الحسن اعبا
لم تنج منطقة تازناخت وبالذات دوار “تالوست” بتازناخت، إقليم ورزازات، جهة درعة تافيلالت بالمغرب من السرقة من طرف وزارة الثقافة الجزائرية التي هاجمت وما زالت تتعدى على التراث المغربي العريق.
ويتعلق الأمر هنا بصورة امراة من دوار “تالوست” ومن عائلة معروفة بالنسيج والزرابي “التازناختية” والقفطان والكسكس والطربوش الأحمر المغربي.. والتكشيضة المغربية.. والجلباب والخنجر المغربي والطاجين.. ومنارة الكتبية كل هذه الأشياء، وغيرها، أتى الدور الآن على صورة المرأة “التازناختية” وهي تغزل الصوف، حيث تعرضت الصورة هي الأخرى للسرقة.. وهذا ما يمكن أن نطلق عليه.. عقدة الإحساس بالنقص..
فما هي هذه العقدة؟ إن الإحساس بالدونية أو عقدة النقص، هي حالة أكثر خطورة وأشد تأثيرًا من مجرد امتلاك بعض المشاعر العرضية التي تنتاب المرء حول قصوره في جانب ما، والشعور بالنقص الذي يشعر به الجميع في بعض مراحل الحياة.
الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص عادة لا يشعرون بالراحة الكافية ويعبرون عن حساسية شديدة تجاه التواجد في المواقف الاجتماعية، إنها حالة مرضية من الشعور بعدم كفاية حقيقية أو متخيلة، مما يتسبب في أن يكون الفرد أقل ثقة بنفسه، وميالًا لانتقاد نفسه بشكل مفرط، بما يؤثر على علاقاته الاجتماعية وحالته النفسية ونجاحه في الحياة؛ هنا، نوضح ما قد لا يعرفه كثيرون عن اضطراب عقدة النقص، نقلًا بتصرف عن موقع، والشعور بالنقص ينبع من مقارنة النفس بالآخرين ممن يتخيل أنهم أفضل على مقياس ما، من القوة أو الجمال أو الذكاء أو النجاح أو ما سوى ذلك.
في حين أن الجميع، في مرحلة ما من الحياة، لا بد وأنهم شعروا بالدونية حيال شخص آخر فيما يتعلق بمعرفة موضوع ما، مثل القدرة مثلًا على تذوق الفنون أو اللعب بالكرة أو استخدام لغة أجنبية، وما إلى ذلك، فإن عقدة النقص هي شعور أوسع بكثير وطويل الأمد من عدم الكفاءة الذي ينبع من الطفولة ويصيب تقريبًا جميع جوانب حياة الفرد.
الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص عادة لا يشعرون بالراحة الكافية ويعبرون عن حساسية شديدة تجاه التواجد في المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الناس وفهم أنفسهم بطريقة سليمة.
يقسم علماء النفس عادة عقدة النقص إلى نوعين:
“Thrivetalk”.. 1. أولية: تحدث عقدة النقص الأولية في الطفولة مع استمرار المشاعر في مرحلة البلوغ. غالبًا ما يكون سبب الدونية الأساسية هو ضغوط الطفولة مثل إهمال الوالدين وإساءة معاملة الوالدين وعدم كفاية الدعم العاطفي وضعف الأداء الأكاديمي. غالبًا ما تتفاقم هذه الدونية عند مقارنة النفس بالأشقاء والأصدقاء والكبار.
-
ثانوية: تبدأ عقد النقص الثانوية في مرحلة البلوغ، وتنتج عن عجز الشخص البالغ عن تحقيق الأهداف الموضوعة للتعويض عن مشاعر النقص التي بدأت معه في طفولته الأصلية.
ووفقًا لعلماء النفس فإن الجميع يشعرون بالنقص بطريقة معينة من حين إلى آخر، وهذا طبيعي تمامًا. وهذا الشعور هو المنشط لعملية التنمية الصحية الطبيعية للإنسان.
وما يميزه عن عقدة النقص أن الحالة الأخيرة هي حالة مرضية حيث يهيمن شعور الدونية على الفرد ويؤدي إلى شعوره بالاكتئاب ويكون بسببه غير قادر على تحقيق التقدم وتجاوز العقبات حتى لو كانت سهلة وبسيطة.
تنشأ عقدة النقص أو الدونية من شعور حقيقي أو متخيل بعدم كفاية ذاتية ودونية عن الآخرين. بعض هذه العوامل التي تسبب عقدة النقص ما يلي:
-
التنشئة الأسرية: الأطفال الذين يتم تربيتهم من قبل والدين يعارضون وينتقدون دائمًا أفعال أطفالهم وأدائهم، معرضون لخطر كبير بتطوير عقدة النقص وضعف الثقة بالنفس والدونية عن الآخرين.
-
التمييز الاجتماعي: قد يؤدي التمييز ضد الفرد بناءً على العرق والجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والدين والتوجه الجنسي إلى تعريضه لمخاطر الإصابة بحالة عقدة النقص.
-
العيوب الجسدية: بعض العيوب في المظهر، مثل مشاكل الوزن، والعيوب البصرية، والأمراض الجلدية، وجروح الحروق، قد تثير مشاعر الشك بالذات وتدني احترام الذات لدى بعض الأفراد.
قد تؤدي السمات الفيزيائية الأخرى مثل عيوب النطق بما في ذلك التأتأة أيضًا إلى الشعور بمشاعر النقص. و من العلامات الرئيسية على عقدة النقص هي الرغبة في جعل الآخرين يشعرون بالنقص وعدم الكفاءة أيضًا.
لا يتحرك الفرد الذي يعاني من عقدة النقص لانتقاد الآخرين بسبب الرغبة في المساعدة وتحقيق النجاح في شيء ما، وبالتالي، فإنه لا يقوم بتدريب نفسه على إدراك الصفات الإيجابية في الآخرين وتكميلها.
-
وللشعور بالراحة تجاه أنفسهم، يميل هؤلاء الأفراد إلى جعل الآخرين يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم أيضًا من خلال تتبع الأخطاء والإشارة إلى جوانب النقص الموجودة في لآخرين. كما أنهم لا يتحملون مسؤولية إخفاقاتهم وأخطائهم، ويلقون باللوم على الآخرين. يشعر الشخص المصاب بعقدة النقص بالفعل بأنه لا يمكنه تحقيق ما يفعله الآخرون في مهمة معينة، وبالتالي، إذا وضعوا في موقف يتعين عليهم فيه إكمال المهمة، فقد يشعرون بالقلق الشديد.
-
قد تجد نفسك تشعر بالقلق الشديد عند مطالبتك بغناء أغنية أو تشغيل جهاز، على سبيل المثال. يحدث هذا بسبب الخوف من الفشل أو الخوف من الضحك أو الانتقاد، نتيجة لشعورك بعدم كفاية واعتقادك بأنه لا يمكنك القيام بالمهمة؛ فالأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص لديهم حساسية شديدة تجاه ما يفعله الآخرون أمامهم، أو يفكرون به تجاههم، أو يقولونه عنهم، فهم يأخذون المجاملات على محمل الجد، ولا يقبلون الانتقادات ويحملونها أكثر مما تحتمل، وقد يصبحون عدوانيين بشكل مفرط عندما يتعرضون لأي انتقاد ولو كان بسيطًا. تنطوي الإصابة بعقدة الشعور بالنقص على المعاناة من مجموعة من المشاعر والأفكار والسلوكيات السلبية، التي من أبرزها ما يأتي: التركيز دائمًا على الأفكار السلبية والمزعجة. الانغلاق على الذات، بدافع الشعور بالخجل، أو الإحراج، أو بسبب الشعور الداخلي بالدونية. تجنّب الاختلاط بالآخرين سواء كانوا زملاء العمل، أو حتى أفراد الأسرة. الشعور بالذنب والمسؤولية تجاه سلبيات الآخرين وإخفاقاتهم. محاولة البحث عن الإهتمام، من خلال التظاهر بالمرض، أو الحزن أمام الآخرين. تجنّب الدخول بأي نوع من المنافسة التي ينتج عنها المقارنة المباشرة بالآخرين. الحساسية العالية تجاه الانتقادات والمجاملات. الميل إلى الاتصاف بالمشاعر السلبية، مثل: الاكتئاب، والقلق، والعصبية. تدني احترام الذات، وانعدام الشعور بالأمان. الإخفاق المستمر، وعدم القدرة على الوصول إلى الأهداف بسبب الشعور بالعجز. الميل إلى الاستسلام بسهولة. توقّع حدوث الأسوء دائمًا.[
التعليقات مغلقة.