شدد جلالة الملك محمد السادس، في خطاب ألقاه، اليوم، احتفاء بالذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، على أهمية تخليد هاته الذكرى والسياق التاريخي الذي جاءت فيه، معتبرا أن المرحلة الراهنة هي حاسمة في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، وبناء الإنسان، وتوفير كل مستلزمات التنمية الشاملة وضمنها الاجتماعية.
واعتبر جلالته أن المسيرة الخضراء المظفرة قد أشرت على استعادة الأرض، لكنها فتحت تحديات كبرى كان على المغرب ركوبها والفوز فيها، وأهمها ضمان كرامة المواطن المغربي عامة، والمواطن الصحراوي خاصة.
وارتباطا بهاته التحديات خاض المغرب معركة كبرى لنقل الصحراء من واقع التأخر التنموي إلى مرحلة التقدم وتحقيق إقلاع فعلي في إطار التوزيع العادل للتنمية، معتبرا جلالته أن هذا الرهان هو جزء من الكفاح الوطني عن مغربية الصحراء، وهو ما يقتضي خوض معارك على كافة الأصعدة السياسية الدبلوماسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وضمنها وضع أسس بنية تحتية مجتمعية أساسية وبناء الإنسان في هاته الربوع الغالية للحاق بركب التنمية الشاملة على الصعيد الوطني.
وفي هذا السياق فقد أشاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس بما تم تحقيقه في المجال الاجتماعي والثقافي الذي تميز بتحقيق عدة إنجازات همت مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.
ومواصلة لهذا التحدي في أفق ربحه كمشروع وطني فقد فقد دعا جلالته القطاع الخاص إلى مواصلة النهوض بالاستثمار المنتج بهذه الأقاليم، لا سيما في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، وفتح آفاق جديدة أمام الدينامية التنموية التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية، لا سيما في القطاعات الواعدة، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة.
وذكر جلالته في هذا السياق بما تحقق في باب خلق مناصب الشغل من خلال دعم مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، وهو الأمر الذي مكن من توفير آلاف مناصب الشغل لأبناء المنطقة.
وتخصيص وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار، بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب، من أبناء المنطقة، مساهمة في دعم مبادرات هؤلاء الشباب مساهمة منهم في التنمية وتمكينا لهم من موارد قارة تستجيب لحاجياتهم الاجتماعية.
كما ذكر جلالته بما شهدته هاته الأقاليم من تطور على المستوى الاجتماعي والثقافي، عبر عدة برامج تم تنزيلها والتي طالت مجالات أساسية في حياة الإنسان الصحراوي على المستوى الصحي والتعليمي وفي مجال التكوين وربطه بالتنمية، وإطلاق مشاريع دعم لمبادرات التشغيل الذاتي.
وأكد جلالته أيضا على السياسة التي تم اعتمادها في مجال النهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة، والتتم تضمينها ضمن دستور 2011 باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات الهوية الثقافية ليس للصحراء فقط بل لمجموع التراب الوطني، ودعمها ماديا ومعنويا لتترسخ كأساس من أسس الهوية المغربية الأصيلة.
التعليقات مغلقة.