شجب “المنتدى المغربي للديمقراطية وحقوق الإنسان” الخطوة غير المحسوبة لرئيس تونس، قيس سعيد، باستقباله للكيان الوهمي الانفصالي للمشاركة في الدورة الثالثة لمنتدى التعاون الاقتصادي الإفريقي-الياباني.
واعتبر أن ما قامت به الرآسة التونسية يعد انقلابا على الأعراف الدبلوماسية، لأنها جاءت ضدا على مذكرة رسمية صادرة عن اليابان بتاريخ 19 غشت 2022 التي تشدد بشكل علني على أن الدعوة الموقعة بشكل مشترك “هي الوحيدة التي بدونها لن يسمح لأي وفد بالمشاركة في تيكاد-8″، وفي هذا الإطار، تم توجيه 50 دعوة إلى الدول الإفريقية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اليابان، ولذلك لم يكن من حق رئيس تونس سن مسطرة خاصة بتوجيه الدعوات بشكل أحادي الجانب ومواز وخاص بالكيان الانفصالي، وفي تعارض مع الإرادة المعلنة للشريك “الياباني”.
مشيرا إلى أن “قيس سعيد” بعد تذميره لمؤسسات الدولة وتعطيله للمسار الانتقالي الديمقراطي واحتكاره لكل السلطات، ينتهك بشكل ممنهج أواصر الأخوة بين الشعبين المغربي والتونسي.
وذكر المنتدى أن المغرب العضو البارز بالاتحاد الإفريقي، المسنود بردود فعل وسط المجتمع التونسي وإفريقيا الرافضة لهذا السلوك الانفرادي الذي يخدم العسكر الجزائري ويعطل مسار البناء المغاربي.
وأوضح المنتدى أن اهتمام المغرب بموقعه في إفريقيا لم يكن وليد اليوم بقدر ما له عمقه التاريخي، مبرزا معالم هذا الحضور ذا البعد الديني والروحي والاقتصادي والسياسي الذي يتجلى بالأساس في الحفاظ على استقلالية وسيادة البلدان الإفريقية، ومساعدتها على الخروج من نير الاستعمار والحصول على الاستقلال.
وأبرز المنتدى أن حضور المغرب تجسد من خلال سعيه إلى عقد لقاء الدار البيضاء سنة 1958 والذي اعتبر أرضية لمؤتمر أديس أبابا، التي كانت مرجعية إعلان ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية.
وذكر المنتدى المغربي لحقوق الإنسان والديمقراطية بالمراحل التاريخية التي مرت منها العلاقات المغربية الإفريقية منذ التأسيس وإلى الانسحاب سنة 1984 نتيجة ما أسماه “أهواء بعض القادة الأفارقة”، وقبول “الجمهورية الوهمية البوليساريو كعضو في منظمة الوحدة الإفريقية”، والذي جاء احتجاجا وإدانة “لخروج منظمة الوحدة الإفريقية عن مبدأ الحياد و المشروعية الدولية”، خروج لم يكن ليعلن القطيعة بل أن المغرب ظل ملازما وساهرا على إعمال البعد السياسي والتنموي والاقتصادي والتضامني الإنساني والرياضي في القارة ككل، وعودته إلى الاتحاد الإفريقي لاحقا وما ترتب عنه من سحب العديد من الدول اعترافها بالجمهورية المزعومة وإنشاء قنصليات لها بالداخلة أو العيون.
وشدد المنتدى على أن معانقة الشعوب في التضامن والتآخي والتعاون هو الجواب، مع مطالبة جزء من تعبيرات وسائط التواصل الاجتماعي بالبلدين وقف استعمال كل التعبيرات والألفاظ التي تغذي الكراهية وتجنب الحقد والتجريح في الأشخاص، معتبرا أن أفق طريق التنمية المغاربية المندمجة، الذي يقطع مع منطق التقسيم والتجزيء، ويقوي الوحدة والانسجام لهو القدر التاريخي.
التعليقات مغلقة.