إعداد مبارك أجروض
يعتبر الموز فاكهة آمنة ومغذية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لدى تناولها باعتدال كجزء من خطة نظام غذائي متوازن وفردية، لأنه عندما تكون مصاباً بمرض السكري، فمن المهم الحفاظ على مستويات السكر مستقرة في الدم قدر الإمكان، فالسيطرة الجيدة على نسبة السكر في الدم يمكن أن تساعد في منع أو إبطاء تقدم بعض المضاعفات الطبية الرئيسية لمرض السكري.
لهذا السبب، من الضروري تجنب أو تقليل الأطعمة التي تسبب طفرات كبيرة في نسبة السكر في الدم، وعلى الرغم من كون الموز فاكهة صحية، إلا أنه يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر، وهي العناصر الغذائية الرئيسية التي ترفع مستويات السكر في الدم.
لكن، كيف يمكن أن تأكل الموز إذا كنت تعاني من مرض السكري ؟ وكيف يؤثر ذلك على نسبة السكر في الدم ؟ يتوجب على مرضى السكري مراقبة كمية الأطعمة السكرية التي يتناولونها بشكل يومي لتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وتعد بعض الأطعمة مصدراً خفيّاً للسكر، ومن بينها الموز الذي يحتوي على كمية كبيرة نسبياً منه، وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الأطعمة الأخرى التي يجب معرفة محتواها من السكر. وأثار الدكتور ديفيد أونيون، وهو طبيب عام في مدينة ميرسيسايد البريطانية مؤخراً جدلاً على تويتر، بعد أن كشف أن تناول حبة موز واحدة يعادل تناول 6 ملاعق صغيرة من السكر.
وتعرض المخططات البيانية التي ينشرها الدكتور أونيون على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة محتوى مجموعة متنوعة من الأطعمة من السكر، من حبوب الإفطار والخبز البني إلى البطاطس والفواكه والخضروات.
وأوضح أونيون أيضاً أن جزءاً صغيراً يتكون من 150 غرام من الأرز البسمتي، له نفس التأثير على سكر الدم مثل عشر ملاعق صغيرة من السكر. وحذّر من أن ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترات زمنية طويلة نسبياً، يعني زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والعمى والفشل الكلوي وبتر الأطراف والموت المبكر.
وفي محاضرته الأخيرة قال الدكتور أونيون “إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع 2، فإن السكر يصبح نوعاً من السم الأيضي”. ويشير الدكتور أونوين إلى أن “جودة النظام الغذائي” هي أهم شيء بالنسبة للمرضى عندما يتعلق الأمر بالأكل الصحي، سواء كان منخفض الكربوهيدرات أو قليل الدهون أو غير ذلك.
ومع ذلك، فقد شفي عشرات من مرضى الدكتور أونيون الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 بعد اتباع نصائحه، مع تناول أطعمة منخفضة الكربوهيدرات مع تخفيض السكريات والأطعمة النشوية مثل الخبز والبطاطس والأرز والفواكه مثل الموز. وأضاف الدكتور أونيون “خلال فترة 30 شهراً بالمتوسط، شفي 49% من مرضانا من السكري من النوع 2 بالكامل عبر اتباع نظام صحي منخفض بالكربوهيدرات”.
إلا أن البعض لهم رأي آخر فيما يتعلق بالتخلص من الكربوهيدرات أو التخفيف منها لخسارة الوزن وضبط نسبة السكر في الدم، حيث يقول أخصائي التغذية دوغلاس توينيفور إن مخططات السكر مفيدة لمعرفة محتوى كل نوع من الأطعمة من هذه المادة، لكن هذا لا يعني أن تتوقف بالكامل عن تناول الأطعمة السكرية.
ويعتقد توينيفور أن عزل الأطعمة المغذية والحاوية للسكريات يمكن أن يعطي نتائج عكسية، وخاصة الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الهامة لعملية الهضم، كما أن الكربوهيدرات ضرورية أيضاً لتزويد الجسم بالطاقة التي يحتاجها.
وفي نونبر الماضي، نشر البروفيسور مايكل لين، رئيس قسم التغذية البشرية بجامعة جلاسكو، نتائج دراسة تشير إلى أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد لا تكون طريقة جيدة للوقاية من مرض السكري.
وحلل البحث استبيانات الغذاء لأكثر من 12000 متطوع لحساب الدهون والبروتينات والكربوهيدرات وغيرها من العناصر الغذائية، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم أقل كمية من الكربوهيدرات كانت نسبة سكر دم لديهم أعلى من أولئك الذين يتناولون الكربوهيدرات بشكل طبيعي.
ويعتقد الباحثون أن تقليص كمية السعرات الحرارية ذو أهمية أكبر من الكربوهيدرات لتحقيق التوازن الغذائي وخسارة الوزن، والتخفيف من أعراض مرض السكري والآثار الجانبية له. وبالنتيجة فإن اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم هو الطريقة الأمثل للوقاية من الأمراض والحفاظ على نمط حياة صحي، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
التعليقات مغلقة.