أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

المواطنة والديمقراطية

جليل طليمات*

إ ن ما يخدم خصوم التطور الديمقراطي, هو العزوف والعدمية واليأس, فالديمقراطية السياسية والاجتماعية, عبر تاريخ تجاربها هي من صنع المواطن الفاعل والمشارك والمدافع بوعي وإرادة وتفاؤل بالمستقبل عن قيم العدالة والكرامة والحرية. في وضعنا الوطني الخاص يرتبط بناء الديمقراطية في أبعادها المتعددة والمتكاملة بوجود قوى اجتماعية و سياسية وثقافية حاملة لمبادئها وقيمها باعتبارها رها نا مجتمعيا استراتيجيا, وبالتحديد تحتاج إلى أحزاب قوية نظيفة أصيلة ومناضلة وإلى نخب كفأة ونزيهة ومتشبعة بالديمقراطية كثقافة ومستبطنة لقيمها في السلوك والممارسة .
ولعل ” الطريق الحريري” لبلوغ ذلك هو طريق “التربية على المواطنة “, فمعضلة انتقالنا إلى الديمقراطية ودولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان ليست معضلة سياسية صرفة, بل هي معضلة مرتبطة بضعف وهشاشة ثقافة وسلوك المواطنة في مجتمعنا في مختلف مجالاته , فلا ديمقراطية بدون مواطنة حقه فاعلة تتمثل قيمتي “الحق والواجب” في تلازمهما الجدلي, فهما شرط لازم لاغنى عنه ليستحق أي فرد في المجتمع حمل صفة “مواطن”.
إن المواطنة هي الماء الذي ترتوي منه الديمقراطية وتنمو وتترسخ , وهي التي تحصن المجتمع وقواه التمثيلية ونخبه السياسية والثقافية والاقتصادية من مختلف الانحرافات والمفاسد , إنها ( أي المواطنة كثقافة وسلوك مدني) شرط الديمقراطية الذي بدونه ينبعث الاستبداد, وتفشو الروابط العصبوية والقبائلية والإثنية ومختلف النزعات الانغلاقية , فتتآكل الدولة والمجتمع, ويعم الفساد وتذبح الديمقراطية وتنتهك حقوق الإنسان باسم الديمقراطية ذاتها !!

التعليقات مغلقة.