الولايات المتحدة تؤكد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية

في سياق الجهود الدبلوماسية المستمرة التي يبذلها المغرب لتعزيز موقفه في قضية الصحراء المغربية، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بجولة حديثة إلى الاتحاد الأوروبي، استهدفت حشد المزيد من الدعم لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي لهذا النزاع الإقليمي.

وقد أثمرت تحركات بوريطة عن نتائج ملموسة، حيث أعلن أن 22 دولة من دول الاتحاد الأوروبي أصبحت تدعم حالياً هذه المبادرة، من بينها دول مؤثرة مثل إسبانيا وفرنسا، في مؤشر واضح على تنامي القناعة الأوروبية بجدية المقترح المغربي وواقعيته. وفي السياق نفسه، أكد جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أن الاتحاد يدعم حلا سياسيا واقعيا ومتوافقا عليه، مشيدا بما أسماه “الجهود الجادة وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب لحل هذا النزاع الطويل الأمد.

على الصعيد الدولي، ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية برآسة ترامب تلعب دورا محوريا في الدفع نحو تسوية هذا الملف، منذ إعلانها في ديسمبر 2020 عن اعترافها الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه. وقد واصلت الإدارة الأمريكية في الولاية الجديدة تأكيد هذا الموقف، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل خيارا جديا وذا مصداقية، وقادرا على تلبية تطلعات ساكنة الصحراء. ويشير الخبراء إلى أن هذا الموقف الأمريكي لم يعد فقط قرارا سياسيا عابرا، بل أصبح جزءا من توجه استراتيجي طويل الأمد، بالنظر إلى مكانة المغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة في شمال إفريقيا وشريك في قضايا الأمن والاستقرار الإقليميين.

ومع هذا الزخم الدبلوماسي المتزايد، سواء على مستوى القارة الأوروبية أو على الساحة الدولية، يبدو أن الملف يتجه نحو مرحلة الحسم، في ظل التآكل التدريجي للأطروحات الانفصالية وتراجع التأييد لها في المحافل الدولية. إن تحركات المغرب بقيادة ناصر بوريطة، والاعتماد على شراكات استراتيجية مع قوى دولية وازنة، توحي بأن صفحة هذا النزاع المفتعل تقترب من طيها، مع بروز إجماع متنامٍ حول الحل الواقعي الوحيد : مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.