أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

“المرابط” سفيرة الراصد الوطني للنشر تفتح باب السجون لإطلاق سراح الخيال والإبداع

أصوات

استفاد نزلاء السجن المحلي بأصيلة من ورشات القراءة والكتابة الأدبية، وذلك في إطار برنامج “سجون بدون عود”. الذي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. قصد إصلاح السجون في المغرب، وتقليل نسبة العودة إلى الجريمة بين السجناء السابقين.

هذا وانطلقت الورشات داخل ذات السجن، بتنسيق بين جمعية الراصد الوطني للنشر وبين إدارة السجن المحلي بأصيلة. حيث أشرفت القاصة “فاطمة الزهراء المرابط” على تأطير هذه الورشات في جو طبعه الحماس والرغبة في إطلاق العنان للإبداع، عرفت فيه “المرابط” كيف تفجر ينبوع أقلامهم، لتتدفق الحروف وتفيض معانيها.

هذا وكان الهدف من هذه الورشات اكتشاف الطاقات المبدعة في السجون. والتحفيز على القراءة والكتابة، وفك العزلة عن النزلاء بالمؤسسات السجنية. حيث تقوم أشغالها على تشجيع النزلاء والنزيلات “الكبار” و”الأحداث” على القراءة والتحسيس بأهميتها في جميع مناحي الحياة(الاجتماعية والثقافية والدراسية).

واختارت “المرابط”، التركيز على الكتابات السردية، والقصة القصيرة خاصة، لسهولة تلقين آلياتها إلى المستفيدين من الورشة.

وارتباطا بذات السياق، فقد انقسمت الورشة السالفة الذكر إلى حصتين: “حصة أولى” في شق نظري، قدمت من خلاله “فاطمة الزهراء” تعريفا لماهية القصة القصيرة وأوجه تشابها واختلافها مع الأجناس الأدبية الأخرى كـ(الرواية، الحكاية، الرحلة…)، وخصائصها وتقنيات كتابتها. وذلك عبر إشراك المستفيدين في النقاش وإعطاء أمثلة وشرح مفصل لكل العناصر التي تعتمد عليها القصة.

وخصصت ذات القاصة، الحصة الثانية للتطبيق ومراجعة محتوى الحصة الأولى، استعانت المؤطة بمقطع حكائي من “ألف ليلة وليلة” لشهرزاد، قصد التأكد من تمكن المستفيدين من الحصة النظرية الأولى.

وشرع بعدها المستفيدين في إنتاج القصص القصيرة بشكل منفرد. واختتمت “القاصة المرابط” الورشة بإلقاء النصوص التي تم إنتاجها، حيث سيتم إلقاء هذه النصوص بعد تنقيحها من طرف السجناء في أمسية خاصة بالقصة.

وصرحت رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة، “فاطمة الزهراء المرابط”، لجريدة “أصوات”، في سياق حديثها عن هذه الورش، “تأتي هذه الورشات في إطار التحفيز على القراءة، واكتشاف المواهب والطاقات المبدعة في المؤسسات السجنية. وقد انطلقت تجربة “الراصد الوطني للنشر والقراءة” في المؤسسات السجنية سنة 2017، حيث أشرف على تأطير مجموعة من الورشات بطنجة والعرائش والقصر الكبير وأصيلة. وكذا عقد مجموعة من اللقاءات الأدبية التي من شأنها فك العزلة عن النزلاء والنزيلات، بحضور ثلة من المبدعين المغاربة. كما أسهمنا في تعزيز مكتبة المؤسسات السجنية بمختارات من إصداراتنا”.

وأضافت رئيسة الراصد الوطني للنشر والقراءة، “انخرطنا مؤخرا في برنامج الملتقى الصيفي للأحداث، حيث أشرفنا على تأطير الناشئة. والآن نحاول تنفيذ سلسلة من الورشات واللقاءات الأدبية طيلة موسم 2024-2025، بتنسيق مع السجن المحلي بأصيلة، في إطار برنامج “سجون بدون عود”.

وقالت ذات المتحدثة حول هذه اللقاءات التي يشرف الراصد الوطني على تأطيرها، “نعتبرها إنسانية أكثر منها أدبية، لأنها تفك العزلة عن النزلاء وتدخل الفرحة على قلوبهم. كما أننا نكتشف من خلال هذه اللقاء مجموعة من المواهب في أجناس أدبية مختلفة. ونستمتع بقراءة نصوص إبداعية تتميز بالخيال الواسع والأحداث المثيرة والمشوقة وخاصة في القصة القصيرة”.

التعليقات مغلقة.