تقول مصورة مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، آمي فيتال، لموقع CNN بالعربية، إنها بدأت سلسة الصور بعنوان “الوداع الأخير”، قبل نحو 10 سنوات، عندما التقت بـ”سودان”، وهو آخر نوع لذكر وحيد القرن “الأبيض الشمالي”، والذي كان يعيش بحديقة حيوانات “دفور كرالوف” في جمهورية التشيك، حيث كان يُنقل جواً إلى محمية “أول بيجيتا” في شمال كينيا. وفي ذلك الوقت، لم يتبق سوى 8 حيوانات من نوع وحيد القرن الأبيض الشمالي على قيد الحياة، وكانت تعيش جميعها في الأسر في حدائق الحيوانات.
وعاشت سلالة هذا النوع على الكوكب لملايين السنين، ولكنها لم تستطع البقاء على قيد الحياة. وغادر “سودان” و3 حيوانات من نوع وحيد القرن الأبيض الشمالي حديقة الحيوان في ليلة باردة في ديسمبر/كانون الأول عام 2009 إلى السافانا الكينية، في محمية “أول بيجيتا”. وقد كان الخبراء يأملون أن يحفز هواء الموئل الطبيعي للأسلاف، ومياهه، وطعامه، ومساحاته الشاسعة، نوع حيوانات وحيد القرن الأبيض الشمالي، فتستعيد فرصتها في الحياة والتكاثر مجدداً، وتمتلئ غابات إفريقيا بهذا النوع من جديد.
وقضى “سودان” لحظاته الأخيرة مع الحارس جوزيف واشيرا، والذي كان يفرك أذن سودان ليخفف من آلامه. والتقطت آمي صورة للصديقين معاً لآخر مرة. وتصف فيتال اللحظات الأخيرة بأنها كانت هادئة للغاية، وأن كل ما تستطيع سماعه هو صوت هطول المطر، والحزن المكتوم.
التعليقات مغلقة.