الكبد: لا إفراط ولا تفريط في تناوله

إعداد مبارك أجروض

الكبد من الأطعمة الغنية بالعديد من العناصر الهامة والمفيدة للجسم، ولكن هناك بعض الأضرار التي تسببها عند الإفراط في تناوله، ونظراً لأن الكبد يقوم بترشيح السموم وغيرها من المواد الضارة الموجودة بالدم، يفترض البعض أنه يسبب ضرراً للصحة. وفي الحقيقة فإن الكبد لا يقوم بتخزين السموم، بل تتمثل مهمته في معالجتها وجعلها آمنة أو تحويلها إلى مركب آخر يسهل على الجسم التخلص منه بأمان.

أما مخاطر الكبد فتكون بسبب الإكثار من تناوله، نظراً لاحتوائه على بعض المركبات التي لا يجب أن تزداد في الجسم. وبناء عليه فإن الأطباء يحذرون من الإفراط في تناوله لتجنب بعض الأضرار التي يسببها، ويوصون بتناوله مرة واحدة فقط في الأسبوع.

* فوائد تناول الكبد

ـ الكبد مصدر ممتاز للبروتين عالي الجودة

ـ أكثر المصادر الغذائية الطبيعية احتواء على فيتامين A وبالتالي مفيد لمن يعانون من نقص فيتامين A

ـ مصدر مهم لمركبات لفيتامين B ولاسيما فيتامين B12

ـ أحد أفضل المصادر لحمض الفوليك

ـ مصدر ممتاز للحديد لمن يعانون من الأنيميا

ـ مصدر للعناصر النادرة مثل النحاس والزنك والكروم. الكبد هو أفضل مصدر لدينا من النحاس

ـ مصدر طبيعي للإنزيم المساعد Q10 والمهم للوظيفة القلب والأوعية الدموية والحماية من السرطان

ـ يحتوي الكبد على عناصر غذائية مضادة للشعور بالتعب ففي تجربه استخدمت فيها الفئران أعطي لمجموعة من الفئران 11 فيتامينا وأعطيت أخرى نفس الحمية الغذائية مضافاً إليها فيتامين B بينما اعطيت للمجموعة الثالثة مسحوق الكبد المجفف وقد وجد أن الفئران من المجموعتان الأولى والثانية صمدت في الماء لمدة 13 دقيقة بينما صمد أغلب الفئران في المجموعة التي تناولت الكبد لساعتين حتى تم إنهاء التجربة.

* أضرار الإفراط في تناول الكبد

يحتوي الكبد على عدد من المركبات التي في حال زيادتها في جسم الشخص قد تسبب له أضراراً من أبرزها:

1ـ تراكم المعادن الضارة

تتعرض بعض الأبقار إلى المبيدات الحشرية في المزارع فضلًا عن تناولها غذاءً غير صحي مما يؤدي لترسب معادن ثقيلة مثل الزرنيخ والرصاص والكادميوم، في كبد الأبقار الذي يصعب عليه طرد هذه السموم عبر الدم، وبالتالي تنتقل للإنسان عند تناول الكبدة، وقد تؤدي لإصابته بالتسمم.

2ـ الإصابة بمرض النقرس

وهو نوع من التهاب المفاصل يؤدي إلى تورمها وحدوث آلام شديدة بها، وينتج ذلك لأن الكبد تحتوي على نسبة كبيرة من “البيورينات” التي تساعد في إنتاج حمض “اليوريك” بالجسم والذي يتسبب في الإصابة بهذا المرض.

3ـ تأثيرات سلبية على القلب والضغط

الكبد من الأطعمة الغنية بالكوليسترول، وبالتالي فهي غير مناسبة لمرضى القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.

4ـ فرط فيتامين A

تحتوي الكبد على نسبة كبيرة جداً من الفيتامين A، تفوق حاجة الجسم منه، وأن ارتفاع مستوياته بالجسم يشكل خطورة على الأجنة والأطفال، وعدم نمو الأجنة بصورة طبيعية، لذلك يفضل عدم تناول الكبد أثناء فترة الحمل.

5ـ الإصابة بالتسمم

تعتبر الكبد من الأطعمة التي تتراكم عليها الجراثيم والبكتيريا مثل أنواع اللحوم المختلفة، ولذلك يجب تنظيفها جيداً وعدم تناولها نيئة.

وبحسب موقع “ويب طب” فإنه في حال تناول كميات معقولة منها الكبد فسيستفيد الجسم من البروتينات والفيتامينات الجيدة التب تحتويها مثل وفيتامينات B وB12 التي تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، بالإضافة لاحتواء الكبد على حمض الفوليك، والحديد، والزنك والكروم والنحاس، والأخير من العناصر التي تحافظ على صحة الجهاز المناعي والعصبي، ويساعد على انتاج الكولاجين المسؤول عن صحة العظام والمفاصل والشعر والجلد والأظافر.

6ـ الكبد وخطر زيادة الكوليسترول

تحتوي 100 جرام من كبد البقر على ما يقرب من 400 مليجرام من الكوليسترول بينما يحتوي 100 جرام من كبد الدجاج على أكثر من 600 مليجرام كوليسترول وهي نسبة مرتفعة.

إذا كنت بصحة جيدة، فجمعية القلب الأميركية توصي بالحد من مجموع المدخول اليومي من الكوليسترول إلى 300 مليغرام أو أقل. أما المصابين بمرض ارتفاع الكوليسترول في الدم أو أمراض القلب والأوعية الدموية، تنخفض الجرعة اليومية الموصى بها إلى 200 مليغرام أو أقل. بغض النظر عن أي نوع من الكبد تأكله، سوف تستهلك كوليسترول يوم كامل تناولت 85 جرام فقط لذا يجب عليك عندها الحد من كمية الكولسترول التي تحصل عليها من الأطعمة الأخرى التي تتناولها في اليوم نفسه.

7ـ التسمم

تحتوي الكبدة على نسبة عالية من النحاس 9.88 مليجرام، واستهلاك كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى تسمم النحاس، والذي من أعراضه الشعور بالغثيان والصداع والقيء الدموي والإسهال، فضلًا عن الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر.

8ـ قليلة السعرات الحرارية

يحتوي 100 جرام من الكبد على 175 سعر حراري فقط، ويتميز بقلة الدهون بها مقارنة باللحوم، وبالتالي يساعد على التقليل من السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا وفقدان الوزن والشعور بالشبع والحصول على العناصر الغذائية الضرورية.

* نصائح عند شراء الكبد

الكبد سريعة التلف ويجب أن تحفظ حال شرائها في الثلاجة في حالة الرغبة في تناولها خلال يوم أو يومين. أما إذا كانت فترة استخدامها سوف تطول فيجب أن تقطع إلى قطع حسب الحاجة وتوضع كل قطعة في أكياس بلاستيك محكمة الغلق وتحفظ في المجمدة (الفريزر) لمدة تتراوح ما بين 2 و4 شهور.

يختلف لون الكبد حسب نوع الحيوان وعموما ً تكون كبدة الخروف بنية غامقة اللون وليس لها رائحة تذكر. أما كبدة البقر فتكون حمراء داكنة ولها رائحة بقرية بسيطة. والكبد الطازجة تكون ناعمة الملمس وذات لمعان وبدون وجود مواد مخاطية عليها أو أوساخ أو تغير غير مرغوب في اللون.

* نصيحة صحية

مع جميع ما للكبد من الفوائد الغذائية والصحية وكذلك بالاطلاع على ما له من أضرار إلا أنه يجب الاعتدال في تناوله وعدم الإسراف فيه لأنه من الأغذية الغنية بالبيورينات التي ينتج عنها داخل الجسم حمض اليوريك الذي تسبب مستوياته العالية في الدم مرض النقرس، كما أنه غني جداً بالكولستيرول مما يجعله غذاء غير مناسب للمصابين بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، ويحتوي الكبد على كمية عالية من فيتامين A فإذا أسرف الإنسان في تناوله ربما يصاب بأعراض فرط هذا الفيتامين، والتحذير الواجب أخذه في الاعتبار هو ألا يتم تناول الكبد أكثر من مرة في الأسبوع. ويستحسن تجنب أكل لحوم أخرى في حالة تناول الكبد والاكتفاء بإرفاقه بفاكهة يتم تناولها قبل الوجبة الرئيسية.