أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

النعم ميارة: “الحكومة خاص تحشم على عرضها شوية” فمن ينتقد من؟

محمد عيدني

شن رئيس مجلس المستشارين، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، النعم ميارة، هجوما على الحكومة، قائلا: “لا نريد ضبط الحكومة للأسعار في التلفزيون، بل نريدها على أرض الواقع لكي يُحس بها المغاربة”.

وأكد الأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن إطاره النقابي لن يستمر “في الصمت”، مضيفا أن “صمتنا معناه أننا ضد المغاربة الذين صوتوا عليكم بأغلبية ساحقة ومنحوكم الثقة، والحكومة خاص تحشم على عرضها شوية”.

ووقف “ميارة” على حالة السوق وارتفاع الأسعار قائلا “حشومة ماطيشة كدير 2 دراهم عند الفلاحة ونجدها بـ12 درهما في السوق، إلا كانوا هاد المضاربين مكيحسوش أنهم مغاربة فأنا أقول لهم هاذوا ماشي مغاربة هادو خصهم يمشيو للحبس”.

وأضاف “ميارة” في الموضوع ذاته: “بعد تصاعد موجة الغلاء فالصبر كيضبر.. متنساوش اللي طلعكم .. راه العيب هو أن المسؤول السياسي ينسى أن القاعدة اللي مشات صوتات هي اللي طلعتو”.

وربما تناسى السيد “ميارة” أنه جزء من التركيبة الحكومية حيث قال موجها كلامه للتحالف الحكومي، الذي هو جزء منه: “إلا حشمنا وسكتنا وكنا مزيانين داخل الاتحاد العام ووقعنا على اتفاق 30 أبريل، فالحكومة خاص تحشم على عرضها شوية..، توقيعنا على اتفاق الحوار الاجتماعي ليس شيكا على بياض للحكومة باش دير فينا ما بغات”.

كان هذا الكلام سيكون مقبولا ويرسخ ثقافة الترافع عن مشاكل الناس، لو كان ترافعا نابعا من معارضة سياسة للواقع القائم، لكن أن يلبس طبيب من الأغلبية، جلباب فقيه منجم يتباكى على آلام هو جزء من نسيجها وتركيبتها، فهنا العبث، ومعها نقول “هزلت”.

 
لمن يوجه “مياره” انتقاذاته؟

الأكيد أنه في سوق السياسة المغربي، اختلطت الأوراق، وسقطت كل الأوراق التي تغطي عورة الحكومة، بعد أن خرج أعضاء من تركيبتها لانتقادها.

البارحة، خرج “هشام المهاجري”، عن فريق الأصالة والمعاصرة، ليعري الواقع المغطى بألبسة بالية، وخراق مهترئة.

واليوم يخرج “ميارة”، وهو ليس شخصا عاديا في التركيبة التحالفية، بل عضوا قياديا فيها، فهو رئيس مجلس المستشارين، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ليفجر وابلا من القنابل، في وجه حكومة هو أحد شيوخها ومهندسي آلامها.

فلمن يوجه “ميارة” نقده إذن وحزبه جزء من هاته التركيبة السلبية الثقيلة التي يؤدي الشعب، اليوم، فاتورتها.

فهل القفزة التي قام بها “ميارة” هي استباقية للفرار من لهيب يحيط بالسفينة الحكومية الغارقة في بحر القرارات العشوائية التي تصيب الشعب في مقتل.

والحقيقة التي حملها “هشام المهاجري”، ومن بعده “النعم ميارة” ومن موقع المطل على خبايا ما يدور داخل التحالف على الفقراء، أنها شهادة تعكس مهما كانت خلفيتها قثامة السوق السياسي المغربي، وحالة الفوضى السياسية التي يعيشها هذا التحالف.

والأكيد أكثر أن من يؤدي الفاتورة، اليوم، بعيدا عن القراءات التي يمكن أن تقدم، هو الشعب الفقير الذي يعيش الأمرين في رحلة البحث عن رغيف خبر حاف.

فالسوق مشتعلة، فالبيض مثلا وصل سعره 1.50 درهم للبيضة الواحدة في شهر رمضان، والرقابة وضبط السوق والصرامة ضد المضاربات واستقرار السوق والأسعار، هي تقارير حكومية معدة وبإخراج تلفزي رسمي، يعرف كل مواطن كذبه، ولكن أن يطل شاهد من المطبخ الحكومي ليقدم عفونته، فتلك هي الطامة الكبرى، لا ندري هل تستحق التصفيق أم الرثاء. 

التعليقات مغلقة.