خردي لحسن: مختص في الشؤون الصحراوية
أبعدت السلطات المغربية صحفيان “كاطلانيان” ، وهما “اوريول بويغ” “وديفيد ميليرو”، من مدينة الطرفاية إلى أكادير، وهما المعروفان بتوجههما السياسي المؤيد لأطروحات الانفصاليين ضمن جبهة البوليساريو، بعد ان تم توقيفهما من داخل مقهى.
وحسب مصادر موثوقة، فإن الصحفيان كانا يعتزمان التوجه الى مدينة بوجدور وتسللهم لمقابلة الناشطة “سلطانة خيا”، وذلك من أجل زعزعة الاستقرار والامان في المنطقة، وأكثر من ذلك عدم احترامهما للمعايير المطبقة على الصحافة الدولية التي ترغب في إنجاز تغطيات إعلامية وعلى اثر ذلك تم ترحيلهما الى مدينة أكادير وإبعادهما إلى إسبانيا.
وللإشارة فإن طرد وابعاد الصحفيان اتت متزامنة مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، ووزير خارجيته، مانويل الباريس، الى الرباط، وكذا مع تقديم مشروع قانون الى مجلس النواب الاسباني، وهذا له أكثر من ذلالة في زيارة الصحفيان للمناطق الجنوبية، سوى خلق مفاهيم مغلوطة لدى الرأي العام الوطني والدولي وما يعيشه المواطن الصحراوي.
وهكذا ونظرا لأن الأمر كان مخططا له ومردروسا فقد حظيت جولتهما بمتابعة إعلامية من إعلام الجزائر والبوليساريو، حيث حملت قصاصتهما الإعلامية أنه “وبعد توقف لحظي بطرفاية الواقعة على الحدود مع الصحراء الغربية، اوقفتهما عناصر …. واجبروهما على ركوب سيارة أجرة في اتجاه مكان لم يعرفاه، وفي منتصف الطريق، يضيف البيان، اعترضتهما سيارتان وترجلت منهما عناصر اخرجاهما بالقوة واعتدوا عليهما بالضرب وهدداهما بتعريض حياتهما الى الخطر ان لم يتجها في اول رحلة متجهة من مطار اغادير الى اسبانيا”.
وهي قصاصة تحمل أكثر من دلالة، من جهة محاولة خلق أجواء توثر في علاقات الرباط ومدريد الجيدة جدا، وتحريض الرأي العام الإسباني ضد المغرب وحقوقه التاريخية، من خلال افتعال سيناريوهات متسخة الإخراج والحمولة، لتأليب الرأي العام والنخب السياسية ضد التوجه الجديد لمدريد، ولا غرابة إن جاءت هاته الخطوة متزامنة مع زيارة رئيس الحكومة الإسباني للرباط، واعتراف مدريد بالمقترح المغربي ودعمه، وبداية ترسيخ علاقات جديدة وممتازة بين البلدين بعيدا عن الضغوطات الجزائرية، الشيء الذي أصاب حكام الجزائر والبوليساريو بالسكتة الذماغية، ليستنجدوا بهاته الأبواق الدعائية المخدومة لضرب هذا التوجه الجديد في علاقات المغرب وإسبانيا.
التعليقات مغلقة.