بقلم: الحسن اعبا
كثرت الدراسات وتنوّعت، تقاربت التعريفات وتباعدت… ولا عجب في ذلك، فالأسطورة شغلت الكثير من المفكّرين والباحثين لما اختزنته من ألوان الفكر الإنسانيّ عبر التاريخ، ولما حملته من هواجس المجتمعات وهمومها، ولا شكّ بأنها أعطت صورة صادقة عن طرائق التفكير الإنسانيّ وتناميه، وصاغت مخاوف الحضارات ومطامحها على شكل قصّةٍ أو حكاية أو حادثة.
يراها الفيلسوف الفرنسي بول ريكور حكاية تقليدية تتعلق بأحداث وقعت في الزمـن الأول ومخصصـة لتأسيس الفعل الشعائري، وبشكـل عـام تأسيس كل أشكال الفكر، ومن خلالها يفهم الإنسان عالمه الداخليّ. ويرى عالم الاجتماع الإنكليزيّ برونسلاف مالينوفسكي في الأسطورة واقعاً معيشيا، وليس حكاية، إنها حـدث وقع فـي فترة قديمة جداً، ولا يزال يمارس تأثيرَه على العالم وعلى المصائر البشرية.ولطالما احتلت المرأة مكاناً رئيسياً في الأساطير والقصص الشعبية من مختلف الحضارات، كامرأة محاربة وأم على حد سواء، وهنا في أعجمي سنذكر لكم أهم النساء في علم الأساطير حول العالم.
ومن أهم الأساطير الأمازيغية التي تتعلق بالمرأة هي أسطورة..تارير.. نعم هي أسطورة شفوية قديمة متوارثة أبا عن جد..تشبه إلى حد كبير تلك الأسطورة المغربية..عيشة قندوشة.. وفعلا تختلف الروايات والحكايات عن هذه المرأة الجنية الخرافية..كما يختلف معها طريقة السرد لكن رغم دلك فالموضوع لا يختلف. فمن هي تارير؟
هي كما قلنا حسب الروايات امرأة وفي نفس الوقت تتحول إلى جنية شرسة، وتقول الروايات إنها تشبه إلى حد كبير “عيشة قندوشة” لكن هده الأخيرة كما يقول البعض قبيحة المنظر وشرسة ولها ثدي كبير، لكن هده الأخيرة تمتاز بسرعة البداهة وتعرف الاسم الحقيقي للشخص الذي تود الفتك به، كما تعرف اسم والديه جملة وتفصيلا، حسب الأسطورة فهي تبدو لك في وهلة امراة بشرية وتنادي باسمك الكامل، لكن عندما تقترب منها تتحول إلى جنية فهي لا تختار الوقت المناسب كالليل كما نجد في أسطورة عيشة قندوشة، بل يمكن أن تخرج لك ليلا أو نهارا.
وتقول الأسطورة كذلك إن العدو اللدود لهده الجنية البشرية هو الكلب، حيث يمكن مثلا أن تتحول هذه الأخيرة إلى اللامرئي بالنسبة للإنسان أما الكلب هو الوحيد من الحيوانات هو الذي يستطيع أن يراها ويتبعها إلى النهاية، أي حتى يقضي عليها، لكن رغم دلك فالكلب بدوره عندما يعود يلفظ أنفاسه الأخيرة ويموت.
المصادر وقراءات إضافية:
• ادموندز ، لويل ، أد. “مقاربات للأسطورة اليونانية” الطبعة الثانية.
بالتيمور: مطبعة جامعة جونز هوبكنز ، 2014.
- جراف ، فريتز “الأساطير اليونانية: مقدمة”. عبر: ماريير ، توماس.
بال تيمور: مطبعة جامعة جونز هوبكنز. - دليل الأساطير اليونانية.” لندن: روت ليدج، 195
- وودا رد، روجر. “رفيق كامبريدج إلى الأساطير اليونانية.” كامبريدج:
مطبعة جامعة كامبريدج ، 2007. - أسطورة شفوية قديمة على وشك الانقراض، نشرت بجريدة تاويزا عام 1998، رويت بلسان كل من تودة اعبا، المحجوب اهوكار، احمد اهريض، أسطورة منتشرة بقبائل ايت واوزكيت تازناخت الكبرى نموذجا .
التعليقات مغلقة.