمر من المواقف اليومية. وفي كثير من الأحيان، تتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب، وتصل إلى ذروتها في غضون دقائق (نوبات الهلع).
تتداخل مشاعر القلق والذعر هذه مع الأنشطة اليومية، ويصعب التحكم فيها، ولا تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن أن تستمر فترة طويلة، وقد تتجنب بعض الأماكن أو المواقف لمنع هذه المشاعر، وتبدأ الأعراض خلال سنوات الطفولة، أو سن المراهقة، وتستمر حتى سن البلوغ.
ومن أمثلة اضطرابات القلق: اضطراب القلق العام، واضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)، والرهاب المحدد، واضطراب قلق الانفصال، ويمكن أن تُصاب بأكثر من اضطراب قلقي واحد، وقد ينتج القلق في بعض الأحيان عن حالة طبية تحتاج إلى علاج. وأيًّا كان شكل القلق لديك فإن العلاج قد يساعدك على التخلص من هذا الأمر.
* أبرز أعراض القلق
وتشمَل العلامات والأعراض الشائعة للقلق ما يلي:
ـ الشعور بالعصبيَّة أو القلق أو التوتُّر
ـ الشعور بالخطر الوَشيك أو الذُّعر أو التَّشاؤم
ـ الإصابة بزيادة مُعدَّل ضربات القلب
ـ زيادة مُعدَّل التنفُّس (فرط التهوية)
ـ التعرُّق
ـ الارتِجاف
ـ الشعور بالضَّعف أو التَّعب
التركيز على الصُّعوبات أو التفكير في أيِّ أمرٍ بِخلاف القلق الحالي.
ـ الإصابة بصعوبة في النوم
ـ التعرُّض لمشكلات مَعِدية مَعوية
ـ مُواجهة صعوبة في السَّيطرة على القلق
ـ وجود الحافِز للتخلُّص من الأشياء التي تتسبَّب في القلق
* أهم أنواع القلق
رهاب المَيادين، وهو نوع من اضطرابات القلق التي تشعُر فيها بالخوف، وتتجنَّب غالباً الوجود في أماكن أو مواقف قد تتسبَّب في وجود الهلَع وتجعلك تشعُر بالاحتِباس أو العجْز أو الإحراج.
يشمل اضطراب القلَق بسبب مشكلة طبية وجود أعراض القلق أو الذُّعر المُفرِط الذي ينتُج مُباشرة عن مشكلة صحية جسدية.
يشمل اضطراب القلق العام القلق المُستمرِّ والمُفرِط والقلق من الأنشطة أو الأحداث وحتى المشكلات العادية والرُّوتينية. ومن الصَّعب السَّيطرة على القلق غير المُتناسِب مع الموقِف الفِعلي، ويؤثِّر في كيفية شعورك جسديّاً، وكثيراً ما يحدُث ذلك بالتزامُن مع الاكتئاب أو اضطرابات القلق الأخرى.
يشمل اضطراب الهلَع نَوباتٍ مُتكرِّرة من الشعور المُفاجئ بالقلَق والخوف الشديدَين أو الذُّعر الذي يصِل إلى ذُروتَه في غضون دقائق (نوبات الهلع). قد تشعُر بهلاكٍ مُحدِق أو ضِيقٍ في النفُّس أو ألَمٍ في الصَّدر أو سُرعةٍ أو رفرفة أو خَفَقان القلب (الخَفَقان). ربَّما تؤدِّي نوبات الهلَع هذه إلى وجود القلق بشأن حدوث هذه الأمور مرَّةً أخرى أو تجنُّب المواقف التي حدثتْ فيها.
الخَرَس الانتقائي هو عدَم قُدرة الأطفال على التحدُّث بصورةٍ مُتَّسِقة في مواقِف مُعيَّنة، مثل وجودِهم في المدرسة، حتى إن كان بإمكانهم التحدُّث في مواقِف أُخرى مثل أثناء وجودهم بالمنزِل مع أفراد الأسرة المُقرَّبين. يُمكِن أن يتعارَض ذلك مع القيام بالمَهامِّ في المدرسة والعمل والتفاعُل الاجتماعي.
اضطراب قلق الانفصال هو اضطراب في الطفولة يتميَّز بوجود قلقٍ مُفرِط لمُستوى نموِّ الطفل ويتعلَّق بالانفِصال عن الوالِدَين أو الآخَرين مِمَّن يتمتَّعون بأدوارٍ أبوية.
اضطراب القلق الاجتِماعي (الرّهاب الاجتماعي)، ويشمَل مستوياتٍ عاليةً من القلق والخوف وتجنُّب المواقف الاجتماعية بسبب الشعور بالإحراج والوَعي الذَّاتي والقلق من أن يُصدِر الآخرون حُكماً عليهم أو ينظروا إليهم بشكلٍ سَلبي.
الرُّهاب المُحدَّد يتميَّز بوجود قلقٍ شديد عندما تتعرَّض لجسمٍ أو موقفٍ مُحدَّدٍ وترغَب في تجنُّبه. يتسبَّب الخوف المرَضي في وجود نَوبات هلَعٍ لدى بعض الأشخاص.
اضطراب القلق الناتِج عن المواد يتميَّز بوجود أعراض القلق أو الذُّعر الشديد الذي ينتُج مُباشرة عن إساءة استِعمال المُخدِّرات أو تناوُل الأدوية أو التعرُّض لمادَّةٍ سامَّة أو التوقُّف عن تناوُل الأدوية.
اضطراب القلق المُحدَّد واضطراب القلق غير المُحدَّد: هُما مُصطلَحان للقلق أو الرُّهاب اللَّذين لا يَستوفِيان معايير مُحدَّدة لأيَّ اضطرابات قلقٍ أخرى، ولكنَّهما شَديدان بقدْرٍ كافٍ يجعلُك تشعُر بالكَمَد والانزِعاج.
ويجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
ـ الشعور بالقلق المفرط مما يؤثر سلباً في عملك أو علاقاتك أو أي جوانب أخرى من حياتك.
ـ انزعاجك من الشعور بالخوف أو التوتر أو القلق وصعوبة السيطرة عليه.
ـ الشعور بالاكتئاب أو وجود مشكلات أخرى بالصحة النفسية مرتبطة بالقلق.
ـ الاعتقاد في ارتباط القلق بمشكلة صحية بدنية.
ـ تساورك أفكار أو سلوكيات انتحارية، إن كان الأمر كذلك، فيجب عليك طلب العلاج الطارئ على الفور.
ـ قد لا تختفي مخاوفك من تلقاء نفسها، ومن الممكن أن تسوء إن لم تطلب المساعدة. زر الطبيب أو مقدم رعاية الصحة النفسية، قبل أن يسوء قلقك. من السهل العلاج، إن حصلت على المساعدة مبكراً.
* أسباب اضطراب القلق
وتعتبر الأسباب وراء اضطرابات القلق غير مفهومة تماماً، إذ قد تكون الصفات الموروثة عاملاً وراء ذلك.
* أسباب طبية للقلق
وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يَرتبط القلق بمشكلة صحية أساسية. وفي بعض الحالات، تكون علامات وأعراض القلق هي أول مؤشرات المرض الطبي. إذا اشتبه طبيبك في أن قلقك قد يَكون له سبب طبي، فقد يطلب إجراء اختبارات للبحث عن علامات على وجود مشكلة.
ومن أمثلة المشكلات الطبية التي يُمكن ربطها بالقلق ما يلي:
ـ مرض القلب.
ـ داء السُّكَّري.
ـ مشكلات الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
ـ اضطرابات الجهاز التنفسي، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو.
ـ سوء استخدام المخدرات أو الانسحاب.
ـ الانسحاب من الكحول، والأدوية المضادة للقلق (البنزوديازيبينات) أو غيرها من الأدوية.
ـ الألم المزمن أو متلازمة القولون العصبي.
ـ الأورام النادرة التي تُنتج بعض هرمونات تَفاعُل المُحارَبَةِ أَو الفِرار.
في بعض الأحيان يُمكن أن يَكون القلق من الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
من المحتمل أن يَكون قلقك بسبب حالة طبية كامنة إذا:
ـ لم يكن لديك أي أقارب (مثل أحد الوالدين أو الأشقاء) لديهم اضطراب القلق.
ـ لم يكن لديك اضطراب القلق وأنت طفل.
ـ لا تَتجنب بعض الأشياء أو المواقف بسبب القلق.
ـ لديك حالة من القلق المفاجئ التي تَبدو غير مرتبطة بأحداث الحياة ولم يَكن لديك تاريخ سابق من القلق.
* عوامل قد تزيد خطر الإصابة بالقلق
يسهم التفاعل الاجتماعي والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الرضا في الحد من أعراض اضطراب القلق، فيما
قد تلعب عوامل عدة دوراً في زيادة خطر الإصابة، وأبرزها:
ـ الصدمة:
يكون الأطفال الذين قد تحمَّلوا الإيذاء أو الصدمة أو قد شهدوا أحداثاً صادمة، أكثر عُرضةً للإصابة باضطراب القلق في نقطة ما في حياتهم. ويمكن أن تصيب اضطرابات القلق الأشخاص البالغين الذين قد تعرَّضوا لحدث صدمة آخر.
ـ الضغط العصبي بسبب المرض:
يمكن أن تتسبب الإصابة في حالة صحية أو مرض خطر في الشعور بالقلق الشديد إزاء أمورٍ مثل العلاج والمستقبل.
ـ تراكُم الضغط العصبي:
قد ينتج القلق المفرط عن وقوع حدث كبير أو بتراكم من مواقف حياتية أصغر تتسبَّب في الضغط العصبي، كوفاة فرد من العائلة، أو الشعور بالضغط العصبي بسبب العمل أو الشعور الدائم بالقلق بسبب الأحوال المالية.
ـ الشخصية الأكثر عُرضةً للإصابة باضطرابات القلق:
هناك أنواع معينة من الشخصيات تكون أكثر عُرضةً للإصابة باضطرابات القلق عن غيرها.
ـ اضطرابات الصحة العقلية الأخرى:
عادةً ما يُصاب أصحاب اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب، باضطراب القلق أيضاً.
ـ وجود أقارب لديهم اضطراب القلق:
يمكن أن تُورث اضطرابات القلق.
* مضاعفات الإصابة باضطراب القلق
كما تؤدي الإصابة باضطراب القلق إلى ما هو أكثر من القلق، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب أيضاً إلى الإصابة بحالات عقلية وجسمانية أخرى أو يؤدي لتفاقمها، مثل:
ـ الاكتئاب (الذي يحدث عادة مع اضطراب القلق) أو اضطرابات أخرى متعلقة بالصحة النفسية.
ـ صعوبة في النوم (الأرق).
ـ مشكلات هضمية أو بالأمعاء.
ـ الصداع والألم المزمن.
ـ العزلة الاجتماعية.
ـ مشكلات في التعامل في المدرسة أو العمل.
ـ تدني نوعية الحياة.
* الوقاية من اضطراب القلق
وليست هناك طريقة للتنبؤ على وجه اليقين، بما يجعل أي شخص يصاب باضطراب القلق، ولكن يمكنك أن تتخذ خطوات للحد من تأثير الأعراض إذا كنت تشعر بالقلق:
ـ اطلب المساعدة مبكراً، وكما هو الحال مع العديد من الحالات الصحية العقلية الأخرى، قد يكون من الصعب علاج القلق كلما تأخرنا في علاجه.
ـ حافظ على نشاطك، وشارك في الأنشطة التي تستمتع بها وتجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، واستمتع بالتفاعل الاجتماعي والعلاقات مع المهتمين بالرعاية، مما يمكّن أن يقلل من قلقك.
التعليقات مغلقة.