المرأة في الأساطير الأمازيغية القديمة.. أسطورة فج العروسات الثلاثة. اسطورة..تيزي ن تيسلاتين
tamvart zv tnqsisin n tmazivt taqburt…tanqsist..n tizi n tislatin
بقلم: الحسن اعبا
حتى وقت قريب واظب دارسو الأساطير على دراستها وتحليل وظائفها ودلالاتها في ضوء مناهج مختلفة، طبيعية واجتماعية وسيكولوجية وبنيوية.
في هذا العالم المكون من آلهة وأنصاف آلهة كان وجود البشر فيها مجرد عنصر مكمل، على الرغم من أن مؤلفيها المجهولين من البشر.
تعددت هذه الأساطير بتعدد الثقافات التي أنتجتها، ولذلك عمل المنهج المقارن على مقاربة هذه الأساطير لمعرفة عناصر الاختلاف والائتلاف فيها، للوصول إلى الجامع المشترك في التصور والمراحل التي مرّ فيها تطور العقل البشري في الحضارات القديمة.
في هذا السياق كانت المرأة آلهة الخصب والجمال هي الأكثر انتشارا في هذه الحضارات، لكن وظيفة الآلهة الأنثوية ظلت تجمع بين عناصر القوة والخصب، مع هذا التحول أخذت الآلهة الأنثوية تختفي وتبدأ مكانة المرأة بالتراجع بصورة كبيرة، حتى أصبحت عنوانا للدنس والغواية.
لقد شكل هذا التحول المرحلة الأهم في تتويج السلطة الذكورية تاريخيا واجتماعيا وثقافيا؛ خوف الرجل الدائم من المرأة ظل ماثلا في وعي ولاوعي الرجل، لذلك ظلت المرأة في هذه الأساطير مزيجا غريبا من آلهة الحب والجمال والشر.
من خلال هذه الثنائية التي انطوت عليها رمزيتها، إلى جانب ما تمثله كأم وأخت وجسد مشتهى نشأ البعد الدرامي لهذه العلاقة الرمزية بأبعادها الضدية، وما انطوت عليه من تأثيم وتعظيم.
الأساطير القديمة انطوت هي الأخرى على هذه الثنائية الضدية، عشتار وباندورا، حواء وفينوس.
بالنسبة لليونانيين كانت المرأة مستبعدة ومتضمنة في آن، فالمرأة بالضرورة شريرة شيطانية لأنها لا تخضع للنظام، ومعظم الشياطين والجن في ناموس الآلهة اليونانية كانوا نساء (الأرينيات، الشيطانة ليسا).
والنساء فاسقات لأنهن لا يكبحن جماح شهواتهن ولا يضبطن أنفسهن، وهي الأشياء التي يستطيع الرجال عملها، وقد تجسد الرعب من الشره الذي تتصف به الجنسانية الأنثوية، في الأسماء التي شاع إطلاقها على العاهرات مثل «اللبوة أو النمرة» وهي أسماء تطلق في مجتمعاتنا حتى هذا الوقت تحت المعنى نفسه، واقتصر الهامش المتاح لهن في الثقافة والمجتمع الذكوريين على الولادة والغزل والطهي، بينما يتم إقصاؤهن عن المجالات الاقتصادية والسياسية، ولم يكن للنساء أي إرادة تذكر في اختيار أزواجهن، سواء كن عذارى أو أرامل، وتعامل معهن النظام الاجتماعي باعتبارهن مجرد وسائل لنقل الملكية وتوريثها، ولم يتمتعن بأي حق في التصرف أو إدارة ما ورثن من تركات، وقصر دور النساء على أداء الشعائر الدينية، والإشراف كذلك على عمليتي الولادة والوفاة، باعتبارهما من التجارب الانتقالية، أي أن الاناث يلعبن دور الوسيط للدخول إلى الظلمة (الوفاة) والخروج منها (الميلاد)، وحسب المفهوم الذكوري فإن أهلية النساء للتوسط ومراقبة الانبثاق من العتمة، أو الرجوع إليها ترجع لقابليتهن للاتصال والتواصل مع كل ما هو ملوث نجس وفاسد.
اما في الاساطير الأمازيغية فهناك من الباحثين من يؤطر المجتمع الامازيغي في المجتمعات الأميسية القديمة، فهم على عكس مجموعة من الحضارات القديمة، فإن المرأة كانت تعبد من طرف الأمازيغ، بل هي السلطانة والملكة والقديسة..، وهناك في المغرب الكثير من الأساطير المختلفة التي تتحدث عن العروسة الصخرية او العروسات اللواتي تحولن الى صخور.
واليكم الاعظم من هذه الاساطير؛ ففي دوار “آيت إبراهيم” ب “تزنيت” توجد أسطورة “العروسة الصخرية” وبالضبط في قمة جبل هناك؛ ونفس الشيء ينطبق على أسطو رة “أزرو ن تسريث“، أو “صخرة العروس” التي تروي حكاية مثيرة متجذرة في مخيلة الحسيمة.
كثيرة هي الأماكن والمواقع التي تخفي حكايات وأساطير ووقائع تعود إلى عهود غابرة، و”أزرو ن تسريث” أو صخرة العروس، التي تقع على بعد حوالي 25 كلم جنوب مدينة “الحسيمة”، هي واحدة من هذه المواقع التي تروي حكاية مثيرة متجذرة في مخيلة سكان المنطقة.
ففي قلب الريف، وفي وسط طبيعي جذاب، تقع “صخرة العروس” التي ترسم إلى جانب صخور أخرى شكلا يشبه موكبا بشريا، مما شكل موضوع الكثير من الروايات والأساطير التي نسجت حول الموقع وتناقلتها الأجيال المتعاقبة.
وتحكي إحدى الاساطير المتداولة أن فتاة أرغمتها عائلتها على الزواج، وبينما كان موكب العروس في طريقه إلى بيت العريس تدخلت قوة قاهرة فتحول الموكب إلى صخور، فيما تحولت العروس إلى طائر أبيض اللون تمكن من اللجوء إلى الجبال البعيدة. وفي قرية “تامونوط” ب “آيت ؤبيال” ب “تاليوين” بعمالة واقليم “تارودانت” توجد فوق جبل ..اسطورة ..ادرار ن تيسلاتين..جبل العروسات .
نفس الشيء ينطبق على منطقة “تازناخت” وبالضبط بقرية “آيت داود ن ؤزگمرزي” توجد اسطورة.. “تيزي ن تيسلاتين..”، او “فج العروسات الثلاثة”..، فإليكم هذه الأسطورة؛ هل سمعتم يوما عن أسطورة “فج العروسات الثلاثة..”، وكيف تحول الموكب كله الى أحجار صماء..، ولماذا هذا المسخ؟ وكيف حدث هذا التحول..؟ وأين وقع ذلك حسب ماترويه الاسطورة الامازيغية…؟
لكن قبل هذا وذاك، لا بد أن ننقل لكم بعضا من هذه الأساطير القديمة، ثم نحاول أن نسرد لكم.. أسطورة “فج العروسات الثلاثة” وكيف تحولن هن والموكب الذي تبعهن الى صخور…
لطالما احتلت المرأة مكاناً رئيسياً في الأساطير والقصص الشعبية من مختلف الحضارات، كامرأة محاربة وأم على حد سواء، وسنذكر لكم أهم النساء في علم الأساطير حول العالم، “أرتميس”، أو “ديانا” في الآلهة الرومانية، كانت آلهة الحيوانات والصيد.
لربما كانت “أفروديت” أجمل الآلهة اليونانية، ولكن “أرتميس” كانت جميلة أيضاً، إضافة لكونها صيادة ماهرة بل تعد من أفضل قناصيّ اليونان القديمة.
ومن نساء الأساطير المصرية القديمة الذكيات، الأنيقات، والقويات، كانت “باستت” آلهة النار والقطط والمنزل والنساء الحوامل؛ ووفقاً لإحدى الأساطير، كانت تجسيداً لروح الآلهة “ايزيس”؛ كانت تسمى أيضاً “سيدة الشرق“.
كان ل”باستت” جانبان لشخصيتها، إحداها خاضعة والأخرى عنيفة، تظهر طبيعتها العدوانية والشرسة في روايات المعارك التي قيل إن الفرعون ذبح فيها عدوه كما تذبح “باستت” ضحاياها.
وزوجة الملك “آرثر” الأسطورية، وابنة الملك “ليودغرانس” وأميرة “كارميلايد”، وملكة “كاميلوت” الجميلة والحنونة.
ولكن لا أحد كامل، فقد تم اتهامها بالزنا ولومها على انهيار مملكة السلام بأكملها.
وهناك “مايا شاكتي” هي القوة الإلهية التي تبرز تطور العالم الحالي.
في الأدب الأسطوري الهندوسي، تم وصف “مايا” في سياقات عديدة، بالإضافة إلى “مايا شاكتي”، ترمز “مايا” أيضاً إلى شيطان كان مهندس الشياطين وخالق الفنون السحرية.
نعم يكتنز الجنوب الشرقي، ولا سيما “أيتواوزكيت” ب “تازناخت” الكبرى بعدة أساطير تتعلق أساسا بالمرأة الأمازيغية. فإن ذل هذا على شيء فإنما يدل أولا وقبل كل شيء على كون الأمازيغ ما هم إلا شعب “ءيميسي” نسائي بامتياز.
تقول الأسطورة، كانت هناك في إحدى القرى ثلاث بنات في ريعان شبابهن وهن أخوات، وكان العرف السائد آنذاك أن العروسة عليها ألا تخرج إلى دار زوجها إلا ليلا، وذات يوم نزل إلى القرية زعيم مع أحفاده الثلاثة يريدون الزواج من تلك البنات السابق ذكرهن, فتوافق أهل العروسات مع أهالي العرسان, ولما وصل موعد الزفاف (تامغرا) قرر أب البنات الثلاثة أن يخرج الموكب نهارا عوض الليل, لكنه لقي معارضة شديدة من طرف أهل القرية, لكن هذا الاخير تبرأ من أهل القرية وقرر إرسال حفيداته في موكب كبير نهارا.
تقول الأسطورة فلما وصل الموكب إلى فج بجبل قرية “تامونوط” ب آيت ؤبيال” المنتمية إلى “تاليوين” مسخ الموكب بأكمله وتحول كله إلى أحجار جامدة..
وكخلاصة عامة فإن للأسطورة لها دور وأهمية كبرى .
-
تفسير النظم والعادات الاجتماعية التي عاشها المجتمع آنذاك والظواهر الاجتماعية التي عاصرها وتوالي المواقف والقصص بمرور السنين.
-
ارتبطت ارتباطًا مباشرًا مع الدين في المجتمع اليوناني مفصلةً أصل وحياة الآلهة.
-
توجيه النصائح لسلوك طريق الحياة السعيدة.
-
المساعدة في حفظ الأحداث التاريخية، الحروب التي جرت والأماكن التي اكتُشفت من خلال إعادة سردها للحفاظ على ارتباط الناس مع أسلافهم.
-
المراجع
-
المراجع
، Greek Myths – What Are They? ، من موقع: www.greekmyths-greekmythology.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019
2 Mark Cartwright، Greek Mythology ، من موقع: www.ancient.eu، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019
3 ، 5c. Gods, Goddesses, and Heroes ، من موقع: www.ushistory.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019
4 James Varon، 10 Famous Greek Myths ، من موقع: historymonk.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019
legend”, www.dictionary.cambridge.org, Retrieved 21-6-2018. Edited. ↑ “Legend”, www.britannica.com, Retrieved 21-6-2018. Edited. ^ أ ب ت Richard Nordquist (19-4-2018), “What Is a Legend?”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
-
هده الاسطورة..مجسدة على صخور فوق جبل بقرية ايت دواد ن ؤزگمرزي بجماعة وسلسات تازناخت ورزازات المغرب
-
الاسطورة رويت بلسان المرحومة ايت سالم فاضمة ونشرت بجريدة تاويزا عام 1999
التعليقات مغلقة.