احتفلت الجالية المغربية المقيمة بمنطقة مكسيكو سيتي أمس الجمعة بعيد الاضحى في فضاء للعبادة تمت تهيئته للمصلين الذين حجوا بكثرة لأداء صلاة العيد.
وبدأت الأسر المغربية المقيمة في مكسيكو استعداداتها للاحتفال بالعيد في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة، حيث تم التزيي بالملابس التقليدية المعبرة عن ثقافة البلد واقتناء أضحية العيد مسبقا لدى أحد المربين بضواحي المدينة، كل ذلك من أجل توفير أجواء خاصة بهذا اليوم الذي يختلف عن سائر الأيام.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد إمام مسجد مكسيكو، سعيد الوهابي، وهو متجرم مغربي يقدم الخطبة باللغات العربية والاسبانية والانجليزية لتوضيح تعاليم الاسلام لكافة المسلمين بالمكسيك، إن عيد الأضحى “مناسبة ذات حمولة دينية واجتماعية بالنسبة للمغاربة والمسلمين عموما بالمكسيك، والذين يحرصون على الاحتفال بها بشكل جماعي في جو مفعم بالفرح وروح التآخي والمشاطرة، واستحضار التقاليد الاسلامية الاصيلة”.
ويجري الاحتفال بعيد الأضحى، الذي يكتسي طابعا رسميا، بحضور ممثلي السلطات المحلية الذين تتم دعوتهم من قبل جمعيات الجالية ومن بينها المركز التربوي الخاص بالجالية المسلمة الذي يديره السيد الوهابي.
وقال الإمام المغربي المقيم بالمكسيك منذ سنة 1994 ” نعمل منذ سنوات على تخصيص هذا الفضاء للسماح لأكبر عدد من المصلين بإقامة صلاة العيد”، مشيرا الى أن عدد الأشخاص الذين يحيون هذه الشعيرة الدينية يتزايد سنة بعد أخرى، بما في ذلك المكسيكيين”.
واعتبر أن هذا الأمر يتيح للمغاربة فرصة اللقاء بالجاليات المسلمة الأخرى (الفلسطينيون، الأردنيون ، المصريون والباكستانيون).
وتميز برنامج الاحتفال بالعيد الذي شكل نحر الأضاحي بإحدى الضيعات في منطقة تيكسكو (30 كلمتر شرق مكسيكو) أهم لحظة فيه، بتقاسم الوجبات مع الضيوف من الساكنة المحلية الذين قدموا من أجل مشاطرة المسلمين احتفالهم بهذه المناسبة.
وتقاسم عشرة من الشباب المنحدرين من المغرب ومصر والجزائر، وجبة مع عشرين شخصا من الضيوف المكسيكيين بينهم نساء ورجال وأطفال.
ولخص مغترب مصري أضفى بروحه المرحة جوا من المرح على الحفل، كنه هذه اللحظة بالقول ” يمكن لأربعة أشخاص أن يتقاسموا وجبة أعدت لشخصين، أليس كذلك؟ لسنا هنا من أجل الأكل بل للاحتفال والمشاطرة”.
ومن أجل الاحتفال بالعيد وتقاسم لحظة فرح وعودة إلى الأصول، تجشمت العديد من الاسر المغربية عناء التنقل من مناطق بعيدة عن العاصمة مكسيكو وخاصة من كويرنافاكا، كيريتارو وبويبلا، كما هو الحال بالنسبة لرشيد المقيم في كوارنافاكا والذي أكد أنه ” على الرغم من بعد المسافة، تنقلنا الى هنا لنعيش أجواء العيد و الإلتقاء بالأصدقاء المغاربة”.
وتقوم الجمعيات الممثلة للجاليات المسلمة بالمكسيك بهذه المناسبة، بتوزيع لحوم الأضاحي على المعوزين من أبناء البلد، وذلك تعبيرا عن التضامن والاخوة الانسانية.
وقد أكد الإمام في خطبة العيد أن عيد الأضحى “هو أكثر من مجرد حدث ديني، إنه احتفال أسري واجتماعي كبير يعبر عن قيم التراحم والسخاء والتآخي”.
وقال إن “العطاء والإحسان إلى الآخر يعد قاعدة جوهرية لدى المسلمين، تكتسي أهمية أكبر في هذه المناسبة الدينية”.
من جهته، قال “عيسى” وهو مواطن مكسيكي اعتنق الإسلام ويمول توزيع مئات الأضاحي على الفقراء “إن العيد يتيح لنا فرصة التقرب إلى الله من خلال التصدق على الفقراء”.
وتفيد مديرية الإحصاء بالمكسيك بأن عدد المسلمين الذين يحيون هذه الشعيرة الدينية ،بما فيهم الذين اعتنقوا الاسلام، يصل الى 12 ألف.
خالد الحراق: م.و.م.ع.أ
التعليقات مغلقة.