المجموعة الغانية “سيبيريوا” تأسر جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
وقاد العرض الفنان المخضرم جون كوامي أوسي كورانكي، أحد أبرز رموز آلة “سيبيريوا” – وهي آلة وترية تجمع بين الهارب والعود، إلى جانب كريستوفر أموتورنيور على آلة “برمبنسيوا” (وهي كاجون-لاميلوفون)، والأمير تشارلز إغان على الإيقاعات، مقدمين أمسية تميزت بألوان إفريقيا الزاهية التي يسلط عليها المهرجان الضوء من حيث جمالها وتنوعها وحيويتها وعمقها الروحي.
وتميزت الفرقة بتقديم جوهر هذا الفن الغاني العريق متعدد المعاني، حيث أبدعت بإيقاعاتها الآسرة من خلال مجموعة من الآلات الإيقاعية مثل البرمبنسيوَا، والمصافحات، والكاستانييت، و”الأدينكوم” (نوع من القرع)، والجرس، والناي.
و يعد جون كوامي أوسي كورانكي أحد الأسماء البارزة في موسيقى “سيبيريوا”، وقد بدأ تعلمها على يد جده. وتعود أصول هذه الآلة إلى منطقة الساحل الشمالي، وازدهرت على مدى قرون في صفوف العديد من المجموعات العرقية من الأكان، قبل أن تتراجع شعبيتها في بداية القرن العشرين بسبب انتشار آلة الغيتار القادمة من السواحل بفعل الاستعمار الأوروبي.
وقد اهتم أوسي كورانكي بكيفية تطور أساليب العزف على آلة سيبيريوا في غرب إفريقيا، بتأثير من اللغة والرقص والإيقاع وفلسفة الأكان.
ولعبت آلة سيبيريوا دورا مركزيا لسنوات طويلة في الحياة القروية في غانا، ويُذكر أن عالم الموسيقى الإثنية الغاني الشهير كوابينا نكيطيا دعاه سنة 1996 للتدريس بجامعة غانا، واعتبره حافظا لتراث مهدد بالاندثار.
ومنذ ذلك الحين، كرس أوسي كورانكي حياته لإحياء هذه الآلة، سواء من خلال التعليم أو البحوث الجامعية أو العروض الفنية مع فرق موسيقية مرموقة، وحتى من خلال ابتكاراته الخاصة، إذ أضاف أوتارًا جديدة ليصل عدد أوتار آلته إلى أربعة عشر.
التعليقات مغلقة.