القمة العالمية للمناخ للفاعلين غير الحكوميين (كليمات شانس) بأكادير تضع المغرب من جديد في قلب الاهتمام العالمي
ويشكل هذا اللقاء ، المعروف باسم “قمة كليمات شانس” ، وهي القمة الثانية من نوعها ، أرضية للقاء والتحسيس من أجل بلورة خطة عمل موحدة تتمحور حول تنزيل اتفاق باريس ، علاوة عن كونه يفتح الفرصة للفاعلين غير الحكوميين من أجل إعادة تقييم المساهمات الوطنية المرتبطة بمحاربة الاختلالات المناخية.
فلا أحد يجادل في أن الأشواط الواجب اجتيازها من أجل احتواء إشكالية احترار كوكب الأرض تعد طويلة وشاقة، كما أنها محفوفة بالكثير من العراقيل.
فالرئيس الامريكي دونالد ترامب أقدم خلال شهر مايو الماضي على سحب انخراط بلاده في الاتفاق التاريخي الذي سبق أن تم التوصل إليه حول المناخ . وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على الجهود المبذولة من أجل تقليص حدة الاحترار الكوني بدرجتين اثنتين ، كما أن هذا الإجراء من شأنه ايضا أن يؤثر سلبا على موقف دول أخرى إزاء التماس الحلول الممكنة لإشكاليات التغيرات المناخية.
واعتبارا لذلك، فإن مشكل التغيرات المناخية يبدو مثيرا لانشغالات الكثيرين على الصعيد الكوني ، وذلك بالموازاة مع عدد من القضايا الاخرى المرتبطة بذلك ، ومن ضمنها مكافحة الفقر، والولوج للطاقات المتجددة ، والماء ، والاستفادة من الموارد الطبيعية الأخرى ، إلى جانب الانتفاع من عوائد التنمية المستدامة.
ويشكل الملتقى العالمي لأكادير بالنسبة لشبكات الفاعلين في المجتمع المدني ، إضافة إلى الجماعات المحلية والقطاع الخاص فرصة مواتية لإسماع صوتهم من جديد ، والتعريف بجدوى التزاماتهم إزاء محاربة التغيرات المناخية، إضافة إلى سعيهم من أجل الدفع بالحكومات لاتخاذ قرارات وإجراءات عملية تساعد على رفع التحديات الآنية التي تطرحها التغيرات المناخية.
وخلال ملتقى أكادير، فسيتداول المشاركون حول مجموعة من القضايا من قبيل التحولات الإيكولوجية ، والتشغيل ، والماء ، والزراعة ، والغابات ، والمحيطات ،والتنوع الإحيائي ، والابتكار ، وتدبير الموارد الطبيعية ، إلى جانب ملائمة التمويلات المرتبطة بالمناخ.
وبالنسبة للجهة المنظمة لهذا الملتقى العالمي ، وهما مجلس جهة سوس ماسة ، وجمعية “كليمات شانس”، فإن هذا الملتقى الدولي سيعرف مشاركة حوالي 3 آلاف شخص من منتخبين ، ونشطاء المجتمع المدني ، ووزراء ، وممثلي وأرباب المقاولات ،إضافة إلى مشاركة عدد من الشخصيات الدولية من ضمنهم رئيس “كوب 20” ، مانويل بولكار فيدال، ورئيس “كوب 22” صلاح الدين مزوار وغيرهم.
وبالنسبة للسد إبراهيم حافيدي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، فإن القمة الثانية ل”كليمات شانس”، التي ستعرف تنظيم أزيد من 80 ورشة لمناقشة الممارسات الفضلى، “تشكل لحظة هامة من أجل تثمين التقدم الحاصل على مستوى المبادرات العملية التي تقف وراءها المنظمات غير الحكومية”.
ومن جهته، أوضح السيد صلاح الدين مزوار ، أن ملتقى أكادير سيتيح الفرصة لعقد لقاءات من مستوى عال حول الشراكات المتمخضة عن قمة مراكش ، خاصة في الشق المتعلق منها بالدفع في اتجاه إطلاق مزيد من المبادرات العملية التي تخدم قضايا التنمية ، وتطوير مقاربات النوع ، وحقوق الإنسان .
أما السيدة حكيمة الحيطي، فسجلت أن قمة أكادير ، باعتبارها ستجمع ممثلين عن عدد من الدول الإفريقية، ستعطي أهمية قصوى للرهانات التي تشغل بال القارة السمراء في ما يتعلق بالملائمة ، والتعمير ، والتعاون اللامركزي .
وبناء على ذلك ، فإن قمة أكادير مدعوة لرسملة المكتسبات التي تمخضت عن مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية لمراكش “كوب 22″، لاسيما وأن قمة مراكش اتسمت بكون نتائجها ذات ميزة عملية ، كما اكتست بعدا أفريقيا بامتياز.
وخلال الايام الثلاثة التي ستستغرقها قمة أكادير، فإن المشاركين الذين سيفدون على هذا الملتقى من جهات العالم الأربع، سيعملون على جعل الرهانات المناخية في قلب الأجندة الدولية ، إلى جانب التداول حول الإجابات الممكنة عن الاحتياجات المعبر عنها من طرف ساكنة المعمور، خاصة منهم الفئات الهشة.
ولعل الكوراث التي تضرب العالم في الوقت الراهن ، ومن ضمنها الأعاصير المدمرة مثل خوصي وهارفي وإيرنا، لتشكل أكبر ناقوس خطر ينذر بضرورة الاستعجال بإيجاد حلول عملية لمواجهة التغيرات المناخية.
عمر عاشي
التعليقات مغلقة.