أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

اليمن.. مخيمات النزوح في مأرب عرضة للقصف الحوثي وعشرات الضحايا من النازحين.

عارف الواقدي 

في إطار جرائمها وانتهاكاتها المستمرة بحق النازحين في العديد من مخيمات النزوح في محافظة مأرب، شمالي شرق اليمن، تستمر جماعة الحوثي المسلحة بقصف تلك المخيمات بمختلف أنواع صواريخها وقذائف المدفعية الثقيلة. 

ويأتي ذلك القصف الذي تصفه الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليًا بـ”جرائم حرب” يجب على جماعة الحوثي أن تتحمل مسؤوليتها وتحاسب عليها، في ظل صمت دولي مطبق إزاء تلك الجرائم التي تطال الأبرياء والمهجرين في مخيمات النزوح الذين هجرتهم الحرب إليها طوال السنوات الماضية.

في وقتٍ متأخر من مساء الإثنين 22 مارس قامت جماعة الحوثي المسلحة – بحسب بيان صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة حصلت “جريدة أصوات” على نسخة منه – بقصف ثلاثة مخيمات للنازحين، هي الميل، الخير، التواصل، وجميعها تقع شمالي المحافظة، ما تسبب بإصابة خمس نساء على الأقل وتضرر ما لا يقل عن 23 خيمة من مساكنهم.

وأكدت الوحدة التنفيذية، إنها رصدت انتهاكات ممنهجة ومروعة، قامت بها جماعة الحوثي المسلحة، تمثلت في استهداف مخيمات النزوح، بالأسلحة الثقيلة والمقذوفات، وكذا الصواريخ بشكل غير مسبوق.

وأوضحت أن الهجوم أسفر عن إصابة طفيفة لامرأتين، في مخيم الميل، واحتراق وتضرر سبع خيام، وكذا تضرر خمسة خزانات للمياه، فيما القصف الذي استهدف مخيم التواصل تسبب في احتراق وتضرر 12 خيمة، وثمانية خزانات مياه، إضافة إلى إصابة ثلاث نساء بجروح، بليغة في مخيم الخير، واحتراق وتضرر، ثماني خيام، وخمسة خزانات مياه.

وطالبت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب المجتمع الدولي وجميع المنظمات الدولية، وجميع المنظمات الحقوقية والجهات المعنية، بالشأن الإنساني للتحرك العاجل، لإيقاف الاعتداءات وحماية النازحين، وإدانة ما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة، من تصعيد ممنهج وإجرامي في حق النازحين.

وأشارت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المحافظة إلى أن القصف الحوثي جاء بعد يوم واحد، من زيارة المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن ديفيد غرسلي، إلى مخيمات النازحين بالمحافظة.

إلى ذلك، وفي تقرير صادر عنها، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” وهي منظمة دولية غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان مقرها “نيويورك” أن جماعة الحوثي المسلحة استهدفت مخيمات النازحين في مأرب بقذائف المدفعية والصواريخ.

وقالت المنظمة إن “قوات الحوثيين تطلق عشوائيًا قذائف مدفعية وصواريخ على مناطق مكتظة بالسكان بمحافظة مأرب اليمنية منذ فبراير” مشيرة إلى أن القصف “تسبب في نزوح جماعي، ومفاقمة الأزمة الإنسانية”.

وأضافت “أطلقت قوات الحوثيين عشرات القذائف على محافظة مأرب، التي تسيطر عليها القوات الحكومية اليمنية. قالت وزارة الخارجية اليمنية في 27 فبراير إن الحوثيين أطلقوا عشرة صواريخ باليستية، لا تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية، باتجاه مدينة مأرب منذ بداية الشهر”.

وأكدت أفراح ناصر، وهي باحثة اليمن في هيومن رايتس ووتش: “ارتكبت قوات الحوثيين انتهاكات جسيمة وأظهرت تجاهلاً مروعًا لأمن وسلامة المدنيين طوال النزاع” لافتةً إلى أن “الهجمات العشوائية بالمدفعية والصواريخ، التي يشنها الحوثيون على مناطق مأهولة بالسكان في محافظة مأرب، تُعرّض النازحين والمجتمعات المحلية لخطر شديد.

ونقلت المنظمة عن عمال إغاثة، قولهم إن نيران القصف المدفعي والأسلحة الثقيلة المباشرة من جانب الحوثيين أصابت عدة مخيمات للنازحين خلال فبراير، منها مخيم الزور، ولفج الملح، وذنة الصوابين، وذنة الهيال في شمال وغرب محافظة مأرب.

وأشارت إلى أن الهجمات الحوثية على المخيمات، التي كان يقطنها مئات العائلات، تسببت في موجة جديدة من الفرار باتجاه مدينة مأرب.

ونقلت عن أحد عمال الإغاثة إن معظم المدنيين النازحين الجدد يصلون إلى مأرب حاملين خيامهم وبطانياتهم على ظهورهم، مضيفًا: “روى المدنيون الفارون قصصا مرعبة عن القصف العنيف الذي فروا منه، غالبًا سيرًا على الأقدام، للوصول إلى مخيمات أخرى في مأرب”. 

ونقلت عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين قولها، إن قوات الحوثيين قصفت أربعة مخيمات على مشارف مدينة مأرب في فبراير، ما أجبر العائلات على الفرار. أصيب مدنيان في الهجمات.

 

التعليقات مغلقة.