# برلمانية تحذر من تفاقم ظاهرة تشغيل الأطفال وتدعو الحكومة لتحرك حاسم لمواجهتها
جريدة أصوات
أصوات من الرباط
وجهت النائبة *نادية تهامي* عن فريق التقدم والاشتراكية سؤالاً كتابياً إلى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، *يونس السكوري، حول المعطيات الصادمة المتعلقة باستمرار ظاهرة **تشغيل الأطفال في المغرب*. يأتي هذا التحرك بعد أن كشفت المذكرة الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط في 16 يونيو 2025، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة تشغيل الأطفال، عن أرقام مقلقة.
### أرقام صادمة وتداعيات خطيرة
أشارت البرلمانية تهامي إلى أن عدد *الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و17 سنة بلغ 101 ألف طفل خلال عام 2024. ومن بين هؤلاء، توقف **90% منهم عن الدراسة، بينما ينتمي **77.5% منهم إلى المناطق القروية. الأكثر إثارة للقلق هو أن أكثر من **62 ألف طفل يزاولون أنشطة تصنف ضمن خانة “الأعمال الخطيرة”*، وهو ما يمثل 62.7% من إجمالي الأطفال المشتغلين، الأمر الذي يهدد صحتهم النفسية والجسدية ويعرضهم لمخاطر متعددة.
على صعيد آخر، نبهت البرلمانية إلى وجود تقاطعات مقلقة بين هذه الأرقام والتوصيات الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خاصة فيما يتعلق بفئة “NEET” (غير موظفين، وغير ملتحقين بالدراسة أو التكوين)، والانقطاع المدرسي الذي يُقدّر بين 280 و300 ألف تلميذ سنوياً، بالإضافة إلى هشاشة الاقتصاد غير المهيكل الذي يضم أكثر من مليوني وحدة إنتاجية. وتُظهر المعطيات الرسمية أن *87.7% من الأطفال المشتغلين غادروا المدرسة نهائياً*، في حين أن 1.6% لم يسبق لهم التمدرس. كما تبين أن 70.3% من أطفال القرى يعملون في الفلاحة، و58.8% من أطفال المدن يشتغلون في الخدمات، و26.1% في الصناعة، مع عمل أغلب الأطفال في الأوساط القروية كمساعدين عائليين، خاصة بين الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة.
### دعوة إلى إجراءات حاسمة ومساءلة حكومية
طالبت تهامي الحكومة بتوضيح التدابير والإجراءات الوقائية التي تعتزم اتخاذها، بالتنسيق مع القطاعات المعنية، لمواجهة هذه الظاهرة، ولتفعيل مقتضيات *مدونة الشغل* بخصوص حظر تشغيل الأطفال في الأنشطة الخطيرة، والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وتُجدد “فاس نيوز” دعوتها إلى تحرك فوري من طرف المؤسسات المختصة، لتعزيز الحماية القانونية للأطفال، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفقاً لمقتضيات الدستور والتزامات المغرب الدولية، لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تستنزف مستقبل الأجيال.
التعليقات مغلقة.