سبتة : مصطفى منيغ
بعد انعدام الديمقراطية ، يُشرَع في خنق الحريَّة ، بابتداع وسائل غير قانونية ، جرَّت البعض لإجراءات حكومة تنفيذية ، بواسطة بلاغ يمنع المحامين من ولوج المحاكم بغير “جواز التلقيح” في عمليّة استفزازية ، تؤكد أن المغرب الرسمي متدحرج صوب الهاوية ، البلاغ غير دستوري يشطِّب على اختصاصات برلمانية ، ويضرب عرض الحائط بالحقوق الانسانية ، وبالتالي يقرّب الشروع في إشْعاَلِ فتنةٍ قد تطال مجالات أخرى أساسية ، متضامنة مع قرار وزير التعليم الجائر الذي لا زال يفكِّر بعقلية الداخلية ، التي اشتغَلَ على رأسها في مرحلة تختلف عن الحالية ، ظناً أن المتجاوزين سِنَّ الثلاثين المحرومين من اجتياز مباراة الالتحاق بوظائف التدريس هم من أجناس غير مغربية ، قُذِف بهم من كواكب فضائية ، وهكذا تتجمَّع أحْطاب السلبيات المقصودة من لدن عناصر حكومية ، داخل الساحات السياسية الحزبية و المهنية النقابية وبالمطلق الجماهيرية ، يكفي عود ثقاب واحد لتتصاعد ألسن الغضب الشعبي العارم تنادي برحيل هذا العبث مصدر تلك السخرية ، برغبة شعب صبر بما فيه الكفاية ، ليحيا كبقية الشعوب المتقدمة ، المتجاوزة ما يحيا ه الشعب المغربي مِن تسلُّطِ مَن ألفوا التحكُّم في الرقاب وكأنهم في ضيعة يتوارثون ملكيتها والناس داخلها مجرَّد قطيع غنم مُغَفلة ، أو دواب مَقْرُونة مُساقَة نحو أسواق لحجب التصرّف اللاَّعادي مُغْلَقَة ، منهم مَن يُذبَح حينما يَجرَّد من أبسطِ حقوقه بعدما يُشرَب عرقه في واضحة النهار بشمس فيه مُتوسِّطة ، وفيهم مَن يحمل أثقال مِحَنٍ مسلَّطة عليه بالقوة دون شفقة أو رحمة ، وأصناف أخرى هم في الأصل مِن نفس البشر يَشلّ كرامتهم الذلّ ويقض مضجعهم الركوع والانبطاح وتقبيل الأيادي بلا حياء ممدودة ، ليحيوا كما الضّعف والفقر والتّهميش والإقصاء اتفقوا عليهم ليحيوا في وضعية غير شريفة ، بلا أمل في الحصول داخل مرحلة من مراحل تاريخ هذا الوطن منذ استقلاله إلى الآن ، أن يَحلَّ بينهم ميزان الإصلاح العادل ، يستأصل جذور الفساد ويحاكم المفسدين بما يستحقون ، ما دامت أفعالهم وتصرفاتهم المشينة ، مُدوَّنة في ذاكرة الشعب المغربي العظيم ، الذي وصل غضبه حد الانفجار ، وعلى الحكومة الحالية الانتباه أن سياسة مسح الوعود الانتخابية ، ستكون سبب مسحها قبل انقضاء الخمس سنوات ، لتصبح أوَّل حكومة أطاح بها الشعب في التاريخ ، المغاربة تخطَّوا مقياس الخوف ، وأقوى القوي الجائع ، وهيهات التراجع إن زغردت إحدى حرائر الدواوير وهُنّ كاسحات ميادين المدن يتقدَّمن أزواجهن في نضال بطولي يقلع مَن ظنُّوا أنَّهم في مأمَنٍ مِن القَلْع .
… واجبنا التضامن مع المحامين والوقوف بجانبهم مهما احتاجوا وقوفنا معهم ، هم الطليعة المثقَّفة الدارسة القانون للدفاع بواسطته عن المظلومين وما أكثرهم في المملكة المغربية ، وكل من يمس بهم يمس طليعة الشعب المغربي وهو فوق القانون بالقانون لا كلمة فوقه إلا أمر خالقه ، جزء جد بسيط من هذا الشعب حرَّر المغرب من محتلَّين (اسباني وفرنسي) ليرفع الرأس فيه مَن اللَّحظة يرفع ، جزء جد بسيط من هذا الشعب العظيم حرَّر الصحراء لتعود مغربية كما كانت دوماً ، فما بال البعض إن توحَّد هذا الشعب بكل ملايينه ، ألا يستطيع تحقيق استقلال نفسه بنفسه ، كل القِوى الأمنية المتجمِّعة بعدَّتها وعتادها لن تستطيع إيقاف سكان مدينة واحدة بالأحرى كل المدن وقبلها كل القرى ، فعلى مَن تجبَّر ونسيَ أن أمامه شعب لا يهاب ، متى قرَّر نفَّذ وأصاب ، أن يستيقظ من سباته ويراقب من تسلطوا على تسليط حكومة رغم هزالتها ، لتحمُّل إصدار قرارات لا تعي هي نفسها ماذا تمثل ؟؟؟، وإن كانت في صالح الشعب المغربي العظيم أو لصالح زمرة لا زالت واهمة أنها كل شيء في هذا البلد ؟؟؟.
… ليس هناك من يُعبِّر عن النَّكسة التي أصابت المحامين وكل المغاربة من بعدهم ، الأ هؤلاء الأساتذة الأجلاء وهم يصرِّحون لوسائل الأعلام المحلية والدولية بما أصابهم من ذهول عما ارتكب في حقهم من تجاوز خطير يدقون من جرائه ناقوس الخطر الداهم لتعطيل حقوق الإنسان داخل هذا الوطن .
التعليقات مغلقة.