أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

لقاء بمراكش يناقش تحديات هندسة المناظر الطبيعية

جريدة أصوات

نُظم اليوم الخميس بمراكش، لقاء خُصص لمناقشة التحديات المرتبطة بهندسة المناظر الطبيعية والحلول التي تضمن استدامتها من خلال دراسة حالة واحة النخيل بالمدينة الحمراء.

 

 

 

 

 

ويندرج هذا اللقاء في إطار الأسبوع العلمي الذي تنظمه المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش بشراكة مع جامعة هارفارد الأمريكية (19 -23 فبراير)، والذي يعد فرصة للعمل مع الفاعلين الترابيين والمختصين والأكاديميين والفاعلين الجمعويين والمواطنين على تطوير سبل هندسة المناظر الطبيعية بالمدينة.

وشكل اللقاء الذي عرف مشاركة طلبة من جامعة هارفارد، مناسبة لتعميق المعارف وتبادل التجارب بين هؤلاء الطلبة ونظرائهم من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية وكذا مع الأساتذة والخبراء في المجال.

وتناول اللقاء عدة محاور ذات أهمية بالنسبة للتنمية الحضرية بمراكش وبالمملكة بشكل عام، ويتعلق الأمر بالتعمير والهندسة المعمارية والمآثر التاريخية، والمحافظة على البيئة وخاصة واحة النخيل التي تشكل أحد المكونات الأساسية لهوية المدينة الحمراء وإحدى الواحات الأكثر جمالا على الصعيد الوطني، والذي حظي بعناية ملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأوضح عبد العزيز بلقزيز، الأستاذ بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يعد مناسبة لطلبة جامعة هارفارد والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية للتبادل فيما بينهم حول التجارب المرتبطة بهندسة المناظر الطبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب للخروج بتصور بشأن المحافظة على المآثر التاريخية والمعمار المغربي وواحات النخيل التي تعتبر تراثا طبيعيا.

وأكد على ضرورة حماية وتثمين واحات النخيل في ظل توالي فترات الجفاف وندرة المياه التي تشهدها المملكة، مع العمل على إعادة استعمال المياه العادمة في مجال سقي هذه الواحات لضمان استدامتها ومقاومتها لآثار التغيرات المناخية.

من جهته، أكد ستيفان تيشير، أستاذ هندسة المناظر الطبيعية بجامعة هارفارد، على الدور المحوري الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في توحيد جهود مختلف الفاعلين على المستوى الوطني، في مجال حماية البيئة، مبرزا الجهود الكبيرة المبذولة والأوراش الكبرى المفتوحة من أجل حماية وتنمية واحات النخيل بمراكش.

وأشار في هذا السياق، إلى أن مرصد واحة النخيل قام بأنشطة مهمة من أجل حماية هذا التراث الألفي من خلال على الخصوص، إرساء دينامية حقيقية للتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأضاف أن اللقاء يتيح فرصة مناقشة الإكراهات والإشكاليات القائمة حاليا على مستوى واحة النخيل من قبيل ندرة المياه وتأثير التغيرات المناخية على هذا الفضاء، وأيضا إبراز الجهود والأنشطة الرامية إلى تجاوز هذه التحديات، فضلا عن تطوير مشاريع في إطار من التكامل مع الأنشطة المنجزة من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، واقتراح حلول بيئية واجتماعية من شأنها المساهمة في إعادة تأهيل وحماية واحة النخيل بمراكش من التدهور.

من جانبه، أوضح عزالدين ازيان، الباحث في السياسات الحضرية والهندسة المجالية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الندوة تسعى لتحقيق الإلتقائية بين المؤسسات المتدخلة في واحات النخيل والوقوف على مكامن الخلل والمخاطر وكذا استشراف المشاريع المستقبلية للحفاظ على هذه الواحات في ظل نقص المياه، وكذا البحث عن طرق بديلة لضمان استدامة هذه المناظر الطبيعية. 

وأضاف أن اللقاء الذي يعرف مشاركة ممثلين عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومرصد واحة النخيل والوكالة الحضرية لمراكش والمجلس الجماعي، يعد أيضا فرصة للطلبة للالتقاء والتبادل مع عدد من المتدخلين بهدف تملك مجموعة من السلوكات والآليات والمهارات والقدرات في مجال هندسة المناظر الطبيعية.

وأبرز من جانب آخر، الدور الإستراتيجي للمؤسسات التعليمية والجامعات في مواكبة القضايا الراهنة التي تعاني منها المدينة والتي تشكل أولوية بالنسبة للمواطنين والمواطنات والمؤسسات العاملة في هذا المجال.

ويعرف هذا الملتقى العلمي تنظيم لقاءات علمية وورشات وزيارات ميدانية لمجموعة من الفضاءات بالمدينة الحمراء.

التعليقات مغلقة.