حين تستضيف المملكة المغربية العريقة كأس الأمم الإفريقية، فإنها لا تنظم بطولة فقط، بل ترسم صفحة مجد في تاريخ القارة. وتعيد بالتالي التذكير بريادة بلد صنع من الرياضة رسالة قوة. ومن كرة القدم أملاً مشتركاً لكل مغربي.
إنها لحظة تاريخية، وقد آن الأوان أن لا تخرج الكأس من تراب هذا الوطن. لأن المغرب بكل تفاصيله، ملكاً وشعباً ومدرباً ولاعبين، يستحق أن يتوّج على أرضه وبين جماهيره.
نحن لا نملك فقط ملاعب من طراز عالمي ولا تنظيم يفوق التوقعات. بل نملك الإيمان. نملك جيلاً من اللاعبين علموا العالم أن المغرب ليس مجرد مشارك، بل منافس شرس لا يعرف المستحيل.
من كأس العالم 2022 إلى الآن، كتب الأسود ملحمة بطولية جعلت كل شعوب الأرض تحترم هذا القميص الأحمر والأخضر. فكيف لا نحلم، وكيف لا نطالب بهذه الكأس أن تبقى في المغرب. كأقل ما يمكن أن نقدمه هدية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، راعي الرياضة، وملهم الأمل، وسند كل شباب هذه الأمة.
إن المنتخب المغربي ليس مجرد فريق، بل هو روح شعب ونبض أمة ووجه حضارة.
الأكيد أن المدرب الوطني “وليد الركراكي” أعاد الثقة والروح والانضباط. وجعل بالتالي من كل لاعب محارباً يرفض الانكسار.
اليوم، لا عذر لأحد، فكل الظروف مهيأة وكل القلوب تدعو. وكل العيون تترقب فرحة وطنية نحتاجها في هذا الزمن.
لكن الطموح لا يقف عند حدود كأس أمم إفريقيا فقط، فالتاريخ لا يُكتب بالتتويج لمرة واحدة. بل بالاستمرارية في المجد. ضمنها حضور قوي في كأس العالم 2026 التي ستُقام في “أمريكا” و”كنداط و”المكسيك”. ولاحقا ثم كأس العالم 2030 التي سيكون فيها المغرب شريكاً في التنظيم. الامر ليس مستحيلا، بل ممكن جداً إذا آمنا بقدرتنا. واشتغلنا على التفاصيل الصغيرة وواصلنا الاستثمار في الأكاديميات والبنية والكوادر الوطنية.
لماذا لا نحلم أن يكون المغرب أول دولة إفريقية تفوز بكأس العالم؟. ما الذي ينقصنا؟. لدينا كل المقومات: المهارة، الطموح، الجمهور، الدعم الملكي والروح القتالية. فقط نحتاج إلى الاستمرار، إلى الحلم الكبير، إلى أن نربي الأجيال على الثقة في النفس، وعلى أن المغربي إذا قرر، فعل.
إن الوقت قد حان لإسعاد هذا الشعب الذي انتظر كثيراً وبذل كثيراً وصبر كثيراً. وقت الفرح يجب أن يبدأ من الآن ويجب أن يكون التتويج في كأس إفريقيا بوابة الحلم الكبير.
كأس إفريقيا يجب أن يبقى في المغرب ويُهدى للملك ويُهتف باسمه في كل زاوية من هذا الوطن. أما كأس العالم، فهي ليست بعيدة، إنها فقط في الانتظار… في انتظار منتخب يُصنع معجزة اسمها: “المغرب”.
التعليقات مغلقة.