محمد حميمداني
لم يمر قرار تأجيل الألعاب الأولمبية دون تكلفة مالية هامة سجلت كخسائر ، إذ كلف القرار اليابان نسبة خسائر وصلت إلى 2.6 مليار دولار خلال سنة واحدة ، فضلا عن مصاريف إنشاء البنية التحتية الرياضية و تهيئة المنشآت و المدرجات الرياضية التي لن تستفيد اليابان من مداخيلها لأنها ستبقى فارغة .
الخسائر المالية التي حصدتها اليابان من هاته الدورة واكبه غضب شعبي عارم على تنظيم هاته النسخة ، إذ أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة “أساهي شيمبون” أن 55 % من اليابانيين يعارضون قرار تنظيم الألعاب فوق أراضيهم ، و كانت طوكيو قد شهدت موجة احتجاجات على هذا التنظيم .
و ما غدى واقع الصدمة هو نسبة الإصابات الكبيرة المسجلة داخل القرية الأولمبية ، و التخوف من تراجيديا الوضع بعد تدفق الآلاف من الرياضيين و المسؤولين و الصحافيين على اليابان ، و هو ما سيزيد المشهد قثامة أكثر ، إضافة إلى الآثار النفسية على المشاركين أنفسهم ، لأن الإصابة بالفيروس ستعني أوتوماتيكيا الانسحاب من التنافس الرياضي .
و كانت عدة دول قد تعاملت مع تنظيم هاته الألعاب بحذر شديد ، فغينيا مثلا قررت المشاركة بوفد صغير جدا مكون من خمسة رياضيين فقط ”حرصا منها على الحفاظ على صحة الرياضيين الغينيين” وفق ما أورده مصدر رسمي ، على الرغم من أن مصادر أخرى تحدثت عن كون المشاكل المالية هي سبب الانسحاب من المشاركة ، و هو الموقف الذي أتى عقب قرار كوريا الشمالية في أبريل الماضي عدم المشاركة “حماية” لرياضييها من أية مخاطر متعلقة بالفيروس .
و كان المسؤولون الأولمبيون و اليابانيون قد دافعوا بقوة عن تنظيم هاته الألعاب ، واعدين بحسن التنظيم و اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المشاركين من الفيروس و ضمنها إجراء اختبارات كشف عن الفيروس يوميا على كافة المشاركين ، و تلقيح حوالي 8 % من الرياضيين المشاركين في الدورة ، إضافة إلى فرض حظر على المعانقة أو المصافحة أثناء الاحتفالات بتحقيق النصر .
الجهات الداعمة و التي كانت تمني النفس بتحقيق نسبة أرباح من الحضور في الدورة ، خاب أملها في تحقيق ذلك ، و في هذا الصدد أبدت الجهات اليابانية الراعية لأولمبياد طوكيو حذرا في التعامل مع هذا الحدث الرياضي الكبير معتبرة إياه أنه أصبح “ضارا” لصورتها في البلاد بسبب كوفيد – 19 .
و كان “جول بويكوف” ، الأكاديمي الأمريكي المتخصص في الرياضة و السياسة قد قال لوكالة الأنباء الفرنسية “تحولت الألعاب الأولمبية إلى حدث ضار في طوكيو حيث لا تحظى بدعم كبير من الرأي العام” ، مضيفا أنه بالنسبة للجهات اليابانية الراعية “أصبح الارتباط بحدث لا يحظى بشعبية محفوفا بالأخطار من حيث صورة علامتها التجارية ، و هذا غير مسبوق في التاريخ السياسي للألعاب الأولمبية” .
هذا التصور بدا جليا على الأرض إذ أعلن مسؤولوا شركة “تويوتا” العملاقة ، يومه الاثنين الماضي ، أنهم لن يحضروا افتتاح الأولمبياد ، في موقف يميل إلى إرضاء الجماهير اليابانية الغاضبة ، و هو نفس الموقف الذي اتخذه مسؤولوا شركتي “باناسونيك” و “بريدجستون” ، و مجموعتي “إن إي سي” و “فوجيتسو” .
و للإشارة فإن تنظيم هاته النسخة و في هذا الظرف الحساس صحيا قد ترالانطلاقة الرسمية للألعاب ، و استقالة رئيس اللجنة التنظيمية الياباني “تسونيكازو تاكيدا” سنة 2019 بسبب قضية اتهام بتلقي رشوة من أجل دعم ملف طوكيو ، كما استقال رئيس اللجنة المنظمة “يوشيرو موري” في فبراير من السنة الماضية بعد تلميحات مهينة بحق النساء ، إضافة إلى استقالة وزيرة الألعاب “سايكو هاشيموتو” من منصبها في الحكومة ….
كما تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة ستقام على أرضية الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب سنة 1964 و الذي أعيد بناؤه لتصل سعته إلى حوالي 68 ألف متفرج .
و كان إمبراطور اليابان “ناروهيتو” قد افتتح دورة طوكيو عقب حفل بسيط وسط حضور رمزي لم يتجاوز 1000 شخص ، عرضت خلاله مشاهد تكريم لضحايا كارثة “فوكوشيما” النووية في شهر مارس من سنة 2011 ، و الذي صاحب زلزالا مدمرا بقوة 9 درجات ضرب الساحل الشمالي الشرقي للبلاد ، و ما رافقه من موجة “تسونامي” قوية أدت إلى حدوث انصهار نووي و تعرض المناطق المجاورة للمفاعل لموجات إشعاعية .
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، الألماني توماس باخ ، وصف خلال حفل الافتتاح تنظيم الألعاب ب “لحظة أمل” ، حيث قال “اليوم لحظة أمل ، نعم ، هي مختلفة تماما عن تلك التي تخيلناها ، لكن فلنعتز بهذه اللحظة لأننا هنا سويا” .افق مع موجة فضائح و استقالات داخل البيت الأولمبي ، كان آخرها إقالة مخرج حفل الافتتاح “كنتارو كوباياشي” عشية
لم يمر قرار تأجيل الألعاب الأولمبية دون تكلفة مالية هامة سجلت كخسائر ، إذ كلف القرار اليابان نسبة خسائر وصلت إلى 2.6 مليار دولار خلال سنة واحدة ، فضلا عن مصاريف إنشاء البنية التحتية الرياضية و تهيئة المنشآت و المدرجات الرياضية التي لن تستفيد اليابان من مداخيلها لأنها ستبقى فارغة .
الخسائر المالية التي حصدتها اليابان من هاته الدورة واكبه غضب شعبي عارم على تنظيم هاته النسخة ، إذ أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة “أساهي شيمبون” أن 55 % من اليابانيين يعارضون قرار تنظيم الألعاب فوق أراضيهم ، و كانت طوكيو قد شهدت موجة احتجاجات على هذا التنظيم .
و ما غدى واقع الصدمة هو نسبة الإصابات الكبيرة المسجلة داخل القرية الأولمبية ، و التخوف من تراجيديا الوضع بعد تدفق الآلاف من الرياضيين و المسؤولين و الصحافيين على اليابان ، و هو ما سيزيد المشهد قثامة أكثر ، إضافة إلى الآثار النفسية على المشاركين أنفسهم ، لأن الإصابة بالفيروس ستعني أوتوماتيكيا الانسحاب من التنافس الرياضي .
و كانت عدة دول قد تعاملت مع تنظيم هاته الألعاب بحذر شديد ، فغينيا مثلا قررت المشاركة بوفد صغير جدا مكون من خمسة رياضيين فقط ”حرصا منها على الحفاظ على صحة الرياضيين الغينيين” وفق ما أورده مصدر رسمي ، على الرغم من أن مصادر أخرى تحدثت عن كون المشاكل المالية هي سبب الانسحاب من المشاركة ، و هو الموقف الذي أتى عقب قرار كوريا الشمالية في أبريل الماضي عدم المشاركة “حماية” لرياضييها من أية مخاطر متعلقة بالفيروس .
و كان المسؤولون الأولمبيون و اليابانيون قد دافعوا بقوة عن تنظيم هاته الألعاب ، واعدين بحسن التنظيم و اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المشاركين من الفيروس و ضمنها إجراء اختبارات كشف عن الفيروس يوميا على كافة المشاركين ، و تلقيح حوالي 8 % من الرياضيين المشاركين في الدورة ، إضافة إلى فرض حظر على المعانقة أو المصافحة أثناء الاحتفالات بتحقيق النصر .
الجهات الداعمة و التي كانت تمني النفس بتحقيق نسبة أرباح من الحضور في الدورة ، خاب أملها في تحقيق ذلك ، و في هذا الصدد أبدت الجهات اليابانية الراعية لأولمبياد طوكيو حذرا في التعامل مع هذا الحدث الرياضي الكبير معتبرة إياه أنه أصبح “ضارا” لصورتها في البلاد بسبب كوفيد – 19 .
و كان “جول بويكوف” ، الأكاديمي الأمريكي المتخصص في الرياضة و السياسة قد قال لوكالة الأنباء الفرنسية “تحولت الألعاب الأولمبية إلى حدث ضار في طوكيو حيث لا تحظى بدعم كبير من الرأي العام” ، مضيفا أنه بالنسبة للجهات اليابانية الراعية “أصبح الارتباط بحدث لا يحظى بشعبية محفوفا بالأخطار من حيث صورة علامتها التجارية ، و هذا غير مسبوق في التاريخ السياسي للألعاب الأولمبية” .
هذا التصور بدا جليا على الأرض إذ أعلن مسؤولوا شركة “تويوتا” العملاقة ، يومه الاثنين الماضي ، أنهم لن يحضروا افتتاح الأولمبياد ، في موقف يميل إلى إرضاء الجماهير اليابانية الغاضبة ، و هو نفس الموقف الذي اتخذه مسؤولوا شركتي “باناسونيك” و “بريدجستون” ، و مجموعتي “إن إي سي” و “فوجيتسو” .
و للإشارة فإن تنظيم هاته النسخة و في هذا الظرف الحساس صحيا قد ترالانطلاقة الرسمية للألعاب ، و استقالة رئيس اللجنة التنظيمية الياباني “تسونيكازو تاكيدا” سنة 2019 بسبب قضية اتهام بتلقي رشوة من أجل دعم ملف طوكيو ، كما استقال رئيس اللجنة المنظمة “يوشيرو موري” في فبراير من السنة الماضية بعد تلميحات مهينة بحق النساء ، إضافة إلى استقالة وزيرة الألعاب “سايكو هاشيموتو” من منصبها في الحكومة ….
كما تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الدورة ستقام على أرضية الملعب الأولمبي الذي استضاف ألعاب سنة 1964 و الذي أعيد بناؤه لتصل سعته إلى حوالي 68 ألف متفرج .
و كان إمبراطور اليابان “ناروهيتو” قد افتتح دورة طوكيو عقب حفل بسيط وسط حضور رمزي لم يتجاوز 1000 شخص ، عرضت خلاله مشاهد تكريم لضحايا كارثة “فوكوشيما” النووية في شهر مارس من سنة 2011 ، و الذي صاحب زلزالا مدمرا بقوة 9 درجات ضرب الساحل الشمالي الشرقي للبلاد ، و ما رافقه من موجة “تسونامي” قوية أدت إلى حدوث انصهار نووي و تعرض المناطق المجاورة للمفاعل لموجات إشعاعية .
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ، الألماني توماس باخ ، وصف خلال حفل الافتتاح تنظيم الألعاب ب “لحظة أمل” ، حيث قال “اليوم لحظة أمل ، نعم ، هي مختلفة تماما عن تلك التي تخيلناها ، لكن فلنعتز بهذه اللحظة لأننا هنا سويا”
التعليقات مغلقة.