أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

  المضيق الفنيدق: التعليم الأولي أصبح هاجسا للآباء و الأولياء وقيمة تربوية مضافة

 المضيق الفنيدق / خولاني عبد القادر

توسع قاعدة التعليم الأولي بطريقة متسارعة

 التعليم الأولي أصبح هاجسا للآباء و الأولياء و قيمة تربوية مضافة

إنشاء 64 حجرة لاستقبال 2361 تلميذ(ة) و توفر 110 مربية

مباشرة بعد أن تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس 07 أكتوبر 2021، بتعيين السيد “شكيب بنموسى” وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ضمن حكومة السيد “عزيز أخنوش”، خلفا للسيد “سعيد أمزازي” الذي كان وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بدأت تطفو على السطح من جديد و تتوسع قاعدة التعليم الأولي بطريقة متسارعة و سلسة، سواء على مستوى الموارد البشرية أو التكوينات أو إنشاء حجرات و أقسام دراسية أو على مستوى تزايد عدد التلاميذ المتمدرسين بالتعليم الأولي وحتى الجمعيات المهتمة بالتعليم الأولي ..

 

الموضوع الذي أصبح يشكل هاجسا تربويا للآباء و الأولياء و قيمة مضافة للمديريات الإقليمية و الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين، و مرحلة تربوية أساسية ضمن المنهاج التعليمي تتكفل به مؤسسات التعليم الابتدائي، تهدف بالأساس  إلى ضمان أقصى حد ممكن من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة المتراوحة أعمارهم ما بين أربع سنوات و خمس سنوات، على أن يدوم السلك الأول من المدرسة الابتدائية سنتين،  لتدعيم مكتسبات التعليم الأولي وتوسيعها، وجعل كل الأطفال المغاربة عند بلوغ سن الثامنة، يمتلكون قاعدة موحدة ومتناسقة، مع تهيئهم جميعا لمتابعة الأطوار اللاحقة من التعليم، و ذلك قصد ولوج التعليم المدرسي، على أساس الدمج التدريجي للتعليم الأولي مع التعليم الابتدائي لتشكيل سيرورة تربوية منسجمة تسمى “الابتدائي”، مدتها ثمان سنوات وتتكون من سلكين/ السلك الأساسي الذي سيشمل التعليم الأولي، والسلك الأول من الابتدائي، من جهة، والسلك المتوسط الذي سيتكون من السلك الثاني للابتدائي، من جهة ثانية ،و ذلك قصد تعليم المبادئ الأولية للعقيدة الإسلامية و قيمها الأخلاقية و الوطنية و الإنسانية الأساسية،فضلا عن  تنمية مهارات الأطفال الحسية الحركية و المكانية الزمانية و الرمزية و التخيلية و التعبيرية ، مع التمرن السلس على الأنشطة العملية و الفنية، والتحضير الجيد لتعلم القـراءة و الكتابة باللغة العربية من خلال ضبط التعبير الشفوي، مع الاستئناس بالأمازيغية أو أي لهجة محلية أخرى و ذلك لتيسير الشروع في القراءة والكتابة…

 

و هذا الفعل يتم في إطار المجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية للمساهمة قدر الإمكان في تعميم التعليم الأولي لفائدة كل الأبناء المغاربة ، الإجراء التربوي الذي وضع المديريات الإقليمية للتربية الوطنية و التعليم الأولي والرياضة، و منهم على سبيل المثال لا الحصر المديرية الإقليمية المضيق الفنيدق، التي انخرطت في هذا الورش، تماشيا مع الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في اليوم الوطني حول التعليم الأولي، المنظم يوم  18  يوليوز 2018 تحت الرعاية الملكية  السامية بالصخيرات،  حيث جندت المديرية الإقليمية مختلف مواردها ووضعت برنامج عمل متكامل يرتكز على أساس توسيع قاعدة التكوينات المربيات، و كذا الاستفادة في صفوف أبناء المغاربة من خلال إنشاء مجموعة من الحجرات الدراسية بمختلف المؤسسات التعليم الابتدائي،  حيث عملت المديرية الإقليمية على إنشاء 64 حجرة  مستعملة لاستقبال 2361 تلميذ(ة) للتعليم الأولي و 3 حجرات في طور الإنجاز ، فضلا عن تواجد 105 قسما مخصصا للتعليم الأولي، مع  توفير الظروف الملائمة لتنمية المهارات الإدراكية و الشخصية و الاجتماعية  للطفل، مع ضمان المهنية في تدبير هذه الحجرات الدراسية للنهوض بالتعليم الأولي، وتتوفر المديرية على 110 مربية تتمتعن بخبرة ميدانية و نظرية جد مهمة في مجال التسيير البيداغوجي و التقني، زودتهم المديرية بكل الوسائل ذات المنفعة العامة و بوسائل المقاربة البيداغوجية و الشروط التقنية الملائمة لتوفير محيط جيد للتعليم الأولي و كذا تعزيز المهارات البيداغوجية و الدعامات التعليمية  الأساسية … كما انخرطت المديرية في البرنامج الوطني لتعميم و تطوير التعليم الأولي من خلال ربط اتفاقية شراكة إطار مع عدد من الجمعيات الإقليمية المهتمة بالتعليم الأولي من أجل  تعزيز و تطوير مشاريعها في هذا المجال …

 

علما أن  عمالة المضيق الفنيدق كانت قد سطرت برنامجا إقليميا طموحا مند سنة  2019، تضمن أشغال التأهيل والتجهيز وتغطية تكاليف التسيير لمدة محددة ، من أجل تعميم خدمات التعليم الأولي على الأطفال بالوسطين الحضري والقروي، العملية التي دخلت في إطار مجهودات المبذولة ،لتعزيز مكانة  التعليم الأولي داخل المؤسسات التعليمية بالمضيق الفنيدق ، أعد لها اتفاقية شراكة لتسيير مجموعة من وحدات التعليم الأولي، بشراكة مع المديرية الإقليمية للتعليم ، والجماعات الترابية، و ذلك لتحقيق تعميم الاستفادة من التعليم الأولي وضمان جودته و مجانيته للأطفال التي تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وخمس سنوات.

و في هذا الإطار عقد المكتب التنفيذي للفيدرالية المغربية للتربية والتعليم الأولي، يوم الأحد 23  يناير الجاري، اجتماعا، انصبت أشغاله، على تدارس استكمال هياكل الفيدرالية، ووضع استراتيجية عمل محكمة، تعتمد في استراتيجيتها  التواصل والانفتاح على باقي الفاعلين من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وغيرها، كما تمت مناقشة وضعية آلاف المربيات، حيث تم الاتفاق على العمل على تحسين وضعيتهن،  مع المساهمة في تعميم التعليم الأولى خصوصا بالعالم القروي.

 

وتندرج هذه الاستراتيجية، في صلب التوجهات الملكية والأهداف المعلنة في القانون الأساسي للفيدرالية، الذي يتضمن خطة عمل محكمة، و من ضمن خطوطها، الترافع على قضايا التعليم الأولي لدى كل المتدخلين والمهتمين بالشأن التعليمي، محليا وجهويا ووطنيا ودوليا، مع تقوية مجال التعاون والشراكة بين مختلف القطاعات العاملة في المجال التعليم، فضلا عن تنظيم لقاءات دراسية وندوات ومحاضرات في مختلف مجالات التعليم الأولي، ثم المشاركة في الملتقيات والتظاهرات الوطنية والدولية للتعريف بدور التعليم الأولي في المنظومة التربوية.

 

كما أصدرت الفيدرالية المغربية للتربية والتعليم الأولي، خلال مؤتمرها الوطني التأسيسي الذي انعقد بالدار البيضاء، يوم السبت 8 يناير الجاري، تحت شعار ” التعليم الأولي، رافعة أساسية لتحقيق الدولة الاجتماعية”، مجموعة من التوصيات، تضمنت أهمية التعليم الأولي داخل المنظومة التعليمية، باعتباره الأساس المتين لبناء المدرسة المغربية الجديدة، ومرجعا أساسيا لتعميم التعليم ببلادنا، وخلق الإنصاف بين مختلف التلاميذ ، مع التأكيد على ضرورة انخراط الفاعلين في هذا الورش الوطني الهام …

التعليقات مغلقة.