أول جريدة إلكترونية مغربية تتجدد على مدار الساعة

بحث “دي ميستورا” عن حل سياسي لمشكل الصحراء المفتعل في ظل موقف جزائري معاد و تهديد للجبهة بالعمل العسكري

مكتب الرباط / محمد حميمداني

مكتب الرباط / محمد حميمداني

 

بدأ “ستيفان دي ميستورا”، المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية، سلسلة مباحثاته المرتبطة بالبحث عن حلحلة للحل السياسي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

 

و في هذا السياق أجرى المبعوث الخاص للأمين العام عدة لقاءات بمقر الأمم المتحدة مع عدة أطراف دولية عضوة في مجلس الأمن الدولي، حيث التقى سفراء كل من واشنطن، ليندا توماس غرينفيلد، و مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة.

 

كما استقبل “دي ميستورا” المندوب الدائم لموريتانيا لدى منظمة الأمم المتحدة، سيدي ولد بحام ولد محمد لغظف، و ممثل جبهة “البوليساريو” في نيويورك، محمد عمار.

 

و كانت الجزائر قد عمدت إلى إغلاق باب المساعي الدبلوماسية حينما اشترطت خطوة سحب المغرب لقواته من معبر “الكركرات” كمدخل لنقاش سياسي ،

و هو الموقف الذي أتى على خلفية تعيين “دي ميستورا” مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة ، مكلفا بملف الصحراء المغربية، و الذي تم اختياره بعد نقاش ماراطوني تداول في “13 اسما” ليستقر رأي الأمم المتحدة، في الأخير على الدبلوماسي المخضرم “دي ميستورا”.

 

و للإشارة فإن “دي ميستورا” يعرف ضمن أروقة الأمم المتحدة، بأنه رجل  “يدير الأزمة و لكن لا يحلها”،

المعبر الحدودي الكركرات

 

لكن و مع ذلك تبقى الآمال معلقة على حنكته الدبلوماسية الطويلة “العراق، 2007-2009، أفغانستان،2010-2011، سوريا، 2014-2018” في خلخلة الراكد في جو الأزمة وصولا إلى حل يرضي جميع الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل، خاصة و أنه ملم بتفاصيل ملف الصحراء المغربية، علما أن الحل المرتبط بالنزاع ليس رهينة تجربة أو إرادة “دي ميستورا” و لكن مرتبط توفر الإرادة السياسية و النظرة الإيجابية بين جميع الأطراف من أجل حل المشكلة القائمة، إلى جانب الإرادة الدولية لحلحلة الوضع، و لعل أكبر تحد يواجهه المبعوث الأممي هو جمع الأطراف على طاولة المفاوضات و استكمال اللقاءات التي انتهت باتفاق سنة 1991 الذي ثبت الهدنة بين الطرفين .

 

و للإشارة فإن هاته المساعي تأتي في ظل شحنة ديناميت تفجرها الجزائر في وجه كافة الحلول الدبلوماسية الواقعية المقترحة،

من خلال دعوة وزارة الخارجية الجزائرية إلى ما أسمته “تجريد منطقة الكركرات من السلاح”، معتبرة التواجد المغربي بها “يشكل حجر الأساس في أي عملية سياسية ذات مصداقية تهدف إلى إيجاد حل سلمي للنزاع”، يرافقه موقف جبهة “البوليساريو” التي قالت إنها ستستأنف ما تصفه بـ”الكفاح المسلح” بعد سنوات من الهدنة .

 

كل ذلك يأتي متزامنا مع جو التوثر الذي يسود علاقات الجزائر بالرباط ، علما أن هاته الأخيرة هي التي تملك مفاتيح إدارة النزاع من الطرف الآخر لأن قرار البوليساريو يوجد لدى الجزائر، خاصة و أن النظام الجزائري يعاني من اختناق داخلي يريد التنفيس عنه من خلال خلق جو التوثر مع المغرب .

 

و كانت الرباط قد طرحت مقترحا عمليا و واقعيا يراعي مصالح كافة الأطراف من خلال الحكم الذاتي الموسع تحت الإدارة المغربية ، لكن الجبهة ومعها الجزائر تصر على إجراء استفتاء لتقرير المصير، تحت إشراف الأمم المتحدة، و هو الموقف الذي أعادت اللعب على وثره من خلال قول الجبهة أنها تتطلع للعمل من مبعوث الأمين العام و لكن من أجل المقترح الذي طرحته الجزائر .

التعليقات مغلقة.