أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“الكوطا والمناصفة: تحديات تمثيلية النساء في المشهد السياسي المغربي”

جريدة أصوات

أصوات من الرباط

تبرز النقاشات الحقوقية في المغرب، لا سيما خلال الاحتفال باليوم الوطني لتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ضرورة تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان، وخاصة وضعية النساء في المشهد السياسي. تعتبر مسألة الولوج السياسي للنساء وأثر نظام الحصيص (الكوطا) من القضايا المحورية المطروحة.

توضح الحقوقية سعيدة الإدريسي أن “الكوطا” هي الوسيلة الوحيدة التي تتيح للنساء بعض الفرص للولوج إلى الحقل السياسي. ومع ذلك، فهي تعاني من نقص التأطير المؤسساتي مما يجعل تمثيلية النساء عرضة للتغيرات السياسية. رغم جهود وزارة الداخلية، يبقى القرار النهائي مرهونًا بالتوافقات بين الأحزاب، مما يؤدي إلى ضعف استدامة التمثيلية النسائية.

مرّ نظام الكوطا بمراحل متعددة، لكنه لا يزال عاجزًا عن تحقيق التمكين الفعلي للنساء في مواقع القيادة. تشير الإدريسي إلى غياب النساء عن مواقع هامة، حيث لا توجد إلا امرأة واحدة تشغل منصب الأمين العام لأحد الأحزاب، مما يعكس التمييز القائم.

بدورها، تضيف الباحثة رجاء بطاش أن التحديات التي تواجه إدماج المرأة في الحياة السياسية موجودة أيضًا على مستوى عالمي، مثل حالة كامالا هاريس في الولايات المتحدة. وتشير إلى أن الأحزاب السياسية ليست الوحيدة المسؤولة عن ضعف مشاركة النساء، بل إنها ترتبط أيضًا بعزوف الشابات عن الشأن السياسي.

تؤكد البطاش على ضرورة تحفيز النساء للانخراط في العمل السياسي والعمل ضمن الأحزاب لتعزيز قدراتهم وكفاءاتهم. تبرز الحاجة إلى سن قوانين تضمن تمثيلية سياسية دائمة للنساء، مثل اعتماد “اللائحة المخططة” التي تركز على التناوب بين الجنسين، لضمان حضور النساء الفعلي في مراكز اتخاذ القرار.

يسلط المقال الضوء على ضرورة التفكير المعمق في سبل تعزيز مشاركة النساء في الحياة السياسية وتمكينهن من الوصول إلى مواقع القرار لخلق بيئة سياسية أكثر توازنًا وإنصافًا.

التعليقات مغلقة.