منذ إعلان النظام الجزائري وأذنابه تنصلهم من وقف اطلاق النار الموقع مع المغرب برعاية أممية، والذي جاء بعد الاعتراف الأمريكي بشرعية المغرب في صحراءه، سارع نظام “شنقريحة” في حرق آخر أوراق الضغط التي كان يمتلكها لإيذاء المملكة المغربية، وهي المؤامرات التي آلت كلها إلى الفشل الذريع.
وآخر هاته المؤامرات صفعة اسبانيا الموجهة للجزائر ومرتزقتها، بعد إعلان مدريد الاعتراف بواقعية الاقتراح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، ودعم هذا التوجه أمميا، إضافة إلى إعلانها تزويد المملكة بالغاز الطبيعي المستورد من أمريكا، ليبقى شيء واحد لا بد أن يعزز به نظام “شنقريحة” فشله بعد فراره وأذنابه، سابقا، في معركة “أمغالا الثانية” بعد رد الجيش المغربي القوي والصارم.
وفي هذا السياق من المرتقب، وفي إطار محاولة يائسة لاستعادة ما يمكن استعادته من هيبة فقدها نظام الكابرانات دبلوماسيا، أن يحول وجهته صوت الأقاليم الجنوبية من المملكة، خلف الجدار الأمني، وهو أمر ليس بجديد، حيث لا تزال هياكل جثت الجنود الجزائريين و الليبيين والماليين شاهدة على هذا الاندحار القوي أمام أبطال قواتنا المسلحة البواسل، و مقابرهم قرب المحبس، و قرب الجدار الدفاعي، شاهد عيان على هاته الهزيمة الكبرى، خلال الحرب الأولى.
وقد انتقل الجيش المغربي بعد التعديلات العسكرية التي عرفتها المنطقة الجنوبية، وتعيين “الجنرال المحنك الفاروق بالخير”، تغيرت الاستراتيجية العسكرية بشكل، من حالة الدفاع الى حالة الهجوم، و من ردود أفعال، إلى فعل استباقي لدرء أي خطر يهدد أمن واستقرار المملكة المغربية، بالصرامة المطلوبة، وتحطيم كل مخططات المرتزقة بلا تهاون أو تساهل.
وضمن هاته الاستراتيجية العسكرية الجديدة حول الجنرال المغربي، فاروق، الاستراتيجية المطبقة حول المنطقة العازلة الى مناطق محرمة على المرتزقة الوصول إليها، قولا و فعلا، من خلال أعين “الدرون” و الأقمار الصناعية المغربية التي لا تنام، وتمشيط المنطقة بالكامل ليل نهار، ويقظة القوات الخاصة المغربية التي تذمر كل الاوكار الإرهابية التي كانوا يختبئون فيها، يضاف إلى كل ذلك قوة أحدث “الردارات” التي أدخلها المغرب للخدمة، وما تحمله من مزايا متطورة، عبر تكنولوجيتها المتطورة جدا، وهو الأمر الذي أصبح يقض مضاجع البوليساريو، والتي نصبها الجيش المغربي بمناطق “بئر الحلو” و”تيفاريتي”، بشهادة الجيش الجزائري نفسه، والتي حاول هذا الأخير جاهدا تدميرها عبر إرسال مرتزقته للقيام بهاته العمليات القذرة، مرارا و تكرارا، عبر التسلل بغرض تدميرها، إلا أن اليقظة واليد على الزناد كانت دوما لهم بالمرصاد، وهو ما خلط أوراق عسكر الجزائر الذين باتوا يستشعرون قرب الهزيمة عسكريا وسياسيا، ويتحسسون مواقع تحصيل امتيازاتهم التي حصلوا عليها بدعاوى دعم الوهم، والتي يؤدي فاتورتها الشعب الجزائري الشقيق من قوته وأمنه الغداني.
مع العلم أن الجبهة الجنوبية هي التي سفكت دم الميزانية الجزائرية التي يروح ضحيتها الشعب الجزائري المقهور على مدى 30 سنة من الحرب العدائية، وبالتالي لم يبق أمام نظام الكابرنات أية ورقة يمكن الاختباء خلفها، سوى ورقة الانتحــار، أو شهادة الوفاة تحت وطأة ضربات الجيش المغربي الباسل.
التعليقات مغلقة.