تعتبر المحطة الطرقية نقطة سوداء داخل المدار الحضري لمدينة الشماعية، حيث يعاني هذا المرفق من الإهمال والعشوائية في التدبير بسبب السياسات غير الواضحة التي تنهجها المجالس الجماعية التي تعاقبت على تدبير الشأن المحلي.
حيث تعرف هاته المحطة غيابا تاما لأبسط الشروط الأساسية لخدمة المسافرين، حيث يستقبلك الباب الرئيسي برائحة تزكم الأنوف جراء محدودية، إن لم نقل انعدام الصيانة الدورية داخل أروقة المحطة التي لها عداوة قائمة مع النظافة، وما أن تلج ردهاتها حتى تجد نفسك داخل ظلام دامس وبصيص نور ينبعث من الباب المقابل والمؤدي إلى رصيف الحافلات حيث لا توجد البنية التحتية للاستقبال.
بهو المحطة عبارة عن جسر بين البابين، جسر تغيب فيه الشبابيك ومواعيد دخول وخروج الحافلات وتطغى فيه العشوائية على أي مظهر ٱخر.
ينشط في هذا البهو ثلة من الناس الغرباء الذين يتسكعون هناك، تخال لوهلة أنك بصدد الدخول لأحد أحياء العصابات في كولومبيا، حيث أن المسافر عرضة “للكورتية” وعالمهم الخاص البعيد كل البعد عن تقديم خدمة نقل سوية وتستجيب للمعايير المعمول بها.
مراحيض تعود لثمانينيات القرن الماضي، لا تتوفر فيها أدنى شروط النظافة، فبالرغم من المجهود الأحادي الذي يقوم به بعض ممن اتخذوا من المراحيض مصدرا لرزقهم، لا تزال هذه المراحيض بعيدة كل البعد عن انتظارات المسافر، وهو الذي يؤدي مقابلا ماديا مقابل هذه “الخدمة”، وفي ركن غير بعيد، هناك دكان أو إثنين يقدمان “خدمات” للمسافرين في حلة يغلب عليها طابع البداوة، وكأن الزمن توقف داخل المحطة، التي لم تعرف قط صباغة ولا ترميما أو صيانة، فقط رتوشات من هنا وهناك هدفها تغطية الغبار وإخفاء الأوساخ التي لا زال أثرها باديا إلى الآن.
وأنت تلج رصيف المحطة وتبتعد عن رائحة البيض والسمك التي تتلاشى رويدا رويدا، وما أن تلج إلى رصيف الحافلات حتى تزكم أنفك روائح “البول” القادمة من جنبات المحطة التي تتحول إلى فضاء مفتوح لقضاء الحاجة بشكل “ٱمن”، فالمسافر يقف منتظرا حافلته التي قد تلج الرصيف في أي لحظة.
وتنتظر ساكنة الشماعية تحرك المجلس الجماعي المنتخب حديثا، لفتح ملف هذه النقطة السوداء والتخلص منها، وبناء محطة جديدة بوعاء عقاري جديد، أو إعادة هيكلتها بمعايير جديدة ترقى لتطلعات المواطن الحمري، وأي زائر لهذه المنطقة الشريفة.
التعليقات مغلقة.