محمد عيدني
غير العبقري طوماس ايديسون الذي توصل بعد تعب وتجارب مضنية إلى إختراع المصباح الكهربائي معتمدا على عدة محاولات قام بها هو وغيره ممن سبقوه حتى يتوصل إلى إخراجنا من العتمة إلى النور.
فلو فكرنا للحظة واحدة ونحن نتمتع بما آلت إليه حياتنا بعد كل هذه الإختراعات والإبتكارات والتقنيات الحديثة التي غيرت وجه العالم في شتى مجالات عيشنا سواء تعلق الأمر بالهواتف الذكية أو الحواسيب وآليات ووسائل الإتصال الإلكترونية ووسائل التبريد و التدفئة، ووسائل السفر.
كل هذه الثورة التي أحدثها الكهرباء يجعلنا ندين بالفضل إلى هذا العالم الذي غير وجه العالم، حيث لولاه لما كنا نحظى بالرفاهية التي ننعم بها الآن.
لكن الفضل الأكبر في كل ماسلف لا يعود فقط لطوماس أديسون، بل لتلك المرأة الذكية التي لم تستسلم لأحكام المدرسة على ابنها بالفشل.
إنها والدة أديسون التي بعد أن تسلمت رسالة من مدرسة أديسون حيث كان إديسون الشاب شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، ووصفه أستاذه بأنه “فاسد” لم تستسلم لأحكام مدرسه وآمنت بقدراته.
ويذكر إديسون في وقت لاحق: “والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه.” كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل، ولم تستتسلم لتلك الأحكام التي أرادت أن تجعل من ابنها غير ذي جدوى.
لتعطينا والدة أديسون رابع أكثر مخترع إنتاجاً في التاريخ، بمجموع 1093 براءة اختراع أمريكية تحمل اسمه، فضلاً عن العديد من براءات الاختراع في وفرنسا وألمانيا.
في نموذج حي على أن الآباء يجب أن يؤمنوا بقدرات أبنائهم ويسهموا في بلورتها وأن لا يستسلموا لأحكام القيمة التي قد تضعها مؤسسة أو مدرس أو أي فرد من المجتمع حول أبنائهم.
فلكل منا ذكاءه الذي يحتاج فقط للتنقيب عنه بالطريقة الصحيحة بما يتناسب مع كل شخص على حدى، حيث لم يعد الحديث اليوم عن الذكاء الواحد ولكن عن ذكاءات متعددة تختلف حسب كل شخص.
التعليقات مغلقة.